بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 حزيران 2023 12:00ص لا نجاح بلا شجاعة!

حجم الخط
إن أخفق رفيق لك مرة أو أكثر، لا تراك تدينه بسبب ارتكابه خطأ ما، إلى أن ينتقل الى رفيقك الأعلى أو يفقد شجاعته، والأمر سيّان! ولا ريب في انك إذا اخطأت خوخة ما على شجرة ما، تراك أقل خجلا من فقدان الشجاعة من أجل هز الشجرة بأكملها.
البارحة، جاهدت الجهاد الحسن، وها أنت اليوم تتوق الى الانتصار المبين، إذ إن كل شيء أمسى سهل المنال.
من لا يجرؤ على أي شيء، لا أمل له البتّة في الحياة. ان سفر العبور الى عظائم الأمور، هو الشجاعة أكثر من الحكمة. وبروز إنسان شجاع في أعنف المعارك، لصاحبه اكليل النصر والغار لا محالة. وعندما نرى تجارة ناجحة، يكون أحدهم قد اتخذ يوما قرارا حازماً وحاسما في شأنها. أما صراخ بعض الموتورين، فهو دليل خوف لا شجاعة.
نتوق في مجتمعاتنا الى فريق من الأنام فاقوا بقية الورى بما أبدوه من إرادة محكمة، فضلا عن الذكاء العجيب والقريحة الوقّادة. فبزغوا في سماء جيلهم شموسا وأقمارا نيّرة، ما يخلّد أسماءهم في كتب التاريخ ويرفع لهم أعلام الفخر والذكر الطيب على مرِّ الزمان.
الشجاعة التي يجسّدها مسؤول مستقل، هي مدخل الى بناء الإنسان وتقدّمه الاجتماعي. همّة الرجال تقلع الجبال. هذه الهمّة القعساء هي التي تجابه العراقيل والعقبات المثبطة القائمة في وجه الشجعان المتوخين المثاليات بلا تهوّر. وهذه المثبطات ثلاثة: العوارض الطبيعية والمؤثرات البشرية الضيقة والأهواء النفسية الجامحة. فعلى من عزم النزول الى ميدان الحياة العامة، ونوى مصارعة الدهر، أن يهتك الستار عن خفايا هذه العقبات، فيتمكن من استطلاع طلعها، فيتذرع بالوسائل الملائمة لرفعها، بل لقلعها. عندها، يفسح له المجال للسير في سبيل الحياة، فيفوز بالمرام ويصبح فعلا من خيرة الأنام.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه