1 شباط 2024 12:00ص مَن للشجاعة الحقّة؟

حجم الخط
يخبط إعلامنا وأعلامنا وحملة أعلامنا خبط عشواء بين مصطلحات كالعنفوان والممانعة والمقاومة... وحتى الشجاعة التي تعني بكل بساطة أن يكون المرء جريئا مقداما غير هيّاب إنما ضمن شروط بديهية نتوقف عندها ههنا.
الشجاعة صفة عالية ترفع صاحبها وتحيطه بهالة وضّاءة من القدر والاعجاب، لا سيما إذا كان متحليا بالشجاعة الوطنية، التي تدفعه إلى خدمة أمته خدمة صادقة، تعود على أبناء جلدته بالخير والسعادة.
يتسلّح الشجاع بإرادة قوية تجعله يقدم على عظائم الأمور على الرغم مما قد يعترضه من عقبات وأخطار.
الشجاعة فضيلة تتسم بها القلوب الكبيرة، والنفوس الحرّة الأبيّة، التي تناهض الظلم، وتهبّ لنصرة الحق والعدالة وسائر الفضائل الجليلة.
ليست الشجاعة تهوّرا أو انتحارا. فالروح وديعة غالية، ومن الجنون أن تبذل رخيصة في مواقف بعيدة عن البطولة والفداء والدفاع عن النفس.
يذود الشجاع أولا عن وطنه ويصرح بما يعتقده صوابا ولو في حضرة سلطان غاشم ولا يتغاضى عن هضم حق أو يخاف غضب رئيسه، إذا كان على سداد ورشاد. أما أن يسكت المظلوم أمام ظالمه خشية إغضابه فهذا عنوان جبن وخور وخمول.
ليست الشجاعة إقداما مع عجز أو إحجاما مع قوة. ولكن التضحية هي وليدة الشجاعة. الشجاع يناهض أولئك الذين يعتدون على الضعفاء، ويسلبون أموال السذج، ويغررون بالآمنين المطمئنين من الناس.
ليتحلَّ النافذون عندنا قبل سواهم بالشجاعة هذه، وأرى اليوم أن ثمة وعيا ما، ولكنه خجول، بدأ يضم أجزاء من الأمة اللبنانية الواحدة تحت لواء الوطنية بل العروبة الأصيلة. فهل ترى أولئك النافذين يملكون قلبا واحدا ليشاركوا بعضهم بعضا في السرّاء والضرّاء؟!
دعونا نحلم!...

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه