13 شباط 2024 12:00ص من يُعنى بالشباب؟

حجم الخط
ما مصير أجيالنا التي يقال إنها «صاعدة»؟ أليس الشباب ركن المجتمع السويّ وقلبه النابض بالحياة وبما تبتغيه الحياة من ألوان القوة والثبات؟
فرزوا ذات يوم وزارة التربية ولواحقها ثلاثة أقسام منها وزارة الشباب (والرياضة!)، لتنفيعات مناطقية طوائفية! ولكن كل حركة إصلاحية، تحت هذه السماء الرحبة، لا تقوم إلّا على سواعد الشباب، ولا تسمو وتزدهر إلّا بفضل عزيمتهم وصمودهم أمام الشدائد والخطوب. فعِلَام إهمال وزارتهم واعتبارها غير سيادية؟
الاسكندر الكبير فتح الأقطار الواسعة والأمصار الشاسعة، وهو شاب في ريق العمر. وطارق بن زياد ركب البحر، وغزا البر، وحقق أروع مغامرة عرفها تاريخ الحروب وهو شاب في زهوة الحياة.
الشباب ابن القوة وخدن الحمية وصنو الاندفاع وحبيب التضحية. تحت أقدامه تذلل المصاعب، وعلى يديه تحقق الآمال، ونبلغ الخوارق والمعجزات. فلِمَ نتجاهله؟!!
إن سلطان الشباب يجمع تحت رايته الخفّاقة، الجنسين اللطيف والألطف، ليعملا معا في حقل الواجب الإنساني، عملا قوامه الجدّ ومبعثه المروءة والإخلاص. وفي سير عظيمات النساء، تحتل الشابة المكان الأول، والمقام الأسمى بين بنات جنسها. وحسبنا أن نذكر من الملكات كليوباطرة وزينب، ومن المحاربات خولة بنت الأزور، ومن الأديبات باحثة البادية ومي زيادة، وكلهن بلغن أوجّ الشهرة، حين كنّ في عنفوان الشباب.
الشباب مستقبل الرجال والسيدات ولولب العمل ولب الأمل. من جملة خرائط طريق تقدمت بها أخيرا، تبنّي «القيّمين» الغائبين «عن السمع» لنشيد كتبته في الرياضة والرياضيين، وهو ملحن ومغنى، هكذا على طبق من ذهب... محاولتي ذهبت مرة جديدة أدراج الرياح بلا أي ردّة فعل. والثابت أن الرياضة تساهم في نبذ الأحقاد وتصفية العدوانية والقبلية، وتبعث على التضامن والتعاون والتكاتف والتآلف...
كفانا ما نلقاه من علل التعصب بسبب إهمالنا شؤون نشئنا. كفى تاريخنا ما فيه من تناحر وتنافر نتيجة غياب الطارئين على شؤون شبابه والشأن العام بوجه أعمّ!!!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه