بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 شباط 2024 12:00ص نادر سراج يحاكي علاقة اهل العاصمة بتراثها

فنّد هوية بيروت من خلال ارتقاء العلوم والصنائع

الدكتور نادر سراج يلقي محاضرته – طلال سلمان الدكتور نادر سراج يلقي محاضرته – طلال سلمان
حجم الخط
مرة جديدة يطل الدكتور نادر سراج على بيروت انيسة المدن وأم الشرائع،من خلال ملامسة ارتقاء العلوم والصنائع فيها شارحاً علاقة اهلها وتلاحمهم مع المباني والعمائر.
والقى الدكتور سراج محاضرة بعنوان ارتقاء العلوم والصنائع والفنون في بيروت في مقر جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت – الصنائع، بحضور رئيس الجمعية النائب ابراهيم منيمنة ورئيس مجلس الخدمة المدنية الاستاذة نسرين مشموشي، والنائب السابق امين عيتاني، ورئيس تحرير صحيفة اللواء الاستاذ صلاح سلام، والسفير هشام دمشقية،وعضوي مجلس بلدية بيروت المهندس محمد سعيد فتحة ويسرى صيداني، ورئيس بلدية بيروت السابق الدكتور بلال حمد، وأمين عام المحامين العرب السابق عمر الزين، ورئيس مجلس ادارة مرفأ بيروت السابق المهندس عصام بكداش، ورئيسي اتحاد العائلات البيروتية السابقين الدكتور فوزي زيدان ومحمد يموت، ورئيس الجمعية الدكتور محمد مازن شربجي وثلة من مثقفي بيروت واعضاء الهيئة الادارية ومتخرجات ومتخرجين،بعد افتتاح اللقاء من رئيس اللجنة الثقافية الاستاذ مروان كعكي استهل الدكتور نادر سراج بالقول:«إن كتابه الجديد بيروت جدل الهوية والحداثة يتناول جدل الهوية والحداثة من منظور تغيّر العيش وارتقاء العلوم والصنائع والفنون. وبيّن منهجه المتمثل بدرس تاريخ بيروت الاجتماعي ونمطَها الثقافي وطُرُزَها العمرانية، كي لا تبقى الحقائق والتواريخ الشفهية والسرديات الصغرى طيَّ التغييب وأسيرةَ المشافهة والذاكرات الفردية، وكي يعيَ أهلها وقاطنوها أنها معمورةٌ ببشرٍ من لحم ودم بقدر ما هي مبانٍ وعمائر.مشيراً الى المنشآت في مختلف القطاعات.
وشدد مؤلّف كتاب أفندي الغلغول (2013) على هوية بيروت «أنيسة ُالمدن»، و«أمّ الشرائع»، و«مرضِعة العلوم». فهي تمتلكُ حياةً وعراقةً وقيمًا وانتظامًا، والمدنُ التي خرجت من أسوارها وإسارِ فئوياتها العرقية والطائفية، وهي منها، أضحت ملاذاتٍ حضريةً سماتُها التسامحُ مع الآخر والتصالحُ مع الذات. يتّسعُ فضاؤها الرحب للجميع، ولا تحدّها تخومُ الجغرافيا والتاريخ واللغات واللهجات.
وفصّل كيفيات تقبّل أهلها مخرجات الحداثة الوافدة. واكتشفوا «أن التلفون كالأوتوموبيل شيء جديد في سوريا وهما ابنا الحرب العامة». اندهشوا بمخترعات العلم الميكانيكي الوافد، وأذهلتهم تقنياتُ التراسل التلغرافي والهاتفي واللاسلكي،وسعت نخبُهم لالتزام قواعد «الذوق العصري» و«الشياكة الفرنسية» في المظهر والملبس».
وذكر أن جديده ومُفيده يتمثلان بشمول رؤيته العمرانية والاجتماعيّة والأنثربولوجيّة شؤون المجتمع المديني، وفي مقدّمها التعليم (مناهج سياسات ومعاهد ولغات وثقافات). ودعا للتبصّر في مخبوءات التاريخ الاجتماعي. وبيّنَ أهمية الشواهد والمسموعات والمرويات والصور الفوتوغرافية ووثائق الأحوال الشخصية والمذكرات والمراسلات والبطاقات البريدية والتلغرافات «إنترنيت القرن التاسع عشر».
وختم بفكرة للمستشرق الفرنسي فرانك مرميه: «إن صدورَ هذا البحث التاريخي واللساني الاجتماعي في هذه الفترة التي تلي انفجار المرفأ في 4 آب 2021، يتخذُ أهميةً كبيرة. إذ ستكون له أهميةٌ كبيرة في تاريخ المدن في العالم العربي في الحدّ من التصدّعات المتعددة التي يعانيها مخيالُ سكان المدينة. وهو عندما يعيدُ بناءَ هذا الماضي المشترك بهذه الطريقة الرائعة فإنه يشيّدُ من أجل سكان بيروت «مكانًا للذكرى» الإنسانية التي تلامس وجدانهم».