بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2024 12:00ص ... وتبقى الابتسامة!

حجم الخط
خصّ الخالق بني البشر بالابتسام، وميّزه به من سائر المخلوقات.
ولكن الابتسامة، إن لم تنبع من القلب ظلّت غير ذات مؤدّى أو تأثير في الآخرين. فلتكن ابتسامتنا نابعة من قلب مفعم بالتفاؤل، عامر بالحب... حب الحياة والناس. الابتسامة العذبة تضفي علينا جاذبية وسحرا. إنها تجعلنا أدنى من أبناء جلدتنا، محببين إليهم، فهم يألفون الوجه المشرق الباسم، وينفرون من الوجه المتجهّم العابس.
إذا كنت تتلقّى الحياة بنفس راضية ووجه طلق، بعد دموع الولادة، فهذا خير لك من أن تتلقّاها بوجه مكفهر. العبوس لا ينفع، في حين انك تستطيع ببشاشتك وطلاقة محياك أن تكسب محبة الناس والتفافهم حولك.
أشاد حكماء العرب وشعراؤهم ببشاشة الوجه فاعتبرها بعضهم مرآة لسماحة النفس ونداوة الكف، في حين اعتبرها آخرون دليلا على الشجاعة والتجلّد في وجه المحن.
الابتسامة بلسم للهموم ومرهم للأحزان. وقد أكد علماء النفس أن الشخص الذي يبتسم كثيرا إنسان طيب ودود، وتأثيره في الآخرين أكثر عمقا وإيجابية من الأشخاص الذين تعكس قسمات وجوههم الشدّة والصرامة.
فما علينا إلّا أن نستقبل الحياة بالرضى والابتسام، سواء حملت إلينا الفرح والبشائر أو جاءتنا بالهموم والأحزان.
البسمة مفتاح القلوب ما دات هناك قلوب. إنها أولى علامات الذكاء والشعور لدى كل إنسان فرد. لذا، قلّما نراها مرتسمة على وجوه باهتة فقدت كل شعور وتصنّعت الجديّة. أصحاب هذه الوجوه الشاحبة كثيرا ما يعكسون بفقدها أدنى درجات الضمير والاحساس، فيتوسلون ربما أحيانا الضحك والمزاح، كأنما حياة الناس، وحتى حياتهم، رغم فواجعها، هي مجرد طرفة لا تستحق منهم سوى الضحك أو البكاء على الأطلال أو تبادل التهم.
في خرائط طريق بسطتها عبثا أمام قيّمين وهميين على شؤون الشباب والتنشئة والثقافة على العموم، أشرت غير مرة إلى أهمية بثّ ناسنا أجواء التفاؤل والانشراح. ذلك أن البسمة من البيت إلى المعاهد، مدرسة تساهم في تخريج أجيال من المواطنين الصالحين بل الفاضلين الأبرار. إنها أجمل اللغات لأنها، هي، لا تحتاج إلى ترجمة، وتذيب الهموم والأحزان وتوقظ السعادة من سبات طال أمده!
وبعد، فلنبتسم حتى عندما تكون قلوبنا طافحة بالحزن وعيوننا مغرورقة بالدمع...فلعل أجمل ابتسامة هي تلك التي تشعّ وسط الدموع!
 
أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه