حكايا الناس

17 حزيران 2022 12:12ص Nouna تودّع وليد: نسيانك صعب أكيد!!

حجم الخط
نهضتْ مع ساعات الفجر الأولى تُسابق نور الشمس.. مُردّدة الأغنية التي سترقص على إيقاعها في حفلة نهاية العام.. سألتُها إذا كانت فَرِحَة بانتظار يوم الحفلة.. أجابت: «أنا كتير مبسوطة.. اليوم بدي أرقص مع وليد».. واحمرَّ وجهها خجلاً وبادرتني: «ما تغار يا Papi إنتَ كمان بحبك كتير»..
إبنة السنوات الثلاث فرحة بحبّها الأوّل.. تركتها أمّها تختار ما ترتديه لليوم الموعود.. فاستلّت تنورة Jeans وقميصاً أبيضَ مع القليل من الخرز الفضي.. وقالت: «وليد بحب التنورة (الزينز) Jeans».. وركضت نحو غرفتها كي تتجهّز..
ووصلنا إلى «قصر الأطفال» حيث الحفل.. وبدأت التحضيرات ليسرق وليد بعض النظرات.. ثم يقترب منها ويتمتم بعض الكلمات.. لم يميّزها أحد من الحضور.. ولكن طريق العودة إلى البيت كشف المستور.. فوليد قال بخجل واستحياء: «Nouna تيابك حلوين كتير».. فأجابته: «إنتَ الـRED كتير حلو كمان»..
ولكن من لحظات الغزل ودقائق الرقص على المسرح.. و»خلع» وليد وأدائه المميّز على الحلبة.. كانت خاتمته صمتٌ مُطبَقٌ وحزنٌ عميق.. صعدتْ أميرتي الصغيرة إلى السيارة والدمع يغزو وجنتها.. عيناها إلى الخلف بعدما تيقّنت من أنّه اللقاء الأخيرة.. فهي ستنتقل مع العام الدراسي المقبل إلى مدرسة جديدة.. وسيفترق «العصفوران» إلى حيث اللقاء ممكن وما أدرانا نحن معشر البشر.. فالجبال تلتقي والأرواح تلتقي فكيف بالقلوب ومفارق الدروب..
اتخذتْ زاوية في ركن مكين في السيارة.. سألتُها عمّا بها فأشارت إلى ألم صدرها.. فانتابتني حالة من الرعب عمّا إذا حلَّ بفؤادها أي مكروه.. لكن في الحقيقة كان ألم الفراق هو سيد الموقف.. ولسان حال Nouna في وداع وليد: نسيانك صعب أكيد!! 
أخبار ذات صلة