بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 نيسان 2024 12:05ص أزمة وجود

حجم الخط
بعيداً عن العنصرية التي يمارسها البعض في لبنان لجهة الوجود السوري او ما اصطلح على تسميته النزوح السوري، فان الخوف في لبنان مبرر لا سيما ان هذا البلد الصغير بمساحته او بعدد سكانه يحمل اعباء نزوح ولجوء منذ عشرات السنين، ولا يمكن ابداً اغفال ما فعله هذا الواقع الدائم على ارض بلد الارز.
الحرب التي انطلقت في العام 1975 والتي كانت شرارتها ترتكز على وجود لاجئين وما تلاها من حروب بحجة هذا الوجود، تطل اليوم من جديد مع تدفق غير مسبوق للنازحين السوريين وما يرافقه من ذلك من تفلت امني غذاه الغياب التام للدولة اللبنانية بفعل الازمات المتكررة التي يمر بها البلد.
واذا كان في المفهوم العام ان الجريمة يتحمل مسؤوليتها القاتل نفسه فان التصرفات التي خرجت بعد مقتل منسق القوات في جبيل باسكال سليمان اوحت بأن القضية ابعد من جريمة قتل، لا سيما ان الفضاء الافتراضي لعب في تأجيج روح الانتقام من كل ما يطلق عليه اسم نازح وبات الاقتصاص من هؤلاء مشروعاً في قاموس بعض الافرقاء.
لكن وسط الفوضى التي تجتاج ملف النزوح مع انسداد الحل لهذه المعضلة في ظل التعنت العالمي بعدم اعادتهم الى المناطق الآمنة في سوريا، فان الخوف بات مشروعاً على الهوية مع تضاعف نسبة الولادات بين النازحين والتي قد تصل الى تعداد يفوق تعداد الشعب اللبناني وعدم تسجيل هذه المواليد في الدوائر السورية وبالتالي فرض وجودهم على لبنان بما  ينذر فعلياً بازمة وجود.

أخبار ذات صلة