بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 تموز 2019 12:00ص حلّ عني إذن!

حجم الخط
أين المشكلة إذن؟ أستمع للناس فأجد الحق معهم. وأنصت للنواب، فأرى أنهم يوصلون صوت الشعب: يصرخون بأصواتنا ويفصحون عما في نفوسنا، بل يزايدون علينا. أما عن الوزراء فأقول أنهم إخوة النواب. هم الذين يجرّون عربة الدولة ويعرفون حجم المقاومة التي تعترض طريقها نحو صعود القمة. والواقع يشهد على عجزهم في جعلنا نصعد ولو نصف هضبة. هم يعترفون بذلك حين يستحضرون الهاوية! لا أعرف يحذرّون مَنْ بمثل هذه النداءات البائسة؟ أنفسهم أم أنفسنا؟ أولادهم أم أولادنا؟ ولا أعرف ما الذي تخبّئه هذه الهاوية؟ مصيرهم أم مصيرنا؟ فلربما نخيّر بعد حين بين هاوية بيضاء (ركود اقتصادي) وهاوية سوداء (الحرب). 

ومع ذلك أصدّق كلام الوزراء بأن المعادلة الوطنية والدولتية صارت تحت خط الصفر. وأن نفيراً عاما صار فوق الضرورة. أريد أن أصدّق الكل، مصفيّا النية. لكنني لا أعرف أين أجد المشكلة، ولمن أحمِّل مسؤوليتها. النواب لم يسقطوا علينا من السماء؛ الشعب انتخبهم بالأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي. والوزراء لم ينبتوا من الأرض؛ البرلمان أعطاهم الثقة ليجلسوا فوق كراسيهم الخضراء. والزعيم صار زعيما بهتافات الجماهير على الأرض وهمسات الناس في البيوت ووراء الشاشات. 

الكل فوق الشبهات! ضمير الغائب وحده المتهم والمسؤول. الفساد ضمير غائب. نقول هو، ولا نقول أنت. ثمة فساد بلا فاسدين. والشعب يلعن الطبقة السياسية ويقول هي. يغيّبها ويغيّب معها إرادته. لا يريد أن يتحمل مسؤولية خياراته. شعب يعرف أنه لا يُنتج ما يكفي، ويريد أن يظل مرفّها. ويعرف أنه يَسرق ويُسرق ولا يريد أن يُحاسَب ويُحاسِب. أين المشكلة اذن؟ ربما هي أننا جميعا قد أصبحنا ومنذ زمن بعيد، جزءا من المشكلة، فيما لا أحد بيننا جزء من الحلّ. حلّ عني إذن! لقد أضعنا الدال!


أخبار ذات صلة