بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 أيار 2021 12:11ص زهّر نوّار .. والحق بعدو ما ظهر

حجم الخط
10 أشهر تنقصها أيام قلائل مضت على فاجعة التاريخ.. 10 أشهر من القهر والذل والألم والأسى.. ودماء الشهداء الطتهرو تنادي «أما من ناصر ينصرني؟».. «أما من مُجير يُجير دمع أم ثكلى وطفلة يتيمة وزوجة أرملة.. وصرخة جريح يتخبّط بين الواقع والغيبوية.. وأنين مفجوع من ندوب أزمنت والعاهات استقرّن وضمائر تُستصرخ.. لكن غابت عنها ولو ذرّة شرف..
ترى أصحاب الكراسي والمناصب في هذا البلد يتكالبون «اللهم نفسي».. فهذا يريد أنْ يسحب التكليف من ذاك ولو بالانتهاك.. وذاك متمسّك بتكليفه حتى الرمق الأخير رغم الأنوف.. وذلك التصق بكرسيّه على أمل توريثه لصهر «العجيبة».. وغيرهم مَنْ حاز لقب عميد «المتربّعين على العروش» بعد تخطيه العقود الثلاثة.. عازفاً موسيقى الاعتراض بمطرقة القبة البرلمانية.. وسواهم مَنْ يتوعّدون بعضهم البعض «جايي دورك يا فلان ويا علان».. ناهيك عمَّنْ أسر البلد كُرمى لغايات «الفقيه» وزبانيّته..  والقمح نبت.. وزهّر «نوّار»*.. والصيف أصبح على الأبواب.. وموسم الحصاد قد حان.. لكن موسم العدالة لا يزال غابئاً بانتظار انتهاء الأيام الخمسة التي وعدونها بها.. حتى أصبحت أطول من «قصة ابريق الزيت».. أم تراهم آثروا أنْ يسحبونا إلى جهنّم الدنيا.. ويوسّعوا الطريق أمامنا إلى جنان الخلد.. شهداء فقر وجوع وضحايا إهمال وتهريب وأجندات خارجية.. «زهّر نوّار.. والحق بعدو ما ظهر».. سمعتها تردّدها عندما شاهدت الصورة على موقع «تويتر».. رأيتُ الدمع يترقرق من عينيها مخاطبة اليمام.. المترامي فوق أكوام القمح المتراكم تحت الإهراءات الشاهدة والشهيدة..  «يا حمام الدوح سلّم عالحبيب!!».. فسألتها: «أي حبيب هو هذا الذي تناجين يمامات بيروت السلام عليه؟!».. 
أجابتني إثر تنهيدة أقشعّرت لها كل خلية في بدني: «أوتسأل عن الحبيب؟.. هو كل شهيد ارتقى إلى جواره ربّه على هذه الأرض الطهور.. برئياً، مظلوماً، قتيلاً، منهوباً، مسلوباً، مكلوماً.. هي كل روح أكرمها الرب فأهانوها.. هي قدس الأقداس التي باركها الرب وطهّرها حتى جاء «ديوك السياسة» المتراكمين فوق مزابلهم في بلدنا وأردوها شهيدة.. وهم لا يدرون أنّ شهداءنا أحياء عند ربهم يرزقون..
* «شهر أيار باللغة السريانية القديمة»

أخبار ذات صلة