حكايا الناس

20 أيار 2020 12:00ص مدفع «تلة الخياط»!

حجم الخط
إذا سألت أي صائم عن مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان، تحدث إليك بصيغة الماضي.. وحدّد لك أسماء (الأكلات الرمضانية) التقليدية، والمسحراتي، وحرج بيروت واحتفالية الأطفال برمضان ومدفع الإفطار..

وبين سطور الكلام تكتشف ان (رمضان زمان) يكسب بالحنين إليه، وبالكلام عنه. ولشهر رمضان المبارك في العاصمة طابع خاص وتقاليد تنفرد في بعضها عن مثيلاتها في البلدان العربية والإسلامية، فبحلول الشهر الفضيل تحل معه الممارسات القديمة التي توارثها البيارتة عن اسلافهم في استقبال لياليه الفريدة المفعمة بالروحانية. وفي مقدمتها مدفع الإفطار فوق هضاب «تلة الخياط».

من اسكت صوت (المدفع الرمضاني) الذي كان يُستخدم وقت حلول المغرب للافطار، والامساك قبيل آذان الفجر؟

مدفع الإفطار في تلة الخياط بجوار مقهى «أبو زكور» وهو من (عائلة الكوسا) هو تمسّك بالعادات، وهي عادة حميدة لما لها من وقع مفرح في النفوس لدى الصائمين وهم يترقبون صوته ويعتمدون عليه في الإفطار متناسين تكنولوجيا الفضائيات!!

وقد شجع وجود المدفع الأطفال على الصيام وهم ينتظرون فطورهم على دويّ المدافع ويناشدون «المدفعجي» بإطلاق المدفع.. وكان إشعال «فتيل» المدفع يضفي نكهة على معالم رمضان «البيروتي»؟!

فالشرق اكتشف البارود والغرب طوّره، والمدفع (اختراع عربي)، والمدفع (حفيد المنجنيق)، وألفرد نوبل مخترع الفاعوس، وأبحاث الطبيب الإيطالي غيورغي اغريكولا (1494 - 1555) حول ملح البارود، واستعمل في المناجم في القرن السابع عشر (هنغاريا 1630، انكلترا 1670).

واحتراق البارود في إيطاليا على يد انجيلو سالييوتزو (1734 - 1800).

وهناك من يعتقد بأن الأوروبيين تعرفوا على بارود المدافع من خلال تجاربهم مع العرب وبأن أبحاثهم اقتصرت على إيجاد طرق جديدة لتحضيره.


أخبار ذات صلة