بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2023 12:00ص 119 يوماً على الشغور الرئاسي.. ولا بوادر بانتهائها قريباً

الجدال العقيم حول أعداد اللبنانيين.. وشهادة الأباتي نعمان

حجم الخط
119 يوما على الشغور الرئاسي في لبنان، من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر بإنجاز هذا الاستحقاق قريبا، وفيما لم تسفر الجلسات الانتخابية الـ11 عن أي نتيجة، تستمر الحكومة الميقاتية الثالثة التي تعتبر مستقيلة منذ بدء ولاية مجلس نواب 2022 في 22 أيار الفائت في مهام تصريف الأعمال، في وقت يواصل الدولار ألاعيبه وتحليقه، مترافقا مع ارتفاع جنوني في الأسعار وتدهور حياة الناس الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية، فيتواصل الشغور الرئاسي ويستمر عداد فراغ الكرسي الأولى بالتصاعد، بانتظار إشارة مرور خارجية، عبر توافق دولي، وإقليمي وتحديدا عربي كان يطلق عليه فيما مضى «الوحي» الذي يحوّله النواب في صندوقة الاقتراع بإسم الرئيس العتيد.
بأي حال، فإن «كلمة السر» الحاسمة بشأن الانتخابات الرئاسية لم تصدر بعد، ليحوّلها نواب «الأمة» الى حقيقة في صندوقة الاقتراع الزجاجية، وبالتالي سيتواصل عداد أيام الشغور في الكرسي الأولى بالتصاعد «حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا» ويدخل اليوم 119 على شغور الكرسي الأولى، ولبنان أمام استحقاقات دستورية هامة أبرزها الانتخابات البلدية والاختيارية التي تنتهي ولايتها في 31 أيار المقبل، في وقت تتواصل معه مرارات اللبنانيين التي باتت تطال كل تفاصيل حياتهم اليومية.

أثار تصريح للرئيس نجيب ميقاتي عن نسبة أعداد المسيحيين اللبنانيين خلال حديث تلفزيوني ردودا واسعة، مما استوجب ردّا من البطريركية المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار وغيرهما..
آخر إحصاء سكاني
وبصرف النظر عن النسبة التي أوردها الرئيس ميقاتي، فاننا نشير الى ان آخر إحصاء رسمي لعدد سكان لبنان حصل في عهد الانتداب الفرنسي عام 1932 حيث بلغ العدد  الكلي: 785,542 نسمة.
آخر التقديرات السكانية
وفي آخر التقديرات لعدد سكان لبنان وفق «شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة» فقد قدّر بخمسة ملايين و490 ألف نسمة في نهاية حزيران من العام 2022، مقارنة بخمسة ملايين و180 ألف نهاية شهر حزيران 2012، وأن عدد الإناث يمثّلن 51.5% من إجمالي عدد السكان ويمثل الذكور 48.5% من إجمالي عدد السكان، أي 94.2 ذكر لكل 100 أنثى.
لوائح الشطب وأعداد المقترعين
ربما يمكن أخذ نظرة تقريبية دقيقة للعدد ونسبته من خلال لوائح الشطب لأعداد الناخبين في لبنان، وأعداد المقترعين الفعليين، إذ بلغ عدد الناخبين اللبنانيين في انتخابات 2022 ثلاثة ملايين و967 ألف و507 ناخبين، مقارنة مع 3.746.483 ناخباً في عام 2018 أي بزيادة 221.024 ناخباً. ويبلغ عدد المسيحيين 1.361.546 ناخباً، وعدد المسلمين 2.584.993 ناخباً.
وتبلغ نسبة الناخبين الموارنة 18.75%، يليهم الأرثوذكس 6.63%، ومن ثم الكاثوليك 4.45%. أما لدى المسلمين فيشكّل السنّة 29.66%، والشيعة 29.13%، والدروز 5.49%، والعلويون 0.88%..
أما عدد المقترعين في 2022 فكان «عدد الأصوات التّفضيليّة للمقترعين المقيمين (من دون احتساب الموظّفين) 1,665,694 صوتاً، توزّعت بين: المسلمين بنسبة 68,1%، والمسيحيّين بنسبة 31,9%».
شهادة الأباتي نعمان: لبنان الى أين؟
وحتى لا يبقى الجدل حول العدد، ويذهب في اتجاهات مختلف، خصوصا في الظروف الراهنة التي تمرّ بها البلاد، نستعين بكتاب الأباتي بولس نعمان «الموارنة الى أين؟» حيث يجيب عن الكثير من الأسئلة بنداءٍ إلى المسيحيين، قائلاً: «عليهم الاستفاقة اليوم والمساعدة في نشوء نخبة تقود بتجرّد ووفق وَعيهم الروحي والتاريخي، فإن لم يستفيقوا سيزولون حتما وتحلّ محلّهم شعوبٌ أخرى تكمل مسيرة المسيحية والتاريخ في هذا الشرق. إن هذه الحقيقة، وإن شكّلت إنذارا، هي لِلبنيان لا للهدم، وها هي الشعوب الشرقية بدأت تنتفض، ولا بُدّ أن تلاقي الخط الصحيح والباني للمفهوم الإنساني».
الأباتي نعمان يختم في كتابه بسؤال يطرحه اللبنانيون على أنفسهم عندما يرون الأزمات تتوالى والأعاصير تعصف من كل حدب وصوب، ألا وهو: «هل انقضى عهد الكبار الذين صنعوا الاستقلال وضحّوا بذواتهم؟»، باختصار فقد سأل في كتابه: «لبنان الموارنة إلى أين؟» ليجيب: إما نخبة تقود بتجرّد، أو نزوح إلى متحف التاريخ».