بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آب 2023 12:00ص «المركزي» غير معني بالاتصال بوزير المال لمعالجة موضوع القرض

تحفّظات وزارية على بنود في موازنة 2023 «ولتتدبّر الحكومة نفقاتها»

حجم الخط
يُفترض أن يكون هذا الاسبوع «خاتمة أحزان» إشكاليات ومشكلات أزمة القرض الذي تطلبه الحكومة من مصرف لبنان المركزي لتمكينها من الإنفاق على الرواتب والتقديمات والحوافز الموعودة لموظفي الدولة وللصحة والفقراء والأكثر هشاشة في المجتمع اللبناني، والذي تتقاذفه الحكومة والمجلس النيابي والقوى السياسية والمصرف المركزي من مرمى الى مرمى لتسجيل نقاط، وكأنه أمر إداري إجرائي عادي ولا يتعلق بمصير وحياة عشرات آلاف اللبنانيين.
والمنتظر أن يتم البحث هذين اليومين في هذا الموضوع الشائك، في جلسة مجلس الوزراء اليوم، وفي اتصالات رئيسي المجلس النيابي والحكومة، لكن حتى الآن لم يتبيّن بعد إطار الحل وكيف سيتم وفق أي آلية؟ نيابية عبر اقتراج قانون نيابي، أو حكومية عبر مشروع قانون يرسل للمجلس النيابي، أم مختلطة؟ لكن الواضح حسب معلومات «اللواء» ان هناك ضياعا رسميا في معالجة الموضوع، وإن حاكمية المركزي لن تتنازل عن شروطها ولن تقرض الحكومة دولارا واحداً من دون تغطية قانونية وبالضمانات والشروط المعروفة، وهو ما أكدته أوساط منصوري، التي قالت: انه لن يرضخ للضغوط السياسية وغير السياسية ولحملات التهويل التي يمارسها البعض، بحجة ان عدم منح الحكومة القرض سيخلق أزمة رواتب، بينما الرواتب متوافرة في حساب الدولة حسبما تقول الحكومة لكن بالليرة اللبنانية، ولتتحمّل الحكومة ورئيسها مسؤولياتهم في توفير النفقات المقبلة إذا لم يتم إقرار القانون.
وذكرت أوساط منصوري: انه غير معني بالاتصال مع وزير المال كما ذكر رئيس الحكومة بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، من انه «طلب من وزير المال إجراء الاتصالات اللازمة من أجل اتخاذ كل الاجراءات التي تسهّل عمل حاكمية مصرف لبنان وإيجاد الصيغة المناسبة لإقرار ما يجب إقراره في أسرع وقت وأن يوافي مجلس الوزراء بالنتيجة تباعا». وبالتالي لم ولن يحصل تواصل بين الوزير يوسف خليل ومنصوري، فالمشكلة عند الحكومة وإذا لم تضع مشروع قانون الاقتراض فهذا يعني انها غير محتاجة للمال أو لا تحتاج الى آليات لتوفير المال وبالتالي لديها آلياتها، وهذا الأمر يريح المصرف المركزي ويخفف عنه أعباء إقراض الدولة والمسؤوليات المترتبة عنه.
وكررت أوساط منصوري انه لم يكن موافقاً على إجراءات الحاكم السابق رياض سلامة في إقراض الدولة بشكل غير قانوني غالباً، وكشفت المصادر ان منصوري يملك كل المستندات والمراسلات التي وجّهها نواب الحاكم الى سلامة ورؤساء الحكومة ووزراء المال المتعاقبين منذ سنوات، اعتراضاً على إجراءات سلامة لا سيما تسليف الدولة من دون ضمانات. وقالت: ان منصوري قد يضطر على عقد مؤتمر صحافي آخر يكشف فيه بعض هذه المستندات للرأي العام.
وأشارت الى ان الحاكم بالإنابة منشغل منذ الاسبوع الماضي في تثبيت سعر صرف الليرة ونجح في ذلك عبر إجراءات قانونية يخوّله إياها فانون النقد والتسليف ومنها، الطلب الى القضاء والأجهزة الأمنية ملاحقة المضاريين والصرافين والمصارف الذين يتلاعبون بالعملة، وضبط الكتلة النقدية بالليرة والدولار، ما يعني ان سعر الصرف سيبقى ثابتاً لفترة طويلة.
يبقى أمام الحكومة تدبير أمورها المالية ونفقاتها، ومعالجة التحفّظات والاعتراضات الوزارية على مشروع قانون موازنة العام 2023، ومنها رفض الاقتراض من المصرف المركزي واستبداله «بضريبة التضامن الاجتماعي»، وما يتعلق بزيادة الرسوم والضرائب على الخدمات (زيادة الرسوم بنسبة كبيرة على فواتير الكهرباء من رسم العدّاد وحسب الشطور، وعلى الإنترنت). و على بند زيادة 25 بالمئة على ضريبة الدخل على المبالغ من مليارين و400 مليون ليرة وما فوق، فتمّت إحالة البند لمزيد من الدراسة على المدير العام لوزارة المال لإعادة النظر. كما اعترض وزراء على بند إعفاء السيارات والدراجات الجديدة العاملة بالكهرباء من الرسوم، وطالبوا بأن تشمل السيارات والدراجات المستعملة أيضاً، وسيتم البحث في هذه الأمور في جلسة اليوم.