بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 أيار 2023 12:00ص بعد الضبابية التي غَشَتْ نتائج الحوارات وموقف باسيل.. إعلان المعارضة والتيار ترشيح أزعور ينتظر هذين الأمرين

حجم الخط
ما زالت الضبابية تغشى على دقة المعلومات التي أعلنت من أكثر من طرف حول توافق قوى المعارضة الثلاث ونواب مستقلين وتغييريين والتيار الوطني الحر على ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور، نتيجة أمرين: الأول ما تسرّب من إعلان أزعور انه لن يكون مرشح تحدٍّ بوجه ثنائي أمل وحزب الله، والثاني كلام هذه الأطراف عن ان شيئاً لم يُحسم بشكل نهائي بعد حول ترشيح أزعور وان البحث ما زال يتناول أموراً أخرى بينها تفاصيل خوض المعركة وبرنامج المرشح أزعور، عدا عن تسريب معلومات عن «نوايا مبيتة» لدى النائب جبران باسيل تجعله يُحجم عن الإعلان عن الاتفاق حول أزعور. وهو ما أشارت إليه بعض المصادر النيابية المعارضة بالقول «ان المسألة باتت مسألة أزمة ثقة بباسيل، وبخاصة بينه وبين القوات اللبنانية، نتيجة المخاوف من أن تكون موافقة باسيل على أزعور غير النهائية مناورة بهدف الوصول الى أهداف أخرى». وقد عزز هذه المخاوف الكلام عن رغبة باسيل بعدم «كسر الجرة» مع الثنائي الشيعي وبخاصة مع حزب الله في الملف الرئاسي على الأقل.
لذلك فإن ملف الرئاسة ما زال يطوف من مكان الى مكان داخلي وخارجي، وسيحمله البطريرك بشارة الراعي اليوم الاثنين الى الفاتيكان لبحثه مع رئيس الحكومة الكاردينال بييترو بارولين، وينتقل مساء اليوم ذاته الى باريس ليلتقي غداً الثلاثاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، «بعد التوافق الذي حصل بين الكتل المسيحية على اسم رئيس للجمهورية، وسيطلب مساعدة فرنسا في ملف النازحين ورفض توطينهم والملف المالي» حسبما أعلن أمس المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض.
كما ذكرت معلومات أخرى ان الراعي يحمل معه لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة من بينهم عضو تكتل لبنان القوي النائب إبراهيم كنعان، ولهذا السبب أعلن باسيل موافقته «المبدئية» على أزعور من دون البت بها نهائياً.
 الى ذلك، ما يزيد الضبابية حول بلوغ الاستحقاق الرئاسي خواتيمه قريبا بالاتفاق على مرشح ثانٍ بمواجهة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، استمرار انتظار مساعي السعودية مع ترقّب عودة حراك السفير في بيروت وليد بخاري، والمعلومات عن ان قطر أيضاً لها وجهة نظر وربما تسعى لتسويق مرشح آخر، فيما الموقف الأميركي الحقيقي غير واضح بعد، برغم كل الكلام عن موقف الدول الثلاث بأن الاستحقاق الرئاسي لبناني صرف ولا تتدخل فيه هذه الدول. فما مبرر الانتظار الداخلي إذاً ما لم يكن الاتفاق على مرشح المعارضة غير نهائي بعد، لا سيما مع الكلام عن احتمال ترشيح التيار شخصية أخرى سواء من داخله أو من خارجه؟
لكن مصادر مطّلعة عن قُرب على أجواء قيادة التيار وتفاصيل المفاوضات التي يجريها مع قوى المعارضة والمستقلين والتغييريين، حسمت الموقف وقالت لـ «اللواء»: كل الكلام عن ترشيح أحد نواب التيار غير صحيح وهذا الأمر حسمه التيار من سنة وإلّا لكان المرشح هو جبران باسيل لا أحد غيره، لكن باسيل أعلن شخصيا عدم ترشحه آخذاً بعين الاعتبار الاصطفافات السياسية القائمة ووجود تيارات مختلفة داخل البرلمان تمنع وجود أكثريات، وهو الأمر الذي حتّم خوض الحوار مع كل الأطياف السياسية في محاولة للتوصل الى توافق على مرشح أو اثنين.
أضافت المصادر: بالنسبة للحوارات التي جرت بين التيار والمعارضة والتغييريين، فقد توصلت الى قرار شبه نهائي حول ترشيح جهاد أزعور، لكن لا زالت الأمور بإنتظار أمرين اثنين لبتّ الأمر نهائياً: الأول كيف سيكون الاخراج السياسي الرسمي للإعلان عن المرشح أزعور، والثاني هو تحديد موعد اللقاء المشترك الجامع لكل أطياف المعارضة مع التيار والمستقلين والتغييريين، وهو ما يمكن أن يتقرر اليوم أو غداً. إذ ان مفاوضات التيار كانت تتم مع كل طرف بشكل منفرد، مع القوات والكتائب والمستقلين والتغييريين، والتيار لا يريد أن يتم تصوير الأمر على انه اتفاقات ثنائية بينه وبين هذا الطرف أو ذاك، لذلك لا بد من عقد اجتماع لكل هذه الأطراف للتوصل الى قرار نهائي حول آلية العمل في المرحلة المقبلة في حال تمّت الدعوة لجلسة انتخابية وهل يكتمل النصاب فيها أو لا، وكيفية إخراج مسألة ترشيح أزعور ووفق أي منطلقات.