تتوالى زيارات الموفدين والمبعوثين ووزراء خارجية عدد من الدول على خطيّ المساعي الآيلة الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، والتهدئة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية الجنوبية من خلال محاولة السعي لعدم انزلاق لبنان الى حرب واسعة، وحول آخر الاتصالات الدولية في هذا الإطار والزيارات المتواصلة باتجاه بيروت، قال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب لـ«اللواء»: «كما بات معلوما فان كافة الجهود الدولية تصبّ باتجاه السعي الى عدم تدهور الأوضاع الأمنية بشكل أوسع على جبهة الجنوب، وأنا ورئيس الحكومة على توافق تام بالنسبة الى الموقف اللبناني، ولكن اللافت ان جميع الموفدين الذين يزورون بيروت يبدون تخوّفا من اندلاع الحرب على لبنان، وهم لا يفتكون من تنبيهنا من إمكانية ذلك حدوث ذلك، لذلك فان الأمور كلها لا زالت مفتوحة على كافة الاحتمالات حسب ما نتبلغه من هؤلاء المسؤولين، خصوصا ان إسرائيل لا تزال تبدي مواقف متطرفة حيال الأوضاع القائمة».
أضاف: «موقفنا واضح وثابت، نحن نرفض أنصاف الحلول التي من الممكن أن تُفجر الأوضاع في أي وقت، وما نطالب به ونشدّد عليه هو وجوب إيجاد حل كامل وشامل للوضع على الحدود مع إسرائيل، ونريد تأكيد وإظهار الحدود المُرسمة أصلا، ونطالب إسرائيل بالانسحاب من المناطق والقرى المحتلة من قبلها وتحديدا من شبعا وكفرشوبا».
وحول ما أعلنه عن التنسيق مع «حزب الله» وانتقاد البعض كلامه، قال بو حبيب «الحزب موجود في الحكومة وفي مجلس النواب وهو طرف لبناني، ونحن بحوار دائم وكامل معه كحكومة».
وأشار الى انه من موقعه كوزير للخارجية فان المواضيع التي يتم بحثها معه تقتصر على الملفات الدبلوماسية والسياسة الخارجية والوضع في الجنوب، ولا يتم التطرق خلال المباحثات الذي يجريها مع أي من المسؤولين الدولييّن بملف انتخاب رئيس للجمهورية، لكنه يؤكد في الوقت ذاته على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن.
وأوضح بو حبيب بان لبنان لم يتبلغ حتى الآن عودة قريبة للموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت رغم انه زار إسرائيل مؤخرا.
وعن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت رحّب بو حبيب بزيارة نظيره، مشيرا الى أهميتها كون بلاده تلعب دورا هاما في المنطقة، خصوصا ان لديها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل منذ فترة طويلة، وقال: «نحن بانتظار الاجتماع معه للبحث في كافة المواضيع، ولننتظر لنرى ما إذا لديه أي طرح يتعلق بالمساعي الجارية»، لافتا الى ان «الزيارة لم تكن مقررة سابقا وتبلّغنا بها منذ يومين فقط».
وحول موقع لبنان من جولة وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن قال بو حبيب: «يبدو ان الوزير الأميركي لديه اهتماما خاصا بالحرب على غزة، وهو يحاول من موقعه الوصول الى صلح في المنطقة، ويهمّنا نجاح مهمته وبالتالي انتهاء الحرب في الأراضي الفلسطينية وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، خصوصا بعد ان كلّف الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين بالملف اللبناني-الإسرائيلي».
وردّا على سؤال عن نتائج لقائه مع السفير البريطاني هاميش كاول أمس الأول حيث سلّمه برقية احتجاج على خلفية تخطي وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وزارة الخارجية في زيارته الأخيرة الى بيروت، لفت بو حبيب الى ان تبرير السفير البريطاني لذلك كان «بسبب ضيق وقت الوزير كاميرون».