بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2024 12:00ص حبوبة عون تطل على الشأن السياسي والاجتماعي: العيش المشترك بدعة لتغذية الانقسام ومستقبل لبنان اليوم في خطر

حجم الخط
هي ناشطة مجتمعية ومدافعة شرسة عن حقوق المرأة، حتى انها حازت على لقب امرأة العام 2022، وترشحت الى الانتخابات النيابية ، رغم انها إبنة عائلة مزارعة تمسكت بالأرض إيماناً منها ببلدها لبنان، انها الدكتورة حبوبة عون التي اكدت أنّ «لبنان أجمل بلد على الكرة الأرضية فهو يجمع الشرق والغرب وملتقى الحضارات، قريب من مهد الاديان ومنبع الحرف واللون والجمال ولا نقبل أن يكون بلد الطوائف والعيش المشترك لانه وجد قبلهم ، ولكن مع الأسف التطورات التاريخية والأحداث هي التي فرضت وجود دولة لبنانية منقسمة على نفسها متهالكة كما هي اليوم. 

العيش المشترك بدعة

ورأت ان مصطلح العيش المشترك مجرد بدعة لتغذية الانقسام بين الناس. «فأنا لا أؤمن ببلد الطوائف إنما أؤمن بلبنان وبالعيش الإنساني الجامع للبنانيين بغض النظرعن طوائفهم. فهم ينتمون إلى أرض وهواء وتراب واحد هو لبنان» .
 وتابعت عون:« لقد فقدنا الإنتماء لأننا فقدنا القيم وترابط الاجيال وقيمة التعب من أجل تحقيق الحلم. نحن لم نعد شعباً واحداً بسبب من أرادوا تفرقتنا ونجحوا. ولكن في اعتقادي ان من بقي على ايمانه بالله لا يجد للشر مكاناً. 
واذ عددت ما يحصل من تجاوزات واهمال لكثير من الفئات لفتت الى ان بلدنا بحاجة لنا وبحاجة الى الاشخاص المؤمنين اولاً بربهم وبأنفسهم لكي نخلق نظام القيم الذي يجب أن نعيش عليه وثانيا بوطنهم لخلق نظام القيم للعمل على أساسه بنظافة ومن اجل مصلحة البلد ولفرض النظام والقانون .
وتساءلت عون أين مبدأ المحاسبة والشفافية لكل من يخطئ، ولماذا لا يمارس القانون بالطريقة الصحيحة.

العدل

واذ لا ترى نفسها وزيرة للعدل بسبب اختصاصها الا انها فرضيا اذا كانت وزيرة للعدل فستعمل على نظام الاستقلالية التامة للقضاء لأن عدم وجود قضاء عادل وغير مسيس يعني أنه لا يوجد شيئ، نحن بحاجة لقضاء مستقل وقوانين واضحة غير مفصلة».

المشروع الانتخابي 

وعن مشروعها الإنتخابي الذي كانت قد ترشحت على اساسه  قالت عون:«انه حمل طرحاً اساسياً يقوم على ان كل خريج يجب ان يحظى بوظيفة ويقدم قسطه من الخدمة المدنية ويساهم في بناء دولته وهكذا يصبح لدينا حاجة لتوظيفه وبهذه الطريقة نكون تلقائيا قد وظفنا شباب بكفاءات ومهارات حديثة بحاجة لها وبنفس الوقت قدمنا الخدمات الواجبة والناقصة في إداراتنا في كل المجالات.
وعن عمل المرأة ودخولها في السياسة، أكدت عون أنّ المبدأ الاساسي هو أن كل إنسان يجب أن يعمل سواء كان رجلاَ أم إمرأة . وبما ان المشاركة السياسية للمرأة ضعيفة وغير متاحة بالطريقة الصحيحة، جاء نظام الكوتا ولكنه لم يعتمد حتى اليوم ، فالكوتا فرضت المشاركة للمرأة وبما أنه لا يمكننا أن نجعل الكل يلتزم به بسبب سيطرة عقل ذكوري فنحن بحاجة إلى وسيلة هي الكوتا. 
واشارت الى حراك الحزب التقدمي الاشتراكي ليقول اننا منفتحين فلماذا لم يبادر البقية ليثبتوا أنهم أيضا منفتحين ، وقالت: نحن نريد لبنان واحداً عربياً الذي عمل عليه كمال جنبلاط وجمال عبد الناصر وكل القوة التي كانت موجودة حينها.

التربية في خطر

اما في الشق التربوي فانتقدت محاولات ضرب المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية التي تحتضن اكتر من ٨٠ بالمئة من أطفال وشباب لبنان. لأنه برأيها ضرب مستقبل بلد هو بضرب التربية فيه.واكدت أن التربية في خطر لأن المدرسة في خطر ولكي يكون لدينا بلد يجب أن نجد في القرية والاطراف مستوصف ومدرسة رسمية ومركز اجتماعي فهم مصدر الامان للسكان».

الجمعيات

وعن عمل الجمعيات في لبنان رأت عون أن «كل العالم بحاجة إلى مساعدة في ظل هذه الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان ، الكل في ضيقة فعلية في ظل غياب شبكة الامان الاجتماعي ونحن في المؤسسة (مؤسسة الفرح الاجتماعية) لدينا مستوصفات وخدمات ولكن قدرتنا محدودة مقابل الطلبات الكثيرة والمدخول القليل والناس محتاجة ولكن فاقد الشيء لا يعطيه. 
وتابعت، الجمعيات الاهلية العريقة التي لها سنوات وتاريخ في خدمة الانسان، والتي أثبتت جدارتها بكل اوقات الحرب الأهلية في لبنان لأنها حلت مكان الدولة ولازلت الى الآن تعاني، لا يجوز ان نظلمها بما يقال عن الجمعيات الأخرى. هناك جمعيات عريقة اذا أغلقت أبوابها هناك آلاف الأيتام والمعوقين يتشردون على الطرقات والاف العائلات تصبح من دون ملجأ فهذه الجمعيات تغطي حاجات اساسية كبيرة وتمويلها إنخفض عن السابق وإغلاقها خسارة كبيرة.
وأضافت، نحن نعمل في مؤسستنا على تدريبات لتشجيع المرأة على المشاركة لتسليحها بالمهارات والمعارف. تدريباتنا تشمل الرجل والمرأة لانهم يشكلون المجتمع .
وعن كتابة التاريخ أكدت عون أن الواقع يفرض نفسه وعلينا ان نتفق على دروس مكتسبة من التاريخ الذي حدث في لبنان واذا فعلا أردنا كتابة التاريخ فهناك مؤرخون وفلاسفة في لبنان عايشوا الاحداث وعلينا الإستعانة بهم ، وليكتب كل واحد التاريخ من منظوره وتاريخه ولناخذ الخلاصة من كل هذه الآراء لتكون هي التاريخ ونبني مع كل هؤلاء المؤرخين الدرس المكتسب، مع كل الاحترام لكل المؤرخين والفلاسفة الموجودين والذين بنو العلم والفكر الذي يدرس اليوم في كل المدارس والجامعات.

رامي ضاهر