بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2024 12:01ص كرامي لـ «للواء»:الشغور الرئاسي سيستمر والمجلس الحالي لن ينتخب رئيساً

الدوحة وجهة لعدد من السياسيين وواشنطن لضرورة حلّ الملف الرئاسي

حجم الخط
لا يزال صدى البيان الذي أصدره سفراء المجموعة الخماسية يتردد بقوة، بانتظار ما سينتهي إليه شهر أيار من مستجدات بالنسبة لملف الشغور الرئاسي، في هذا الوقت يستمر الحراك الداخلي والخارجي حتى ولو كان خجولا في محاولة للوصول الى خرق ولو محدودا على صعيد الأزمة الرئاسية.
واللافت خلال الأيام الماضية، كانت الزيارات المتلاحقة لعدد من الشخصيات السياسية والأمنية الى العاصمة القطرية الدوحة، فبعد زيارة وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة رئيسه السابق وليد جنبلاط، من المقرر بحسب معلومات «اللواء» أن يزور وفد من حزب «القوات اللبنانية» الدوحة مطلع الشهر المقبل، حيث سيعقد لقاءات عدة مع المسؤولين هناك لمتابعة الملف اللبناني وتحديدا موضوع الشغور الرئاسي المستمر، وكان المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري زار مؤخرا قطر، كذلك مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي.
وكشفت مصادر قريبة من الدوحة استمرار الأخيرة في العمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية، مؤكدة وقوف قطر على مسافة واحدة من الجميع، مشددة على عدم وجود أي مرشح رئاسي مفضّل لديها، وأعلنت المصادر بأن الدوحة ستكون في المرحلة المقبلة، وجهة أساسية لعدد من السياسيين الذين سيقومون بزيارتها تباعا.
وعلى صعيد المستجدات السياسية المتعلقة بملف الشغور الرئاسي جدّد النائب فيصل كرامي عبر «اللواء» تأكيده بان المجلس النيابي الحالي لن ينتخب رئيس للجمهورية، وأشار الى ان «الموزاييك» الموجود في المجلس النيابي الحالي، وتقاطع التحالفات والرهانات الموجودة بين الكتل النيابية والعمل على قطع الطريق أمام وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية عوامل تقف في الوجه الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية حسب ما يقوله المنطق والعقل، ولكن يقول كرامي: «في النهاية لا أحد يعلم ما إذا كان سيحدث أي أمر دراماتيكي يضغط للوصول الى انتخاب رئيس».
وحول رأيه بالبيان الذي صدر الأسبوع الماضي عن سفراء «المجموعة الخماسية»، اعتبر بان البيان استند على المشاورات التي أجراها السفراء مع الكتل النيابية، والتي أجمعت بمعظمها على فكرة الحوار، مشيرا الى ان المشكلة الأساسية تتعلق بطريقة الحوار، ومن يُمكن أن يترأسه، معتبرا في هذا الإطار باننا لا نزال في المربع الأول.
وتوقع رئيس تيار «الكرامة» أن تبقى الأمور على حالها بانتظار انتهاء الحرب في غزة ووقف الأعمال العسكرية في الجنوب، وصولا الى الترتيبات التي يتم تحضيرها للمنطقة بشكل كامل، إضافة الى حسم ملف المفاوضات الأميركية - الإيرانية، وبعدها يمكن أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
واعتبر انه رغم كل الأحداث الجارية جنوبا والشغور الرئاسي فان الوضع الداخلي في البلد لا يزال مقبولا، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والمالي، متوقعا أن يشهد لبنان قفزة كبيرة الى الأمام فور انتهاء الأعمال العسكرية جنوبا.
وإذ أشار الى ضرورة مناقشة كافة المواضيع المتعلقة بالأوضاع بشكل عام داخل المجلس النيابي باعتبار ان هناك حاجة لتعديل قانون الانتخابات، عاد ليؤكد على ما كان طرحه سابقا بضرورة إجراء انتخابات نيابية مبكرة، خصوصا انه وفي الدول الديمقراطية يتم اللجوء الى القيام بذلك حسب قوله، ولكن في المقابل تساءل عما إذا كان هناك إمكانية لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف الراهنة، في الوقت الذي لا نستطيع فيه إجراء انتخابات بلدية واختيارية وثلث لبنان بحالة حرب؟
وحول إمكانية تنازل القوى الداعمة عن مرشحها يقول كرامي: «لسنا في وارد التنازل أبدا، ونحن نرى ان سليمان فرنجية هو المرشح الأمثل في هذه الظروف وسنستمر بالتمسّك به».
من ناحيتها، شرحت مصادر الوفد النيابي الذي زار مؤخرا الولايات المتحدة هدف ونتائج الزيارة، وأشارت الى ان الوفد ركز خلال محادثاته في الأمم المتحدة على ضرورة تطبيق القرار 1701، كما جرى عرض للخسائر الذي يتكبّدها لبنان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب، ولمست المصادر عدم نيّة لدى المسؤولين في الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701، كاشفة ان الاجتماع مع الموفد الأميركي اموس هوكشتاين تركّز أيضا على موضوع تطبيق القرار الدولي، حيث يرى المسؤول الأميركي بان لبنان لم يطبق هذا القرار خصوصا مع عدم تسليم «حزب الله» سلاحه الى الجيش اللبناني، وردّ الوفد اللبناني على هوكشتاين بالمطالبة فورا بوقف اطلاق النار تمهيدا لإعادة البحث بموضوع ترسيم الحدود، وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة وعودة النازحين من الطرفين الى منازلهم.
ولفتت المصادر الى ان الموفد الأميركي كان واضحا لجهة عدم المطالبة بمزارع شبعا، واعتباره بانها مناطق سورية طالما ان لبنان لا يملك أي مستندات تؤكد عكس ذلك.
وعن الملف الرئاسي تنقل المصادر عن دوائر واشنطن دعوتها المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية الذي هو الأساس لإعادة انتظام عمل مؤسسات الدولة، مشيرة الى ان الأمور لا تزال ضبابية على صعيد هذا الملف بانتظار إمكانية الوصول الى الفصل بين الساحتين اللبنانية وغزة والتي لا أفق لها حتى الساعة.
وحملت المصادر «الثنائي الشيعي» مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس، معتبرة في المقابل بان أي حوارا أو تشاورا هو مضيعة للوقت إذا لم تكن هناك نوايا جديّة لدى كافة الأطراف لإنهاء حالة الشغور، مشيرة الى ان إمساك «حزب الله» بالساحة الجنوبية من خلال الحرب القائمة بينه وبين إسرائيل سيجعله يتشدد أكثر بإيصال الرئيس الذي يريده والذي يرى فيه حماية لظهر المقاومة.
وشدّدت المصادر على انه ليس المهم فقط انتخاب رئيس بل الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة متجانسة ومتجاوبة مع مجلس نواب، معتبرة انه عندما تتوفر النوايا لانتخاب رئيس يمكن للنواب الاجتماع وتأمين النصاب، كما حصل في كثير من المحطات وآخرها الجلسة النيابية التي خصصت لملف النزوح والتي أصدرت توصية بهذا الخصوص.