بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الثاني 2024 12:23ص مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء»: كل الاحتمالات واردة.. والسلّة المتكاملة قد تأتي بالحلّ

حركة موفدين ناشطة باتجاه لبنان تواكب التطورات الاقليمية

حجم الخط
منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، شكّل لبنان محطة أساسية وإلزامية لعدد كبير من الموفدين الأجانب، بهدف ممارسة الضغوط الممكنة لتجنيب البلد حربا واسعة قد تكون تدميرية، في ظل استمرار تزايد العمليات العسكرية على طرفي الحدود بين لبنان وإسرائيل، بعد أن تخطّت المواجهات بين «حزب الله» من جهة وإسرائيل من جهة أخرى كل الخطوط الحمر و«قواعد الاشتباك»، وذلك مع ارتفاع مسار التصعيد المتدحرج الذي تتبعه إسرائيل من خلال عمليات القصف والاعتداءات المتواصلة على المناطق الجنوبية والتي وصلت الأسبوع الماضي الى عمق الضاحية باستهدافها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري.
وفي هذا الوقت، تتسارع الاتصالات والتحركات الدولية في المنطقة ولبنان، وفي هذا الإطار أجرى وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن جولة على عدد من دول الإقليم هدف من خلالها العمل لتخفيف حدّة المواجهات، أما على صعيد حركة الموفدين باتجاه لبنان فكان آخرها وصول وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيريوك الذي كان سبقها إليه الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نهاية الأسبوع الماضي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة جان بيار لاكروا بداية الأسبوع، وكما بات معلوما فان كل هذه الزيارات تهدف للتأكيد على ضرورة تفعيل القرار 1701و لتأمين الاستقرار والهدوء على جبهة لبنان والسعي لإبعاد شبح الحرب الشاملة التي باتت غير بعيدة حسب المعطيات والتي قد يصعب لجمها أو احتوائها في حال تطورت.
ومن المتوقع أيضا أن يقوم الموفد الأميركي اموس هوكشتاين بزيارة الى لبنان لاستئناف المهمة الذي بدأها في تل أبيب الأسبوع الماضي، والتي لا تختلف في الدرجة الأولى عن مضامين وأهداف حركة الموفدين، مع إمكانية أن تتوسّع محادثاته لتشمل ملف الحدود البرية، علما ان زيارة هوكشتاين تتزامن مع وصول سفيرة بلاده الجديدة المعيّنة في لبنان ليزا جونسون للشروع في مهمتها كقائمة أعمال لحين تقديم أوراق اعتمادها كسفيرة الى رئيس الجمهورية المقبل عقب انتخابه.
مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى اعتبرت عبر «اللواء» ان كل الاحتمالات على صعيد تطورات الوضع بين لبنان وإسرائيل لا زالت مفتوحة، طالما ان جميع الموفدين الذين يزورون لبنان يحملون العناوين نفسها في جولاتهم الاستطلاعية، وتأكيدهم على ضرورة تنفيذ القرار من قبل الطرفين اللبناني والإسرائيلي 1701، محذّرين في الوقت عينه بضرورة أن يعمل «حزب الله» على سحب عناصره الى شمال الليطاني، وذلك للحفاظ على أمن المستوطنين على الحدود الشمالية لإسرائيل والذين تهجّروا من مستوطناتهم في الشمال بُعيد عملية «طوفان الأقصى»، وأشارت المصادر الى ان هناك سباقا واضحا ما بين المساعي الديبلوماسية والحرب، معتبرة انه في حال نجاح الديبلوماسية ستهدأ الجبهة، أما إذا فشلت فالتصعيد العسكري سيكون حتمي، لافتة الى المواقف الذي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل متواصل من خلال تهديداته وتحذيراته ضد «حزب الله» وتلويحه بتدمير بيروت والجنوب والضاحية تدعو الى القلق.
المصادر التي شاركت في لقاءات رئيسة الديبلوماسية الألمانية كشفت ان الوزيرة لم تحمل معها أي مقترح أو مبادرة وان كل ما تم ترويجه حول مقترح إسرائيلي بنشر قوات ألمانية على الحدود بصلاحيات عسكرية هو أمر غير صحيح، مشيرة الى ان قوات الطوارئ الدولية تمارس مهامها كاملة في الجنوب ولكن ضمن الحيطة والحذر في ظل ما يشهده الجنوب من عمليات عسكرية.
من هنا تؤكد المصادر بأن جميع الموفدين يحاولون بتحركاتهم تبريد الأجواء الساخنة والدعوة الى التزام بتطبيق 1701 الذي تشدّد بدورها الدولة اللبنانية عليه متمثلا بموقف الحكومة الواضح على هذا الصعيد، وهو ما يعبّر عنه مرارا وتكرارا رئيسها نجيب ميقاتي في كافة تصاريحه وأمام جميع من يلتقيهم من مبعوثين دوليين أو سفراء.
ورأت المصادر الى ان المخاطر من توسّع الحرب بين لبنان وإسرائيل ستبقى على حالها طالما ان لا وقف لإطلاق النار في غزة، مشيرة الى ضبابية صورة المرحلة المقبلة مع عدم توقّع الخطوات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل، حتى ان المسؤولين في البيت الأبيض على حد قولها لا يمكنهم التكهن بما يمكن أن تُقدم عليه إسرائيل، خصوصا ان هناك عددا من الوزراء داخل حكومتها هم رؤساء الأحزاب ولا مصلحة لديهم بوقف الحرب في غزة، لتأكدهم بان انتهاء دورهم سيكون حتمي في حال توقفت الحرب على غزة، على الرغم من يقينهم أنهم لن يستطيعوا ربح المعركة لا في غزة ولا في لبنان، لذلك ترى المصادر انه من غير المستبعد أن تقوم إسرائيل باعتداء يصل الى بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع.
وأشارت المصادر الى انه طالما ليس هناك سلة متكاملة لحل شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فالمشكلة ستبقى على حالها حتى ولو تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وحول احتمال أن يحمل معه هوكشتاين صيغة حل تكون مقبولة من الطرفين الإسرائيلي واللبناني، تدعو المصادر لانتظار نتائج اللقاءات الذي سيعقدها المسؤول الأميركي في بيروت ليبنى على الشيء مقتضاه، مشيرة الى ان هناك محاولة إسرائيلية واضحة لاستدراج لبنان لحرب واسعة، بعد أن باتت تعتمد بشكل واضح على سياسة الدمار من خلال قصفها المكثّف بالطائرات مناطق تواجد «حزب الله» وبيئته، ورغم ذلك فان الحزب لا يزال حتى الآن يتصرف بعقلانية، رغم الخسائر الفادحة التي يتكبّدها ولا سيما على صعيد استهداف كبار قادته حسب ما تراه المصادر.