بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تموز 2023 12:00ص مصادر سياسية لـ«اللواء»: التمسّك بالطائف هو الأساس لاستمرار لبنان

الرئاسة في غيبوبة.. والبلد نحو الانحلال وانهيار في مؤسساته

حجم الخط
أصبح من المؤكد ان الشغور الرئاسي دخل مرحلة الغيبوبة، والتي يبدو حسب المؤشرات انها ستطول وباتت من دون أفق محدد، فالحركة الداخلية باتت معدومة مع استمرار تمسّك كل فريق بمواقفه المعلنة، أما بالنسبة للتحرك الخارجي فانه حتى الساعة لا معلومات أكيدة عما إذا كانت الدول الخمس المعنية بالوضع في لبنان ستعقد اجتماعا لها يوم الاثنين المقبل في الدوحة، في ظل غموض تام عن موعد عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت، وفي هذا الإطار أكدت مصادر رسمية لـ«اللواء» ان لا إشارات فرنسية رسمية حتى الساعة تؤكد موعد زيارة لودريان الى بيروت.
مصادر سياسية مطّلعة أبدت عبر «اللواء» تشاؤما حيال إمكانية التوصل الى قواسم مشتركة بين الأطراف اللبنانية للالتقاء على اسم رئيس للجمهورية، مما يعني ان الشغور في السدة الأولى قد يطول لأشهر وربما أكثر، خصوصا اننا بتنا نتعايش مع الفراغ الرئاسي، مستبعدة أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى أي جلسة انتخابية إذا لم يتأكد من انها ستكون منتجة، بانتظار نضوج اللحظة الإقليمية، التي يبدو انها لم يحن موعدها بعد.
المصادر أبدت عدم تفاؤلها من أن يحمل الموفد الفرنسي الى لبنان في زيارته المقبلة أي حل لأزمة الشغور، واعتبرت ان الأمور لا زالت تراوح مكانها، في ضوء استمرار مواقف الأطراف السياسية على حالها، من هنا فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه راهنا.
وتخوّفت المصادر من إطالة أمد المأزق الرئاسي، وبالتالي الأزمات المتلاحقة التي باتت تنذر بانحلال الدولة، خصوصا في ظل استمرار مسلسل الشواغر التي تتلاحق في المراكز الأساسية والحسّاسة في الدولة اللبنانية وأولها نهاية هذا الشهر من فراغ في حاكمية مصرف لبنان، وبالتالي الغموض الذي يرافق هذا الشغور.
من هنا، تؤكد المصادر ضرورة التمسّك أولا وأخيرا باتفاق الطائف، الذي يبقى هو الأفضل والأنجح للبنان ولمستقبله، داعية الجميع الى تطبيق كافة بنوده، باعتبار ان الدستور هو الذي يحمي الدول والشعوب، مشيرة الى ان العيش المشترك هو أساس لبنان، رافضة دعوة بعض الأطراف الى اتباع نظام الفيدرالية أو ما شابه ذلك لان هذا المنطق لا يمكن أن يخدم أحد.
وحول موقف «حزب الله» من تطبيق الطائف والتمسّك به، اعتبرت المصادر ان مصلحة الحزب حاليا هي بالالتفاف حول الدستور، خصوصا في ظل الاتفاقيات والمصالحات الدولية والإقليمية.
داعية الحزب في المقابل الى التحلّي بالتواضع، والاعتراف بحقوق جميع شركائه بالوطن، واعتبرت ان المرحلة تتطلب من الجميع تقديم التنازلات ورمي كل الخلافات، والبدء فورا بالبحث عن الأمور التي تجمع ولا تفرّق، والجلوس الى طاولة حوار بعيدة عن كل الحسابات الضيقة والشروط والابتزازات، خصوصا ان لبنان لم يعد أولوية لدي الدول الإقليمية والدولية، ومسؤولية انهياره تقع عليه وحده.
وعن مستقبل علاقة «حزب الله» «بالتيار الوطني الحر»، تعتبر المصادر ان هناك حاجة ومصلحة لدى كل منهما للآخر، فالحزب كان ولا يزال يحتاج الى غطاء مسيحي، والتيار هو الوحيد الذي يمكن أن يؤمّن له هذا الغطاء، كذلك فان رئيس التيار جبران باسيل يحتاج الى قوة الحزب، من هنا فانه لا يمكن الاستغناء عن بعضهما البعض، حتى ان المصادر ذهبت أبعد من ذلك بعد استبعادها عودة الحزب لاستيعاب باسيل مجددا تحت جناحها، عبر بعض الاغراءات التي يمكن أن تؤمّنها له.
من ناحيتها تعتبر مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» بان «حزب الله» لا يمكن أن يتخلّى عن موقفه من ترشيح سليمان فرنجية مهما طال الزمن، وتؤكد بأن لا شيء يدعو الى العجلة، وتعود لتؤكد بأن فرنجية هو الوحيد راهنا الذي يتصف بالمواصفات المطلوبة لرئيس الجمهورية.