بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 كانون الأول 2023 12:01ص مصادر متابعة لـ«اللواء»: الإعلان عن عقد قمة إسلامية - مسيحية أتى متسرّعاً وظروف انعقادها لم تنضج بعد

حجم الخط
بعدما عجزت القوى السياسية بكافة أطيافها من الخروج من المأزق السياسي المستمر منذ أكثر من عام نتيجة الشغور الرئاسي، وبالتالي شلل المؤسسات الرسمية والدستورية بفعل غياب التوافق الداخلي المحلي، كان لا بد من رؤساء الطوائف الروحية رفع الصوت عاليا والدعوة الى التفاهم والتوافق لإخراج البلد وشعبه من عنق الزجاجة بعد أن وصلت به الأمور لحد يفوق طاقته على التحمّل.
وفي هذا الإطار، كان اللافت ما أعلنه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلّامة الشيخ علي الخطيب من بكركي بعد زيارته على رأس وفد من المجلس للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن توافق تم مع الأخير على ضرورة الإسراع في عقد قمة روحية إسلامية - مسيحية لمناقشة الأوضاع السائدة في لبنان والمنطقة في هذه الظروف.
وأكد العلّامة الخطيب الاستعداد لاستضافة هذه القمة في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية، مشيرا الى الاتفاق على التواصل مع المرجعيات الروحية لمناقشة الترتيبات في هذا الصدد.
واستكمالا للبحث في انعقاد هذه القمة وتامين كافة الظروف لنجاحها من المتوقع أن يتابع نائب رئيس المجلس الإسلامي اتصالاته ومشاوراته مع كافة المرجعيات الروحية من أجل البحث في السبل الآيلة لعقد هذه القمة.
ولكن السؤال المطروح هل من جدوى لعقد قمة روحية في ظل تمترس كل طرف سياسي وراء موقفه، خصوصا ان الإعلان عنها تم بشكل عفوي؟
وفي السياق، سألت «اللواء» مصادر كنسيّة شاركت في لقاء بكركي بين الراعي والخطيب عن كيفية خروج فكرة عقد القمة، فكشفت المصادر بان موضوع عقد القمة الروحية جاء بطريقة عفوية من دون التحضير مسبقا للبحث في هذا الموضوع، وذلك خلال اجتماع البطريرك الراعي مع العلّامة الخطيب، لذلك فقد تم الإعلان عن ذلك دون التشاور مع رؤساء الطوائف الروحيين.
واعتبرت المصادر ان أي قمة يزمع عقدها والإعلان عنها يكون بعد إجراء مشاورات مع المعنيين، ولكن نظرا لدقة الظروف البالغة الأهمية خرجت فكرة انعقاد القمة الى الإعلام، علما ان الأمر يحتاج الى دراسة ومشاورات بين جميع القادة الروحيين للبحث في تفاصيل الاجتماع والبنود التي يجب أن تكون مدرجة على جدول أعمالها.
وحول ما إذا كان انعقاد القمة الروحية يخدم البلد في المرحلة الراهنة، أكدت المصادر ان ما يخص البطريركية المارونية هناك استعداد دائم من قبلها لبحث كل الأمور والمواضيع الوطنية التي تتعلق بلبنان وشعبه، خصوصا انها هي من لديها القرار فيما يخص الموضوع، والبطريرك الراعي كما هو معروف عنه يقول موقفه الذي يراه مناسبا متى أراد من خلال احترامه للجميع، ضمن المنطق وما تحتاجه مصلحة الوطن، وهذا الأمر يتم ترجمته في عظاته ومواقفه المعلنة.
وفي الوقت التي أشارت فيه المصادر الى انها بانتظار ما سيقرره رؤساء الطوائف كافة بالنسبة لموضوع القمة، كشفت مصادر متابعة لـ«اللواء» عن زيارة كانت مقررة صباح أمس الأول الأربعاء لوفد من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الى دار الفتوى برئاسة العلّامة الخطيب ولكن تم تأجيلها لأسباب قيل انها صحية، إضافة الى زيارة كان ينوي الوفد القيام بها الى دار الطائفة الدرزية أمس، والهدف هو البحث والتشاور مع كل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي أبي المنى حول إمكانية عقد قمة إسلامية - مسيحية في وقت قريب.
وإذ لفتت المصادر الى انه لم يتم تحديد موعد جديد للزيارتين المرجح أن يكونا الاسبوع المقبل أو الاسبوع الذي يليه، توقعت ان يتم «فرملة» موضوع عقد القمة الإسلامية - المسيحية بحيث تشير كافة الأجواء بان الظروف غير مناسبة حاليا لعقدها.
واستغربت المصادر كيفية إعلان العلّامة الخطيب عن عقد قمة دون التشاور مع المعنيين بها باستثناء البطريرك الراعي الذي كان يلتقيه، معتبرة الى ان الإعلان عن القمة كان متسرّعا، خصوصا انها درجت العادة وقبل الحديث عن أي قمة إسلامية - مسيحية يتم البحث بتفاصيلها وبجدول أعمالها ومكان انعقادها وفرص نجاح مقرراتها، لذلك أشارت المصادر الى ان الترقّب هو سيد الموقف في الوقت الحالي بانتظار الظروف المناسبة التي تسمح بعقدها.
وتذكّر المصادر بموقف الشيخ أبي المنى الذي طالب لدى تسلّمه مشيخة العقل بعقد قمة إسلامية - مسيحية في دار الطائفة الدرزية، ولكن لم يتم التواجب مع طلبه، من هنا تؤكد المصادر الى ان صورة انعقاد القمة غير واضحة المعالم بعد، والموضوع مرتبط بموعد نضوج الاتصالات والمشاورات، لان نجاحها يحتاج الى تحضير الأرضية اللازمة لخروجها بالنتائج المرجوة منها.