بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيلول 2023 12:00ص مطر لـ «اللواء»: الرهان على «صاعق» خارجي يقلب الأمور ويبدّل الأولويات

لبنان على رصيف الانتظار مجدّداً.. فمن يسبق الدوحة أم باريس؟

حجم الخط
خروج اجتماع اللجنة الخماسية السريع في نيويورك من دون موقف معلن، والذي كان عقد على هامش اجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أدّى الى خيبة أمل كبيرة كانت معلّقة على هذا الاجتماع، ومعها التوقعات عن إمكانية حلحلة قريبة لمعضلة الشغور الرئاسي الذي شارف على إطفاء شمعته الأولى بعد قرابة ٤٠ يوما، فاجتماع نيويورك جاء هزيلا من حيث مستوى تمثيل الدول الخمس، لا سيما في ضوء المعلومات التي أفادت بأن ممثل المملكة العربية السعودية في اللجنة لم تتعدَّ مشاركته في الاجتماع أكثر من ربع ساعة، علما ان فرنسا كانت تطالب أن يكون الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، مما يؤكد ان هناك تباينا في المواقف بين أعضاء اللجنة، لا سيما بين الموقفين الفرنسي والأميركي، وقد تجلّى ذلك في موقف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف التي خاطبت مديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية آن غيغان قائلة: «يجب أن يكون هناك وقت محدد للمبادرة الفرنسية، ولا يمكن أن تستمر لفترة زمنية طويلة».
وفي السياق فان المعطيات تشير ان لا حسم دولي أو حتى داخلي لموضوع الشغور الرئاسي، حيث يبدو ان لبنان وشعبه عادوا مجددا الى رصيف الانتظار، ضمن الوقت الضائع الفاصل ما بين زيارة الموفد الفرنسي الثالثة وزيارته الرابعة والمتوقعة في الشهر المقبل، مرورا بالزيارة المنتظرة لوزير الدولة القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي، والمتوقعة أن تكون خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما تم تأجيلها أكثر من مرة بانتظار مشاورات نيويورك والذي كان شارك فيها شخصيا.
فالأكيد حسب ما تشير مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ«اللواء» ان الاهتمام القطري بلبنان لن ولم يتراجع، وهي تسعى ببذل كافة جهودها لمساعدة لبنان لتجاوز محنته حتى لو اضطر الأمر أن تحلّ بدلا من الجانب الفرنسي الذي لم ينجح حتى الآن بتحقيق أي خرق إيجابي على صعيد حل الأزمة اللبنانية، وتلفت المصادر الى ان اهتمام دولة قطر ظهر بشكل واضح ومباشر من خلال كلمة أميرها تميم بن حمد آل ثاني أثناء إلقاء كلمة بلاده في الأمم المتحدة حيث تطرق الى الأزمة الرئاسية بطريقة تحذيرية حيال التدهور الواضح الذي تشهده البلاد حيث قال: «الخطر أصبح محدّقا بمؤسسات الدولة في لبنان، ونؤكد ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي في لبنان، وإيجاد الآليات لعدم تكراره وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلّعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزمته الاقتصادية والتنموية».
المصادر أكدت ان التحرك القطري باتجاه لبنان يتم أولا بالتنسيق مع القيادة السعودية خلافا لما يشيعه البعض، خصوصا بعد تقدّم العلاقات بين الأخيرة والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تجلّت من خلال زيارة الوزير أمير عبد اللهيان المملكة ومن ثم الى بيروت، لا سيما انها أتت بعد إتمام صفقة المعتقلين الأميركيين مع إيران والتي عقدت بالدوحة، وأدّت الى الإفراج عن الأموال الإيرانية في الخارج لا سيما في كوريا الجنوبية.
وحول ما إذا كانت دولة قطر مستمرة بدعم قائد الجيش، أكدت المصادر ان قطر هي مع أي اسم لديه مواصفات مقبولة، ويحصل على توافق داخلي فهي على استعداد تام لدعمه أيا يكن.
من ناحيته، يؤكد النائب إيهاب مطر لـ«اللواء» ان الدور القطري ليس جديدا على لبنان، بل انه أنتج في احدى مراحله حلّا باسم «اتفاق الدوحة» الذي أرسى معادلة سياسية - دستورية ملتبسة بالنسبة للبنانيين.
وإذ اعتبر ان كثيرون يربطون بين الدور القطري وارتفاع حظوظ العماد جوزيف عون، أشار الى ان الأيام القليلة المقبلة ستظهر صحته أو خطأه، وفقا لحراك اللجنة الخماسية في نيويورك والفاتيكان.
ولفت مطر الى ان ثمة تطورات إقليمية لا بد من مراقبتها جيدا من الصفقة الأميركية - الإيرانية الأخيرة، وشدّد على انها ستكون لها تداعيات سياسية في أكثر من إتجاه، كذلك بالنسبة لزيارة الوفد الحوثي الى الرياض بما تمثله من اختبار حقيقي لمتانة التفاهم السعودي - الإيراني المفترض أن يشمل لاحقا معظم وربما كل الملفات الإقليمية الساخنة.
أما على صعيد ما يُحكى عن خيار ثالث وتخلّي «الثنائي الشيعي» عن مرشحه يقول مطر: «حتى الآن لا يبدو أن الثنائي بوارد التخلّي عن سليمان فرنجية، إلّا إذا كان الخيار الثالث هو ديمومة الشغور الذي من شأنه أن يؤدي تلقائيا الى انفلاش الخراب على ما تبقّى من مؤسسات الدولة، لنصل الى لحظة كيانية تُطرح فيها مشاريع تأسيسية جديدة للبنان، الذي تم العمل على تغيير معالمه كثيرا، اجتماعيا وثقافيا، ليدخل النزوح السوري بموجاته المتعددة على الصورة فيزداد الخطر على الجميع».
وختم قائلا: «الأسلم أن نفترض أن الثنائي، ولنقل «حزب الله» للدقة، يريد فرنجية رئيسا وفقا لمنطقه المعلن، بأنه يريد في بعبدا من لا يطعنه في الظهر. فيكون فرنجية بذلك ليس إسما بل تجسيدا لمواصفات محددة، قد يكون «العنصر السوري» مهما فيها، لما سيشكّله أي حل في سوريا من انعكاسات على لبنان، وخصوصا على «حزب الله» وعشرات الآلاف من مقاتليه هناك وعلى «البيئة الحاضنة» له في الداخل اللبناني، لكن تبقى خواتيم الأمور رهنا بـ«صاعق» خارجي يقلب الأمور ويبدّل الأولويات».