بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2023 12:00ص نصر الله: لدينا عناصر اقتدار تُغيِّر المشهد في المنطقة

«محور المقاومة»: بدأنا التحضير لمعركة التحرير الكبرى

حجم الخط
في غمرة التوترات والحروب الاقليمية والدولية، ينشغل «محور المقاومة» في المنطقة (في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وإيران) بمسائل أهم وأعمق من السائد على سطح الأحداث، في إطار ما يسميه قادة هذا المحور «الصراع الأساسي والكبير في المنطقة، الهادف الى كسر الهيمنة الأميركية على المنطقة ومحاولة إخضاعها ونهب ثرواتها، والى تحرير كامل تراب فلسطين من البحر الى النهر وإنهاء الكيان الصهيوني».
وفي هذا السياق، نُقل على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في لقاء مغلق قبل يومين، مع نخبة كبيرة من الباحثين والمفكرين والكتّاب والصحافيين اللبنانيين والعرب: ان منهج محور المقاومة في هذه المواجهة يقوم على الصدق والموضوعية والحجة والدليل والمنطق القوي في تحديد الأهداف الواقعية قبل الأهداف الكبرى، وعلى التحليل والاستنتاج وصولا الى اتخاذ القرار الصحيح، وهذا هو سر نجاحه وانتصاراته برغم الحرب المفتوحة عليه أمنيا واقتصاديا وماليا وخدماتيا.
وحسب ما نُقل عن السيد نصر الله: ان أهم ما نحتاجه في هذه المواجهة الكبرى أن يعرف الجيل الجديد حقيقة وطبيعة المعركة والصراع في المنطقة، لانها معركة واحدة ممتدة على طول دول المواجهة وعرضها، ولكن لها تجليات تفصيلية في كل بلد.
ويؤكد نصر الله ان الصراع ليس إسلاميا - مسيحيا ولا سنيا - شيعيا، كما يحاولون تصويره لحرفه عن أسبابه وأهدافه الحقيقية، ويقول: هذا توصيف خاطئ للصراع ويؤدي الى تحليل خاطئ للأوضاع والى قرارات خاطئة في المواجهة. أميركا وإسرائيل لا يهتمان لا بالمسيحيين ولا بالمسلمين السنّة والشيعة في منطقتنا، وقد عرض الغرب على مسيحيي لبنان قبل سنوات ترحيلهم الى أوروبا ومنحهم جنسيات وأراضٍ وأعمال، وقد أخبرنا قادة مسيحيون بهذا الأمر.
ويضيف نصر الله: معلوم ان صحافياً أميركياً من أصل لبناني (رالف نادر) جاءني قبل سنوات حاملا رسالة من نائب الرئيس الأميركي وقتها ديك تشيني، يعرض عليّ التخلّي عن المقاومة ضد إسرائيل وضمانات لها عبر الحدود، وتعهدات بحماية المصالح الأميركية، وليحكم الشيعة لبنان وليبقى سلاح حزب الله معه طالما لا يوجهه ضد إسرائيل، ويسحب كل تهم الارهاب عنا، ويعترف بنا كل العالم، حتى ان الأميركي أبدى استعدادا للتنازل عن اتهامنا بتفجير مقر المارينز الأميركي في بيروت، فرفضنا، ولا زال الأميركي «مستقتل» حتى الآن ليفتح معنا حوارات ونحن نرفض.
ويؤكد نصر الله حسب المنقول عنه: لقد قطعنا مراحل صعبة في هذه المسيرة، وأفشلنا في العقدين الماضيين محاولات أميركا لإحتلال سبع دول في المنطقة عسكريا، ولكنها ركبت في العقد الأخير موجة الثورات العربية وحرفتها عن مسارها التغييري والإصلاحي الى حروب إرهابية على دول المنطقة، فتجاوزنا هذه المرحلة أيضا بهزيمة الارهاب.
وبناء على ما تقدّم، يحدّد نصر الله محورين متواجهين في المنطقة: محور أميركا وإسرائيل وبعض الدول الأخرى في المنطقة، ومحور دول المقاومة والمواجهة. ويقول: هناك دول «بين بين، قلوبها معك لكن سيوفها في غمدها ولا ندري متى تكون سيوفها معك أو عليك». لكن محور المقاومة أصبح واسعا وكبيرا ولديه قدرات بشرية وقتالية هائلة وإصرار وعزم، فنحن أصحاب الأرض ومصرّون على تحرير الأرض، وهذا الأمر تفهمه أميركا وإسرائيل لذلك ذهبتا الى اغتيال قادتنا ومفكرينا وعلمائنا لأنهما شعرتا بالخطر، ما أعطانا زخما اكبر لمشروعنا وهدفنا الواضح بتحرير الأرض من الهيمنة والاحتلال.
وحدّد نصر الله حسب ما يُنقل عنه التحديات الأساسية أمام محور المواجهة والمقاومة بالآتي:
الصمود بوجه حرب التجويع والحصار والعقوبات.
استكمال الانجازات في بقية الساحات (تحرير شرق سوريا والفرات ومناطق أخرى في العراق، ووقف الحرب في اليمن).
المعركة التي يخوضها الفلسطينيون الآن بشجاعة فائقة داخل الأرض المحتلة. فهذه هي المعركة الصح وفي المكان الصح التي أكثر ما تؤلم العدو.
التحضير للمعركة الكبرى لتحرير الأرض. وقد بدأنا التحضير الفعلي لها، وهي آتية بلا ريب شئنا أم أبينا. لكننا نحتاج الى مزيد من الوقت. وكل ما يجري من قصف وحروب وحصار واغتيالات قد يُبطئ التحضير لكن لا يوقفه. لدينا عناصر قوة وعناصر ضعف، وللعدو أيضا عناصر قوة وضعف، فتحرير فلسطين كلها هدف واضح وواقعي وقريب، خاصة في ضوء الانهيار الحاصل داخل الكيان الإسرائيلي وانحلال الدولة وضعف المعنويات واليأس وصولا الى طلب الكثير من المستوطنين ترك الكيان والبحث عن جنسية ثانية، بعد الكلام العلني عن قرب «الانهيار الثالث» للكيان.
وخلص نصر الله الى القول: لدينا عناصر اقتدار تُغيّر المشهد في كل المنطقة، وفي المدى القريب ولا أقول المدى المتوسط أو البعيد.لكن الأمر يتطلب عدم حرق المراحل، وتماسك المحور ومعالجة أي خلل فيه، كما حصل في مصالحة سوريا مع حركة «حماس». واستكمال الجهوزية، علما ان دول المحور تتعاون مع بعضها بشكل وثيق للتخفيف من حدة تأثير الحصار والعقوبات. والمهم عدم اليأس والضعف.