أزالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، النقاب عن عملية ضخمة كان الكيان الصهيوني يخطط لها، وتقضي بتفجير احد ملاعب كرة القدم بالعاصمة اللبنانية بيروت منذ نحو 38 عاماً.
ولم تكشف الصحيفة هوية الملعب، لكن وكما هو معلوم، فان الكيان الصهيوني لم يوفر ملعب المدينة الرياضية في بيروت من طائراته الحربية، والتي انقضت عليه بعد 5 اشهر من تلك الحادثة، وتحديداً يوم 4 حزيران/ يونيو 1982، حيث عاثت فيه خراباً لتخرجه عن الخدمة مع تدمير معظم منشآته.
والمدينة تم بناؤها في اواخر عام 1957 من قبل الوزارة اللبنانية للشباب والفنون الجميلة في عهد الرئيس الراحل كميل شمعون، وتحول بعد تدميره الى مجمع يعج بمحال لتصليح الاليات المستعملة، قبل ان يعيد اليه رئيس الوزراء الراحل الشهيد رفيق الحريري الحياة، بدعم سعودي وكويتي، فاعاد ازالة منشآته المتهالكة بالكامل، للمباشرة في اعادة بنائه كواحد من اهم الملاعب بالشرق الاوسط، حيث استضاف منافسات دورة الالعاب العربية بالعام 1997، ودورة الالعاب الفرنكوفونية 2009، ونهائيات كأس اسيا 2000.
وكانت الغارات الاسرائيلية على المدينة الرياضية في يوم 4 حزيران/ يونيو 1982 بحجة وجود مقاتلين فلسطينيين في منشآتها، شرارة انطلاق حرب اجتياح لبنان بعد يومين، حيث تبين ان الهدف من تدمير هذا الصرح كان القضاء على اطنان من المواد الغذائية المخزنة في سراديبها، لتسهيل عملية حصار العاصمة الذي اعلن لاحقاً، لتقويض سبل صمودها.
تقرير الصحيفة اشار أن إسرائيل خططت لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعدد من القيادات الفلسطينية، بتفجير استاد كرة القدم، بالعاصمة اللبنانية بيروت، في العام 1982.
ونوهت انه في كانون الثاني/ يناير 1982، خططت إسرائيل لتفجير ملعب كرة القدم في لبنان من أجل القضاء على ياسر عرفات و(القيادي خليل الوزير) أبو جهاد، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الذين كانوا متواجدين في الموقع، غير انها تراجعت قبل وقت قصير من التنفيذ، بعدما كانت أطلقت على العملية اسم "أولمبيا"، وكانت تهدف لـ "تفجير ملعب كرة القدم في بيروت بالكامل".
ويستبعد عارفون ان يكون المستهدف من التفجير المدينة الرياضية، ورجحوا بان يكون ملعب بيروت البلدي هو الهدف، استدلالًاً من توقيت العملية، وهو 1 يناير/كانون الثاني 1982، كون الملعب شهد ذاك اليوم عرضاً عسكرياً بحضور عرفات مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تحتفل بذكرى انطلاقتها.
وذكرت الصحيفة أن عناصر المخابرات الإسرائيلية قاموا بإخفاء عدة كيلوغرامات من المتفجرات تحت المقاعد، وكان من المفترض أن تقف ثلاث عربات مفخخة أخرى تحمل طنين من المتفجرات الى جانب المدرج، والسيناريو كان يقضي بتنشيط المركبات المفخخة عن بُعد مع تدفق الناجين المذعورين، مما كان سيؤدي للنهاية الدموية الكبرى للعملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية "أوليمبيا" توقفت باللحظة الأخيرة، فقبل ساعات من الوقت المحدد، تم استدعاء مخططي العملية إلى رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن، الذي قرر إلغاءها وهو على فراش المرض.
ويذكر أن ملعب بيروت البلدي تم تأسيسه في العام 1936 وجرى بناؤه من قبل سلطة الانتداب الفرنسي آنذاك، وتم ازالة منشآته القديمة بالكامل، ليحل مكانه الملعب بحلته الحالية خلال العام 1997، والذي اشرف على بناءه الرئيس رفيق الحريري انذاك.
المصدر: اللواء