بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2022 12:07ص الحرب الكروية بين إيران والأميركيين تسرق الأضواء

حجم الخط
تعيد المباراة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، عند التاسعة مساء اليوم الثلاثاء، في قطر ضمن كأس العالم لكرة القدم، إلى الأذهان ذكريات مونديال العام 1998 واللقاء المتبادل بين لاعبي هذين البلدين المتعاديين بالسياسة.
فخلال مشاركتها الثانية بكأس العالم، وجدت إيران نفسها في العام 1998 ضمن مجموعة عدوها اللدود، الولايات المتحدة.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين انقطعت منذ عملية احتجاز رهائن في السفارة الأميركية في طهران في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979.
أقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية في 21 حزيران/ يونيو، ومثلت فرصة للتهدئة.بعد أداء النشيدين الوطنيين، تصافح اللاعبون الأميركيون مع خصومهم وقدموا لهم تذكارات، فرد الإيرانيون التحية بباقات ورود بيضاء، قبل أن يلتقط المنتخبان صورة جماعية، وفازت ايران بالمباراة حينها (2-1) مسجلة أول انتصاراتها المونديالية، ويذكر من عاش تلك الحقبة، كيف انيرت سماء بيروت والعديد من المناطق بإطلاق الأعيرة النارية احتفاء بالفوز الرياضي ذات النكهة السياسية.
تاريخيا، هناك العديد من المواجهات ذات الطابع السياسي، أولها كان عام 1938 بين إيطاليا وفرنسا، ففي سياق جيوسياسي متوتر للغاية وفي ظل الفاشية التي خيّمت على أوروبا، استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم.
في 12 حزيران/ يونيو، تواجهت إيطاليا وفرنسا في ربع النهائي على ملعب كولومب (فازت إيطاليا 3-1).
ارتدى الطليان قميصا أسود شبيهاً بقميص ميليشيات نظام موسوليني، ووجهوا تحية فاشية إلى 60 ألف متفرج. رد الجمهور حينها بصافرات الاستهجان أثناء النشيد الإيطالي.
وفي نظر الـ«دوتشي» (لقب موسوليني)، كانت كرة القدم وسيلة لإظهار تفوق الأيديولوجية الفاشية. ذهب الـ«ناتسيونالي» بعيدا في المنافسة حتى ظفر بلقبه التاريخي الثاني تواليا.
وفي 1974كانت مواجهة الألمانيتين، ففي 22 حزيران/ يونيو، تواجه الأشقاء الأعداء من ألمانيا الغربية والشرقية الاتحادية في هامبورغ، غربا، على ملعب «فولكس بارك» الذي غص بالجماهير.
في خضم الحرب الباردة، جسدت تلك المباراة التوتر بين الطرفين. لكن ذلك لم يكن يعني ضغوطا مرتقبة، إذ بدأ الطرفان مسارا تطبيعيا للعلاقات، ووقعا معاهدة اعتراف متبادل في العام 1972.
انتهت المباراة المصنفة في دائرة الخطر من دون أي عوائق. انتصرت ألمانيا الشرقية رغم كل الصعاب، بهدف سجله، يورغن شبارفاسر، في ربع الساعة الأخير، وبقي في الذاكرة إلى الأبد.
لكن رغم ذلك، بقيت ألمانيا الغربية في المنافسات وظفرت بالمسابقة التي استضافتها، محققة ثاني ألقابها المونديالية.
وفي 1986 كانت المواجهة الأشهر بين الأرجنتين وإنكلترا، ففي 22 حزيران/  يونيو، تواجهت الأرجنتين وإنكلترا في ربع نهائي مونديال المكسيك، بعد أربع سنوات من حرب جزر فوكلاند التي خلفت 649 قتيلا أرجنتينيا و255 بريطانيا.
كانت الأجواء متوترة للغاية بين المنتخبين اللذين قطعت دولتاهما العلاقات الدبلوماسية في العام 1982.
وفي كل مباراة من مباريات المسابقة، رفع المشجعون الأرجنتينيون لافتات تقول «جزر فوكلاند أرجنتينية» وأنشدوا أغان قومية تدعو إلى «قتل الإنكليز».
على هامش ربع النهائي، اندلعت مواجهات بين ألتراس المنتخبين، ما أسفر عن عشرات الإصابات التي تراوحت بين طفيفة وخطيرة.
فازت الأرجنتين بالمباراة، بفضل عبقرية، دييغو مارادونا، إلى حد كبير، الذي سجل هدفين حينها.
وأقر الأسطورة الأرجنتيني الراحل بعد ذلك «كانت مباراة نهائية بالنسبة لنا. لم يكن الأمر يتعلق بالفوز بمباراة، بل بإقصاء الإنكليز».
وحديثا، تحديدا عام 2018 تواجهت سويسرا وصربيا، ففي 22 حزيران/ يونيو في كالينينغراد، واجهت صربيا سويسرا التي تضم في صفوفها العديد من اللاعبين من أصول كوسوفية.
وكوسوفو إقليم سابق في صربيا يسكنه بشكل رئيسي الألبان. بعد عشر سنوات من الصراع الذي كان آخر حرب أدت إلى تفكيك يوغوسلافيا السابقة، أعلنت كوسوفو استقلالها في العام 2008، وهو ما لم تعترف به صربيا، لتسوء العلاقات بين بلغراد وبريشتينا.
وسجل، غرانيت تشاكا، المولود في سويسرا لعائلة كوسوفية، وجيردان شاكيري، المولود في كوسوفو، هدفين، ما منح سويسرا فوزا على صربيا 2-1.
واحتفل اللاعبان بهدفيهما من خلال التوجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديهما على صدريهما بشكل معاكس، راسمين شارة «النسر المزدوج» الأسود اللون، رمز ألبانيا الذي يتوسط علمها الأحمر، ما أثار سخط الصحافة الصربية التي نددت «باستفزاز مخز».
وعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اللاعبين في وقت لاحق بتغريمهما مبلغ 8660 يورو لكل منهما.