بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آذار 2024 12:05ص تكريم غندور وجارودي العلامتان المضيئتان بتاريخ الرياضة اللبنانية

جارودي يتسلم الدرع من الرئيس سلام وطبارة جارودي يتسلم الدرع من الرئيس سلام وطبارة
حجم الخط
سجلت اللجنة الرياضية في جمعية بادر خطوة لافتة ومتقدمة، بتكريم الحاج عمر عبد القادر غندور والمهندس هشام عزت جارودي، خلال حفل تقدم حضوره الرئيس تمام سلام، وحشد من الفاعليات، واستضافه فندق الريفييرا في بيروت.
وتقدم الحضور إلى الرئيس سلام، كل من النائبين فيصل الصايغ وعدنان طرابلسي،الوزير السابق محمد المشنوق ، رئيس الاتحاد اللبناني نائب رئيس الاتحاد الاسيوي المهندس هاشم حيدر، رئيس مصلحة الرياضة في وزارة الشباب والرياضة محمد عويدات، المدير العام السابق لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية السابق امين محمد الداعوق، رئيس جمعية بيروت للتنمية احمد هاشمية، رئيس مجلس أمناء النادي الرياضي بيروت رئيس نادي النجمة اسعد صقال، وكوكبة من المهتمين.
وبمشاركة الرئيس سلام، قلد رئيس الجمعية هشام طبارة المحتفى بهما الدرع التكريمية، كما عدد المدير الإداري الحاج احمد قبرصلي مزاياهما من خلال كلمة توثيقية تاريخية، تضمنت العديد من البصمات المضيئة لغندور وجارودي.

غندور والرسالة السامية

وفي كلمته أشار غندور، إلى أن هذا الحفل ما هو إلا «تكريم انقلابي» بعدما اعتاد اللبنانيون أن يتم تكريم الشخصيات المؤثرة بعد رحيلهم وليس خلال حياتهم، وهي خطوة تسجل لمن بادروا لإقامة هذا التكريم، شاكراً الحضور على مواكبتهم.
واعتبر ان هذه المناسبة ليست تكريماً لعمر غندور وحده، بل تكريم لكل من سبقه وواكبه في عمله على رأس الإدارة النجماوية، من رؤساء وإداريين وفنيين ولاعبين، كما لكل جماهير النجمة التي تشكل حالة وطنية على امتداد لبنان.
ولفت غندور أن دوافعه للعمل في كرة القدم، ابعد من مجرد ترؤس أحد الكيانات الرياضية، أو انخراط في الرياضة، بل كانت له أبعاد عدة، أبرزها حماية الشباب من الموبقات وإبعادهم عن الآفات الخطرة، وروى حادثة معبرة حصلت معه قبل نحو 50 عاماً، وقال إن امرأة حضرت عام 1973 إلى مكتبه بشركته الخاصة، وتصر على مقابلته، وعندما سأل عن هويتها، لم تكن من بين الذين يعرفهم، ونظراً لالحاحها أعطى توجيهاته بإدخالها، ولما طلب منها التفضل بالجلوس بادرته بالقول، أنها لم تحضر لتعطله عن عمله بل لتقل له كلمتين عالواقف، وفوجئ بها تشكره لأنه منذ استلامه رئاسة النجمة عدل زوجها عن مواظبته على ارتياد السباق، وحول وجهته إلى الملاعب، ما غير حياة عائلتها نحو الاستقرار.
وقال إن هذه المرأة، وعدا الرسالة التي عبرت عن حال شريحة كبيرة من المجتمع، فإنها تركت في نفسه أثراً كبيراً، وانسته كل المجهود الذي سبق وأعطاه كما الذي سيبذله لاحقاً، وايقن أنه يؤدي من خلال عمله الرياضي مهمة سامية وجليلة، يفترض بكل من يتعاطى هذا الشأن أن يدرك أهميتها.
وشدد على أن الرياضات الفردية تهذب البدن وتساعده على نمو صحي وسليم، بينما العمل في الرياضات الجماعية، له دور معنوي هام، ويصيب بارتداداته شرائح كبيرة في المجتمع، فهي تهذب الروح.

جارودي والإرث الأمانة

وفي كلمته قال جارودي: «يسعدني أن أكون بينكم هذه النخبة التي وجدت في هذه المناسبة فرصة للتعبير عن مكانة الرياضة في تعزيز المجتمع وفي خلق روابط عديدة تشد الشباب نحو مستقبل فيه التنافس من اجل تمثيل الوطن في البطولات العربية والدولية والوطنية. دعوني أعود بكم الى جذور العمل الرياضي في لبنان وفي بيروت بصورة خاصة وبصورة اخص في لعبة كرة السلة التي دخلت بيوت كل اللبنانيين ووضعت امام ابنائها خيارات للانتساب مع الاندية التي شكلت وحدة علاقة وطنية بين اللبنانيين!».
وتابع «استدرك واقول وارى ذلك في عيونكم ان المنافسات تحولت احيانا الى متاريس مناطقية وسياسية كما هي العادة في لبنان! ولكنني اؤكد لكم ان النادي الرياضي بيروت لم يكن يوما تحت وطاة طائفية أو مذهبية أو مناطقية والجمهور الذي ارتبط بالانجازات وبالاخلاق التي تمسكت بها كل الهيئات الادارية على مدى عقود طويلة».
واضاف جارودي:  «قصتي مع النادي الرياضي تعود الى الثمانينات! عندما جلست استمع الى دولة الرئيس صائب سلام رحمه الله يحدثني عن الدور المطلوب من النادي الرياضي ليتحول الى مدرسة ونقطة لقاء للشباب بعيدا عن الموبقات.. اذكر كلماته «انت يا هشام يمكنك ان تقود النادي وتنهض به ولكن عليك ان تعطيه الكثير من الوقت فيكون الى جانبك صباحا ويبقى معك طوال اليوم وطوال الاسابيع والسنوات باذن الله !» هنا بدأت مسيرة النادي الرياضي الحديثة واذا كنت اترحم على جميع الذين سبقوني في ادارة النادي الرياضي منذ عام 1943 كانني أضيف الى ذلك ان ما وصل اليه النادي اليوم هو تراكم الجهود كلها والتضحيات التي بذلها من سبقني ومن حملني مسؤولية المتابعة حتى اليوم، انني احيي كل الذين وقفوا الى جانب النادي الرياضي وأخص بالذكر الرئيس صائب سلام والشهيد الرئيس رفيق الحريري والرئيسين سعد الحريري وتمام سلام دون ان انسى اعضاء الهيئة الادارية اللذين تحملوا معي مسؤولية النهوض بالنادي وتطوير المقر والملاعب واللذين حولوا ما يسميه البعض دولة الرياضي» الى خلية نحل وصلت الى اعماق النسيج الاجتماعي في كل لبنان وحققت من الانتصارات الوطنية والعربية والدولية والكؤوس التي تغص بها قاعات النادي اليوم اكبر شاهد على ذلك».
ونوه: «اتوقف قبل ان اختم كلامي لأقول: ان هذا الماضي المجيد والحاضر المشع يقدمان لنا وعداً بمستقبل اكثر اشراقا لانني واخوان لي افسحنا المجال امام الشباب ليتابعوا المسيرة بثقة وايمان.. فمدرسة كرة السلة في النادي الرياضي تضم المئات من مجموعات تغطي من الطفولة حتى الشباب. وكم اشعر بالفرح عندما نشاهد اندية في لبنان تضم لاعبين انطلقوا من الرياضي وهم يشكلون اليوم مجموعة كبيرة عابرة بكل الاندية.. شكراً « لبادر» على بادرتها واحيي هشام طبارة على هذا التكريم واحيي اخي الحاج عمر غندور وله في مدرسة نادي النجمة الرياضي باع طويل يشهد له القاصي والداني.