بيروت - لبنان

13 تموز 2023 01:45م دحلان الحمد: القيادة القطرية وراء كل نجاحاتنا الإدارية والرياضية عالميا وقاريا

حجم الخط
أكد دحلان جمعان الحمد رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، أن فوزه بالتزكية لولاية ثالثة على رأس الهرم الإداري لألعاب القوى في القارة الآسيوية يعود للدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة في قطر.
وقال الحمد، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن الثقة التي أوليت له ليكون رئيسا للاتحاد ما كانت لتتحقق لولا المساندة الكبيرة التي توليها دولة قطر لجميع أبنائها لتولي العمل الرياضي في المناصب الدولية والقارية والإقليمية، مشيرا إلى أن دولة قطر أرست منهجا صحيحا للتطور الرياضي بالعمل وفق أحدث الأساليب التي تعزز من قيمة الرياضة، والاهتمام بها على كافة المستويات، وتنظيم البطولات والأحداث المختلفة نظرا لما تمثله الرياضة من أهمية في حياة الإنسان، ومن هذا المنطلق يحصل أبناء قطر على المناصب المختلفة في جميع الاتحادات خصوصا أن السمعة الطيبة للدولة تعزز من حظوظ كوادرها في تولي المناصب القارية والعالمية.
وأضاف أن العالم يقدر لقطر اهتمامها الكبير بالرياضة، ويثني على أي فكر رياضي يخرج من قطر أو الكوادر القطرية، وهو ما كان له الأثر في نجاح الكثيرين من أبناء قطر في المناصب الدولية والقارية والإقليمية بصفة عامة، ولشخصه بصفة خاصة، لافتا إلى ما كانت تعانيه قارة آسيا على مستوى ألعاب القوى في فترة ما قبل العام 2000، حيث محدودية البطولات، ونسب المشاركة فيها، والاستسلام لعدم وجود الإمكانيات لتأهيل المدربين والرياضيين، إلى جانب الكثير من المشكلات التي بسببها اختفت العديد من المواهب الرياضية التي كان يمكن أن يكون لها شأن كبير إذا وجدت الاهتمام اللازم.
وأبرز أن لقارة آسيا الكثير من المواهب، لاسيما أنها أكبر قارات العالم من حيث الموارد البشرية، الأمر الذي أوجب الاهتمام اللازم بها للعالم لتحقق النجاح، مبينا أنه "من هذا المنطلق كان لابد أن يقبل التحدي، ويبدأ العمل من أجل الأفضل لقارة آسيا".
واعتبر الحمد أن الفترة التي أمضاها في رئاسة الاتحاد، كانت للتأسيس ووضع المنهج الملائم لتمضي آسيا إلى الأمام وفي الطريق الصحيح، مشددا على أن القارة الآسيوية تستحق الأفضل دائما، لذلك كان من الضروري أن يكمل العمل الذي بدأه بالتأسيس لمرحلة المستقبل، وهو ما يتحقق الآن من ارتفاع نسب المواهب، وتصاعد المستويات في ألعاب الميدان والمضمار، وظهور الكثير من الأبطال الآسيويين على المستويين العالمي والأولمبي في جميع الفئات والأعمار.
وشدد الحمد على أن الالتزام الصارم بالمعايير هو الطريق الصحيح للتطور، وأن صناعة أبطال المستقبل تتطلب الصبر والمثابرة والالتزام بتنفيذ برنامج محدد لحين تحقيق النجاح والانتقال للبرنامج الذي يليه لضمان الاستمرارية في النجاح، وهو أمر لن يأتي إلا بمنهج واضح، وهو ما عمل عليه في الفترة الماضية.
وأرجع تميز قارة آسيا في الفترة الماضية بتنوع المواهب والأبطال، لحرص القارة نفسها على التطور، كما أنه أطلق برنامجا نفذته الاتحادات المختلفة بضرورة التدريب المتواصل ومواكبة التطورات المختلفة في البرامج والمناهج التي تصدر من الاتحاد الدولي، منوها بالعمل الكبير الذي يقوم به أعضاء مجلس إدارة الاتحاد واللجان المختلفة.
وذكر رئيس الاتحاد الآسيوي أنه عندما أعلن قبل عشر سنوات أن "آسيا عملاق نائم يجب إيقاظه" كان يعني ما يقول وأنه من الضرورة والالتزام والواجب الأخلاقي في العمل الرياضي أن ينفذ وعده الذي قطعه بأن يعمل من أجل آسيا لتحقيق هدفه المطلوب وهو النجاح.
وأكد أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى كان يراهن، منذ عهد السنغالي لامين دياك، على صعوبة العمل في قارة آسيا لتعدد ثقافاتها واتساع رقعتها الأمر الذي يصعب التواصل، بالإضافة إلى الفوارق الكبيرة في المستويات بين بعض اتحاداتها والبعض الآخر، لكن بفضل العمل تحت برنامج واحد يتساوى فيه الجميع وترتفع فيه المستويات بالجودة المطلوبة، ظهر العديد من الأبطال على المستوى الأولمبي والعالمي في الفترة الماضية.
وقال "إن برنامجا لاكتشاف المواهب في القارة الآسيوية وتطويرها، تم إطلاقه بالتعاون مع إدارة التطوير في جامعة توماسات التايلاندية حيث مقر الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى"، منوها بأن الاتحاد لديه اتفاقية مع الجامعة لتحقيق أعلى نسب النجاح في اكتشاف المواهب وهو ما استفادت منه العديد من الاتحادات في الفترة الماضية.
كما أوضح أن البرنامج الذي أطلق في هذا الجانب يتعلق بإقامة المنافسات المختلفة على المستوى المحلي من أجل تنمية قدرات الرياضيين واكتشاف الموهوبين ودعمهم بما يطور موهبتهم ويدفعهم لتحقيق النجاح في المستقبل، وأنه من هذا المنطلق أطلق المناشدة الكبيرة للاتحادات بضرورة تنظيم النشاط بشكل مستمر على مستوى المدارس والأندية في جميع بلدان القارة، وضرورة تنفيذه ورفع تقرير به بشكل دوري، قائلا في هذا الصدد "إن البطل يمكن أن يخرج من قرية، وكم من عظماء في ألعاب القوى خرجوا من قرى بعيدة ولا علاقة لها بالمدن.. ووحدها العزيمة والهمة ونشر ثقافة اللعبة هي أحد أهم البرامج التي ينفذها الاتحاد الآسيوي في الفترة الحالية والمقبلة".
ونبه رئيس الاتحاد إلى أن فكرة ضرورة مواصلة العمل، هي التي دفعته للترشح لولاية ثالثة في رئاسة الاتحاد الآسيوي، مؤكدا في الوقت ذاته أنه يحرص على أن يتم العمل الذي بدأه بالصورة المثالية لذلك حرص على أن تكون فترة عمله المقبلة بمثابة النقلة الكبرى لقارة آسيا خصوصا بعد انتظام البطولات فيها.
وأشار الحمد إلى أن القارة واجهت صعوبة كبيرة في الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا لذلك كان ضروريا لهم في الاتحاد مواصلة البرنامج عن بعد والالتزام الكامل بالبرتوكولات المختلفة، ونتيجة هذا الالتزام ستكون المنافسة قوية جدا في البطولة الآسيوية لألعاب القوى في نسختها الـ25 خصوصا أن الرياضيين قادمون للمنافسة بعد رفع القيود وبالتالي ستكون البطولة حافلة بالتحدي بين الأبطال المشاركين.
وأكد الحمد تطلع جميع الرياضيين لتحقيق النجاحات والتأهل لبطولة العالم المقبلة في هنغاريا، وهو ما سيجعل النسخة الحالية من البطولة الآسيوية في تايلاند قوية جدا بين الأبطال المشاركين، كما أنها تأتي في الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد، وهو أمر له قيمته المعنوية وسيحرص كل رياضي على تحقيق إنجازه والتوثيق لهذه المنافسة وربطها بتاريخ القارة في أم الألعاب.
وعن فوز البطل الأولمبي القطري معتز برشم بجائزة الأفضل في آسيا في حفل جوائز الاتحاد بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسه، شدد على ما قدمه برشم من صورة حقيقية لمعنى الأداء المتميز والالتزام الكامل، ما جعله مفخرة لقارة آسيا وأيقونة للوثب العالي العالمي وقدوة للكثيرين، مبينا أن معتز يستحق أن يكون الأفضل على مستوى العالم وليس قارة آسيا فحسب، فهو نموذج للمثابرة والصبر والالتزام وهو رياضي مشرف لكل آسيا.
وأثنى الحمد على أبطال قطر على مر تاريخ ألعاب القوى الآسيوية، معتبرا إياهم رموزا للعبة وسيكونون خالدين في سجلاتها بعطائهم المختلف، مشيرا إلى البطل القطري محمد سليمان أول من أحرز إنجازا لآسيا في بطولة القارات، بالإضافة إلى طلال منصور السهم الذهبي لقارة آسيا، وإبراهيم اسماعيل، وغيرهم من الرياضيين المميزين.
وأكد رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، في حواره، أن آسيا تدخل مرحلة جديدة، وسيكون لأبطالها كلمتهم في جميع البطولات الأولمبية ودورات الألعاب وبطولات العالم والبطولات القارية على مستوى جميع الفئات، موضحا أن برنامجه للولاية الثالثة يرتكز على صقل المواهب، وانتظام البطولات، وتأهيل المدربين والحكام، ورفع المستويات والقدرات، بالإضافة إلى الاهتمام الكافي بالعنصر النسائي في ألعاب القوى، وتطوير قدراتهن بما يحقق النجاح للقارة ولبلدانهن، ومنوها بالعمل الكبير الذي يجري لتوظيف موارد القارة بما يحقق لها النجاح والفائدة المرجوة.

وسيم صبرا- موقع اللواء