بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيلول 2021 08:10م عبق الماضي الذهبي وذكريات كروية لبنانية يسطرها الاعلامي الاماراتي محمد الجوكر

حجم الخط
عبق الماضي الذهبي ووقائع الزمن الجميل، اعادهما للذاكرة الاعلامي الاماراتي القدير محمد الجوكر، الذي سطر عبر صحيفة "البيان" وبأنامل مبدعة، وصفاً مشوقاً لعمق العلاقة بين الكرتين اللبنانية والاماراتية، وذلك عشية اللقاء المرتقب بين منتخبي البلدين الشقيقين ضمن الجولة الأولى من التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 لحساب المجموعة الأولى.
وجاء في مقالة الاعلامي الاماراتي المخضرم:
ترتيبات طيبة بين شرطة دبي واتحاد الكرة في إطار التحضيرات التنظيمية المتعلقة بمباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب لبنان غداً على ستاد زعبيل بنادي الوصل - الذي نتفاءل به - وذلك ضمن الجولة الأولى من التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 لحساب المجموعة الأولى.
جاءت الترتيبات لتؤكد سلامة وتأمين دخول المباراة بالصورة المناسبة التي تليق بمكانة اللعبة، وتأتي ضمن جهود مؤسساتنا من أجل نجاح مهمة الجميع بما فيهم الأشقاء، فقد تلقينا شهادات إشادة بتميز تنظيمنا من الاتحاد القاري، حيث لعبت مؤسساتنا الوطنية دوراً كبيراً في النجاحات التي حققتها الدولة خلال استضافة العديد من الفعاليات الكروية، وكان آخرها التصفيات الأولية التي أقيمت في شهر يونيو الماضي، والتي تم تنظيمها وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، ونالت استحسان جميع المنتخبات المشاركة.
في المقابل تسود معسكر المنتخب روح عالية في إطار التحضيرات للمباراة الأولى، التي نعتبرها الأهم لبدء الانطلاقة الصحيحة، مع العلم أن الفريق اللبناني هو الآخر استعد جيداً، ويدربه إيفان هاشيك وهو مدرب خبير يعرفنا جيداً، وهذا أحد أسلحته، لأنه عاش واقعنا، لذا نحذر من الاستهانة بالمنافس، لأن الكرة اللبنانية عرفت اللعبة عام 1933، ونتذكر جيداً عندما استعان نادي النصر بلاعبين من لبنان بعد جولته في بيروت عام 70، فقد وقع الاختيار على لاعبين هما شبل هرموش وحسان حيدر نجمي فريق الصفا، والذي لعب له أيضاً المرحوم قاسم حمزة قبل أن ينتقل للعب في دوري الدرجة الثانية مع فريق العربي بأم القيوين، ولعب له أيضاً نجل الزميل محمد حمصي، والذي انتقل من الإمارات عام 1996 للعب مع الصفا، ويسعى الأشقاء، برغم معاناتهم، إلى تقديم الصورة التي ترفع من روح الشعب اللبناني، وأعجبني تشديد مدربنا الهولندي مارفيك خلال حديثه مع اللاعبين على أهمية احترام المنافس، والتعامل مع المواجهة المقبلة بالجدية اللازمة، باعتبار أن البدايات دائماً مؤثرة في مسيرة أي منتخب، خصوصاً أن المرحلة الأخيرة من التصفيات حاسمة في تحديد المنتخبات المتأهلة إلى المونديال... أمنيتي أن نرى الكل يتكاتف ويقف خلف «الأبيض» في هذه التصفيات التي لا تقبل إلا الأقوياء! والله من وراء القصد.
كما خصص الزميل المبدع الاعلام الرياضي اللبناني بواحدة من مقالاته عشية اللقاء، ولا يمكن ان تمر دون اعادة القاء الضوء عليها لما تضمنته من وقائع راسخة، يشكر عليها الزميل محمد الجوكر، وهنا ما جاء فيها:
تنطلق المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم (...)، وستكون المواجهة الأولى لمنتخبنا مع شقيقه اللبناني هي بداية انطلاقتنا نحو المشوار الأصعب في الدور الثالث، وأملنا كبير في تحقيق الفوز في بداية مشواره بملعب الوصل في مرحلة الحسم المؤهلة لـ «مونديال 2022»، مع إيماني المطلق بأن كرة القدم تعطي من يعطيها، ولايكتفي بالتاريخ، فاللبنانيون عرفوا اللعبة منذ عشرات السنين مارسوها قبلنا ولهم صولات وجولات في البطولات العربية والقارية، وهذا مايجب أن نعرفه برغم ما يمر به لبنان من انقسامات وانشقاقات وأزمات.
وكذلك الإنجازات الصحافية اللبنانية عديدة، نتوقف عندها قليلاً، وقد لا يعلم الكثيرون، أننا عرفنا الإعلام الرياضي وتحديداً المجلات الرياضية المتخصصة عبر لبنان التي كانت زاهرة، فالحياة في أرض السلام والمحبة، كانت تتمتع بالأجواء المثالية للثقافة والفن والرياضة، ولاننسى مقاهي شارع الحمراء قبل سولدير، وأبرز من لعب دوراً في تطوير الصحافة الرياضية هو المرحوم ناصيف مجدلاني، الذي كان معروفاً بـ «أبو الرياضة» في الستينيات، ولديه برنامج رياضي شهير يومي، لكن مستقبلاً ظل الزملاء في الصحافة الرياضية في البلد الشقيق يعانون ويصفقون بيد واحدة، بسبب الظروف التي تمر بها بلادهم ووقفت ضدهم العراقيل والصعوبات، ولم يتمكنوا من الاستمرار بمشروعهم العربي الكبير، فاللبنانيون كانوا (شطاراً) ليس في «الحكي فقط» وإنما في الإبداع الثقافي والفكري والإعلامي عندما كانت الأمور طيبة وسليمة بعيدة عن الأحزاب والتكتلات والمذاهب ،واليوم يتسبب الصراع السياسي في موت الحياة في بلد الحياة، فضاعت بيد المخربين ولم تعد تتنفس وتشم رائحة طيبة إلا رائحة الموت والانتقام والدمار، قاوم بعض الزملاء ونخص هنا الصحفيين الرياضيين برغم ظروفهم الصعبة، من أجل مواجهة كل هذه العثرات، لأنهم يحبون ويعشقون التحدي، بعيداً عن المزايدة و«البهرجة والهمبكة»، فقد كان زملاؤنا في الصحافة الرياضية في لبنان من أهم رجال الصحافة في الزمن الجميل، ساهموا وقدموا عصارة جهدهم وبعضهم انتقل للعمل في المنطقة ومنها الإمارات، فأصبحنا نكن لهم كل الحب والتقدير لإخلاصهم وتفانيهم، نرحب بالمنتخب اللبناني في بلد الخير والمحبة، وأبوابنا مفتوحة لهم!.. والله من وراء القصد
المصدر:  (موقع اللواء)