بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الأول 2022 12:00ص الرُهاب الاجتماعي مشكلة لها حلول

حجم الخط
تلعب العوامل الوراثية دوراً أساسياً في الاصابة بالرهاب الاجتماعي اذا أثبتت الدرسات أنّ الأطفال المولودين لآباء مصابين بالرهاب الاجتماعي أكثر عرضة لانتقال ذلك الاضطراب السلوكي اليهم عبر الجينات الوراثية. أما بالنسبة للعوامل النفسية المؤدية للإصابة بداء الرهاب الاجتماعي، فهي القلق وأبرزها أيضاً الاصابة بالاكتئاب والصدمات النفسية الناجمة عن وقوع الحوادث والتعرض للاعتداء الجنسي وخصوصاً في مرحلة الطفولة. وهناك العوامل الاجتماعية والبيئية المحيطة بالأشخاص التي تؤثر عليه اما بالايجاب او السلب، فهي اذ تؤدي او تقود الى الاصابة بالقلق الاجتماعي والذي يصل الى ولوج فلك الرهاب الاجتماعي في حالة قبوع الشخص بشكل شبه دائم في بيئة يجتاحها العنف ومشاهده، وتفتقر لا بل تفتقد الى عنصر الامان. ومن المحتمل ايضاً أن يكون سبب اصابة الشخص بداء الرهاب الاجتماعي الاصابة بالخلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ والمعروفة بإسم الناقلات العصبية، حيث يشرع الدماغ في استخدام تلك الناقلات لإرسال الإشارات عبر الخلايا، هذا وقد أكّدت الدراسات أنّ هؤلاء ينتابهم الرهاب الاجتماعي جراء خلل في تلك الناقلات العصبية. تعتبر التربية منذ مرحلة الطفولة من أبرز العوامل التي تحدّد المسار الذي سيشكّله حياة الطفل في الكبر، ويمكن أن يكون المسار ايجابياً في حال كانت التربية علمية وسليمة ومنطقية، ويمكن أن تكون سلبياً في حال غزت عوارض الجهل وانعدام الوعي عقل الطفل. فالطفل من الواجب أن يمنح الأهل التعامل الصحيح بحيث يمنحه ذلك مساحة من الحرية تجعله يظفر منذ بداية الطريق بقوة الشخصية أحد أبرز أركان النجاح في مختلف مراحل الحياة. كما يجب على الطفل أن يحترم حدود الحياة وبروتوكولاتها كاحترام الكبير والوعي والامان وحب السلام، وعلى الأم ومنذ البدء عدم التسلّط على قرارات تعتبر شخصية بالنسبة للطفل، كاختيار الملابس ونوع الطعام وألوان الأغراض الشخصية. يعتبر فقدان الثقة في النفسن  من أهم أسباب الرهاب الاجتماعي، لأنّ الشخص عندما يفقد ثقته في نفسه يكون عرضة لسهام الرهاب التي يصيبه المجتمع بها كما يكون عرضةً للتوبيخ المستمر خصوصاً من قبل المحيطين به كنطاق العائلة والمدرسة والنادي الرياضي، لذا تعتبر التربية الصحيحة منذ الطفولة عامل هام يمنح الإنسان حب العمل وتولد المسؤوليات والثقة التامة في النفس وكل ذلك يتعده عن شبح الاصابة بالاحباط والقنوط. أما علامات الرهاب الاجتماعي فهي الشهور بالخوف والقلق اذ انّ اليدين ترتعشان لأتفه سبب يسمعه الإنسان وعدم القدرة على التحدّث أمام الآخرين والخوف من خوض غمار التجارب وعدم القدرة على تكوين صداقات، حيث يميل الإنسان في نهاية المطاف الى الانطواء والعزلة والتوحّد.