بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الثاني 2022 12:01ص مخاطر شرب المياه بكثرة

حجم الخط
لا شك أنّ الجفاف يفضي إلى الإرهاق وقلّة التركيز وتكدر المزاج، لذا ينصح الأطباء النّاس المنهكين والمتعبين بشرب الماء الذي باستطاعته إعادة الحيوية الى أجسادهم وأعصابهم. إلاّ أنّ شرب المياه بكثرة شديدة يؤدي إلى مخاطر حسبما أفاد تقرير لمجلة تايم الأميركية. يقول دايفيد نيمان أستاذ الصحة العامّة لجامعة آبلشيان ومدير معهد الأداء البشري لجامعة كارولينا إذا كنت من شاربي المياه بكثرة، وبعد ساعتين تتوجه للمرحاض، وكان بذلك كثيراً وشفافاً فإن هذا يعني أن المياه لا تمكث لوقت كافٍ في جسدك. وكان بحث المستشفى كليفلاند قد منح الثقة لرأي نيمان أن لناحية ان التبول الشفاف هو دليل على فرط رطوبة الجسم أو كثرة السوائل . وأكد نيمان أن الاعتقاد السائد بأن استهلاك كميات كثيرة من المياه تنظف الجسم من السموم والمواد غير المرغوب بها، تشكل معلومة نصف حقيقية، مضيفاً أن شرب كميات كثيرة من المياه لن يفيد عملية تنظيف الجسد. وشدّد نيمان على أنّه في بعض الحالات القليلة قد يؤدي شرب المياه بإفراط الى أضرار. فعلى سبيل المثال لا الحصر، اذا تناولنا الرياضيين في حديثنا وبحثنا، وهم الذين يتمرنون لساعات طويلة، فإن شرب الماء وحده سيؤدي بهم الى اخراج مادة الصوديوم من البول، وهذا يؤدي بالتالي الى اختلال مستويات الصوديوم في الجسد، وأضاف نيمان أن هذه الحالة تسمى بـــ Hyponatremia  ونقص الصوديوم بالدم، والذي قد يصبح مميتاً في بعض الحالات. ويستطيع الرياضيون إذا كانوا يبحثون عن الأفضل تناول المشروبات الرياضية الغنية بالعناصر الغذائية من خلال آدائهم للتمارين وخوضهم للمباريات، وهي أكثر أماناً من المياه في هذه الحالة. 

ان الماء جد ضروري لصحة الجسم وله العديد من الوظائف كتنظيم درجة حرارة الجسم ونقل العناصر الغذائية والحفاظ على وظائف المخ وتحسين الأداءالبدني أو اللياقة البدنية وقد يساعد في تخفيض الوزن عبر زيادة الشعور بالشبع. 

قد يسفر شرب الكثير من الماء عن تسمم الماء، وعلى أثر ذلك يحدث اضطراب في وظيفة الدفاع جراء شرب الكثير. ويمكن للإفراط في شرب الماء أن يشكل خطراً كبيراً على صحّة الإنسان، إذ يمكن أن يؤثّر على توازن الكهارل/الالكترونيات وهي المعادن والاملاح الموجودة في الجسم والتي تملك شحنة كهربائية وتقبع في الدم والبول والأنسجة وسوائل الجسم الأخرى، وذلك وفقاً للمكتبة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة والذي يؤدي الى نقص الصوديوم بالدم ويقود الى الضعف والارتباك والغثيان والتقيؤ والموت في الحالات الشديدة، ويجب أن لا ننسى أن الشخص ينام متوسط 8 ساعات يومياً لذلك لا يمكن شرب الماء خلالها، من هنا قد يكون الحدّ الأقصى لشرب الماء يومياً 12 ليتراً شرط توزيعها على هذه الساعات. ومن جهة أخرى يقول البروفيسور ستيفاني بورتي استاذ أمراض الكلى بجامعة ايكس في مرسيليا في تقرير لصحيفة لوفيغارو الفرنسية، ان بإمكانك شرب ما يصل الى 10 ليترات ماء يومياً دون ان يشكل ذلك مشكلة. لكن مع ذلك يوجد استثناءات حيث أن بعض أمراض القلب والكلى التي تؤدي الى تراكم الماء بالجسم تتطلب عدم تخطي كمية معينة يحددها الطبيب. وعموماً يمكن شرب 10 ليترات ماء يومياً لمن يتمتع بصحة جيّدة ولا يعاني من مشاكل صحيّة أو مشاكل الكلى 

يقول البروفيسور بورتي، يعتقد الكثير من الناس أنهم عندما يشربون الكثير من الماء سيطهرون أجسامهم. لكن في المقابل وحسب بورتي فإن ذلك لا يغير من حالتهم الصحية. وعندما تشرب الكثير من الماء الذي لا يكون جسمك بحاجة اليه، تتخلص من تلك الكميات عن طريق التبول. ويؤكد بورتي أن الإنسان يفقد الماء يومياً سواء عن طريق التعرّق أو التنفس أو التبوّل، لذا من الضروري تناول الطعام للتعويض عن هذه الخسائر نظراً لاحتوائه على وفرة من الاملاح وفي الواقع يساوي الجسم باستمرار بين كمية الماء والأملاح المعدنية. 

وبحسب ما أظهرت دراسة عشوائية نُشرت سنة 2018 طلب الأطباء من 631 شخصاً يعانون من مرض الكلى المزمن أن يشربوا كميات أكثر بكثير من المعتاد لمدّة سنة في حين طُلب من 150 مريضاً آخر الاستمرار في تناول الماء بشكل طبيعي. وقد استنتج الباحثون أن المجموعة التي تناولت الماء بكثرة لم يطرأ عليها أي تحسّن ملموس أو تباطؤ في مسار مرض الكلى لديها. ووفقاً لمايو كلينيك تقول الأكاديميات الوطنية الأميركية للعلوم والهندسة والطلب أن معدلات شرب السوائل يومياً عند الرجال يحب أن تيلغ حوالي 15,5 كوباً (3,7 لترات) 

أما بالنسبة للنساء فيجب أن تصل إلى 11,5 كوباً أي ما يعادل 2,7 ليتر يوميا.

ريمون ميشال هنود