بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آذار 2024 12:15ص إسرائيل تبتز المقاومة بالطحين.. وحكومة نتنياهو مشتّتة بين الانقسام ولعنة الأهالي

واشنطن لإعلان وقف النار فورا واهتمام كبير بزيارة غانتس.. واعتقالات واسعة في الضفة

فلسطينيون يعثرون على أرغفة خبز بين أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية في رفح. فلسطينيون يعثرون على أرغفة خبز بين أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية في رفح.
حجم الخط
في اليوم الـ149 للحرب على غزة شن طيران الاحتلال غارات عنيفة على رفح وخان يونس جنوبي القطاع، كما استهدف شاحنة مساعدات في دير البلح وسط القطاع، مرتكبا مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين.
سياسيا وصلت وفود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقطر والولايات المتحدة الأميركية إلى القاهرة، لعقد اجتماع بين الوسطاء بغرض تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بينما قالت إسرائيل إنها لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين بغزة، الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وفي موقف لافت دعت نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس أمس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.  
وتوالت امس "مجازر الطحين" في غزة حيث قالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة عند دوار الكويت في مدينة غزة شمالي القطاع راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، وذلك عقب استهداف شاحنة مساعدات وسط القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن قوات الاحتلال تنفذ "جرائم إبادة جماعية ممنهجة تستهدف مئات الآلاف من البطون الجائعة شمال غزة".
واستهدفت قوات الاحتلال فلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات الطحين قرب دوار الكويت، في هجوم هو الرابع خلال 4 أيام على قوافل المساعدات.
وفي وقت سابق استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شاحنة مساعدات في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأوضح إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ل"بي بي سي" أن الشهداء الثمانية كانوا ضمن الطواقم الإغاثية المسؤولة عن توزيع المساعدات، مضيفاً أن "عدد الضحايا مرشح للتزايد بسبب شدة القصف" ومشيراً إلى أن الشاحنة تتبع جمعية خيرية كويتية، تقوم بتوزيع المساعدات على النازحين داخل قطاع غزة.
وقد استشهد حوالي 118 فلسطينيا وأصيب مئات آخرون في مجزرة دوار النابلسي بمدينة غزة ليل الأربعاء الماضي، حيث استهدفت قوات الاحتلال حشودا تجمعت للحصول على المساعدات.
وأمس الأول أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان،  عن "قلقهم العميق إزاء مجزرة دوار النابلسي.
جاء ذلك في بيان قدمته الجزائر ووافق عليه أعضاء مجلس الأمن بالإجماع.
وحث أعضاء المجلس إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتسهيل فتح معابر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع.
وفي السياق قال مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة نفذت أول عملية إسقاط جوي للمساعدات على غزة، باستخدام ثلاث طائرات "سي-130".
وأفاد أحد المسؤولين بأن أكثر من 35 ألف وجبة تم إسقاطها جواً في غزة.
على صعيد المعارك أقر جيش الاحتلال مساء أمس بمقتل أحد ضباطه خلال القتال في جنوب قطاع غزة السبت.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن القتلى سقطوا بسبب تفجير عبوات ناسفة خلال تمشيط مبنى في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش يوسع عملياته في خان يونس، ويحاول الوصول إلى مناطق لم يدخلها من قبل.
وكان الجيش قد ذكر في بيان أن جنود لواء الكوماندوز يواصلون خوض معارك عنيفة غرب خان يونس، وأن القوات نفذت عمليات دعم لمواقع وفق معلومات استخبارية محددة.
في المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها استولوا على طائرتين مسيّرتين لجيش الاحتلال من طراز سكاي لارك في حي الزيتون بمدينة غزة.
وكانت القسام أعلنت مساء أمس أن مقاتليها تمكنوا من تفجير منزل تم تفخيخه مسبقا بعبوتين مضادتين للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة من 7 جنود، وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة السطر شمال مدينة خان يونس.
في غضون ذلك وصل وفد من حماس إلى القاهرة أمس لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة فيما وُصف بأنه يستهدف تجاوز عقبة أخيرة محتملة أمام التوصل إلى اتفاق يستمر لستة أسابيع.
وأفاد مصدر قيادي في الحركة بأن الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال 24 إلى 48 ساعة بحال "تجاوبت" إسرائيل مع مطالبنا.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "فرانس برس": "اليوم (أمس) تنطلق جولة مفاوضات في القاهرة.. واذا تجاوبت اسرائيل يصبح الطريق ممهداً لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة القادمة".
من جهتها قالت الولايات المتحدة إن اتفاقا لوقف إطلاق النار "مطروح بالفعل على الطاولة" وإن إسرائيل وافقت عليه ولا ينقصه سوى موافقة حماس. 
وبعد وصول وفد حماس، ذكر مسؤول فلسطيني مطلع لرويترز إنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق. 
وذكرت صحيفة إسرائيلية أن إسرائيل قاطعت محادثات في القاهرة أمس خاصة بوقف لإطلاق النار في غزة بعد أن رفضت حماس طلبها بتقديم قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة.
ونقلت "واي نت" النسخة العربية الإلكترونية من صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكرهم بالاسم قولهم "لا يوجد وفد إسرائيلي في القاهرة". وأضافوا "ترفض حماس توفير إجابات واضحة، وبالتالي فإنه لا يوجد سبب لإرسال الوفد الإسرائيلي".
من جهته أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن بلاده تواصل جهودها مع الدول الفاعلة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت مظاهرات على مدار 24 ساعة قد انطلقت في منذ مساء الجمعة حتى مساء السبت، في شتى أنحاء إسرائيل.
وأكد المنظمون أمس أن عدد المشاركين تجاوز 40 ألفاً، وهو الأضخم عدداً منذ بدء حرب غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
وارتفعت في هذه المظاهرات شعارات تتهم نتنياهو بالمسؤولية عن سفك دماء الإسرائيليين في الحرب وفي الأَسر، لمجرد أنه يريد ضمان استمرار حكمه. 
وفي سياق الخلافات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية، قال مكتب الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس في بيان إنه سيلتقي بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن غدا.
ومن المقرر أن يلتقي غانتس أيضا بنائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان بالإضافة إلى أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس الأميركي.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن من المتوقع أن تتناول المحادثات، موضوعات من بينها الحد من الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين وتأمين وقف مؤقت لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة وزيادة المساعدات للقطاع.
وأوضح المسؤول أن هاريس "ستعبر عن قلقها بشأن سلامة ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في رفح”، مضيفا أن إسرائيل لديها أيضا "الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الإرهابية المستمرة من حماس".
وأكد بيان لـ غانتس أنه سيجتمع مع هاريس وكذلك مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومع أعضاء جمهوريين وديمقراطيين بالكونجرس.
وجاء في البيان أن "الوزير غانتس أبلغ رئيس الوزراء شخصيا بمبادرة منه يوم الجمعة بنيته السفر من أجل تنسيق الرسائل التي سيتم نقلها".
في المقابل أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعليماته أمس إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هيرتسوغ، بعدم التعامل مع هذه الزيارة.
جاء ذلك بعد أن فشل نتنياهو، في إلغاء زيارة غانتس إلى واشنطن فيما نجح في منع إجراء لقاء بينه وبين الرئيس جو بايدن.
وقد سرب مكتب نتنياهو تصريحاً يكشف أنه «غاضب جداً من هذه الزيارة»، وأن «هناك رئيس حكومة واحداً في إسرائيل وليس اثنين».
من جهته قال موقع «واي نت» نقلا عن مصادر أميركية وإسرائيلية،إن هذه الزيارة «خطوة أخرى من الخطوات التي يتخذها الرئيس بايدن لإظهار ضيقه من نتنياهو، وملله من التعامل معه»، مشددين على أن «صبر بايدن وفريقه قد نفد من زمان»، ولم يعودوا يتحملون ألاعيب نتنياهو الذي قرر أن يجاهر بتحدي الرئيس الأميركي، ويتباهى بأنه يصد الضغوط الخارجية، «لذا بات من الضروري أن يفهم أن لكل شيء ثمناً».
في الضفة أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام مناطق عدة ونفذت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين تسبق دخول شهر رمضان المبارك حيث يتخوف الاحتلال من أحداث أمنية خصوصا في المسجد الأقصى، 
على جبهة أخرى تعهد الحوثيون في اليمن بمواصلة إغراق السفن البريطانية في خليج عدن في أعقاب غرق سفينة الشحن روبيمار المملوكة لشركة بريطانية.
وأكد الجيش الأميركي أن السفينة روبيمار غرقت بعد أن أصيبت بصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون في 18 شباط الماضي.
(الوكالات)