بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2024 01:06ص الانفصام الأميركي: أكبر خلاف حول رفح وأكبر صفقة مبيعات أسلحة لإسرائيل

قصف عمال «المطبخ العالمي» يتفاعل.. ولبيد إلى واشنطن ومواجهات بين الشرطة وأهالي الأسرى قرب مقر نتنياهو

السيارة التي استهدفتها إسرائيل وكانت تقل موظفين في مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن" في دير البلح بغزة السيارة التي استهدفتها إسرائيل وكانت تقل موظفين في مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن" في دير البلح بغزة
حجم الخط
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة بحق عمال إغاثة تابعين لمنظمة دولية غير حكومية من بينهم فلسطينيون وأجانب، وذلك أثناء أداء مهامهم في توزيع المساعدات الغذائية على المحاصرين في غزة.
وفيما لقيت الجريمة الإسرائيلية إدانات دولية وعربية ودعوات لتحقيق سريع وشفاف أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بالحادث "المأساوي" معتبرا أنه قد وقع "من غير قصد".
وكانت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» غير الحكومية قد قالت أمس إن سبعة أشخاص يعملون لصالحها، بينهم مواطنون من أستراليا، وبريطانيا، وبولندا، لقوا حتفهم في ضربة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. 
وأعلنت المنظمة التي تتخذ مقراً لها في الولايات المتحدة «تعليق عملياتها في المنطقة» بعد مقتل موظفيها.
وأضافت في بيان أن العاملين الذين كان من بينهم أيضاً فلسطينيون ومواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية، كانوا يستقلون سيارتين مدرعتين تحملان شعارها إلى جانب مركبة أخرى. 
وذكرت أنه على الرغم من تنسيق التحركات مع الجيش الإسرائيلي، فقد تعرضت القافلة للقصف في أثناء مغادرتها مستودعها في دير البلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي جُلبت إلى غزة عن طريق البحر.
وشاركت المنظمة بشكل نشط منذ بدء الحرب في عمليات الإغاثة، ولا سيما توزيع وجبات غذائية على سكان القطاع المهدد بالمجاعة.
وأقر نتنياهو بأن الهجوم على "وورلد سنترال كيتشن"، شنته قوات إسرائيلية "بشكل غير مقصود".
وقال لدى مغادرته المستشفى في القدس المحتلة، بعد أن خضع لعملية بسيطة "للأسف، وقعت في اليوم الأخير حادثة مأساوية، حين قصفت قواتنا أبرياء في قطاع غزة عن غير قصد". وأضاف "يحدث هذا في الحرب، سنحقق في الأمر بشكل تام، نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يتكرر ذلك"، على حد قوله.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة ستتولى التحقيق في الحادث.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إنه سيتم التحقيق في الحادث عبر "آلية تقصي الحقائق والتقييم" التي وصفها في بيان بأنها "هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة"، دون تقديم تفاصيل.
وفي ردود الفعل قال متحدث باسم البيت الأبيض أمس إن الرئيس جو بايدن دعا رئيس مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن" خوسيه أندريس، لتقديم تعازيه.
وذكر أن "بايدن أكد أنه سيوضح لإسرائيل ضرورة حماية موظفي الإغاثة"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لحماية موظفي الإغاثة". 
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا إسرائيل إلى إجراء تحقيق سريع وشامل ومحايد فيما حدث مؤكدا على أن مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن"، تقوم بعمل استثنائي في غزة.
وفي نيويورك قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن  الحادث هو "نتيجة حتمية للطريقة التي تدار بها هذه الحرب حالياً"، لافتاً إلى أن "ما لا يقل عن 196 من العاملين في المجال الإنساني سقطوا في غزة" منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول الماضي.
وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة تدعوا مرة أخرى إلى "وقف فوري إنساني لإطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى أن "الرسالة الموجهة إلى إسرائيل هي دعوا العاملين في المجال الإنساني يقومون بعملهم".
وكشف دوجاريك  أن "مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة سيجريد كاج، التقت موظفي وورلد سنترال كيتشن في غزة، قبل ساعات قليلة من قتلهم في الغارة الإسرائيلية".
إلى ذلك أدانت وزارة الخارجية السعودية الهجوم مجددة رفض المملكة القاطع لاستهداف البعثات والمنظمات الإغاثية والعاملين فيها.
ووصفت الوزارة هذا الهجوم بأنه "استمرار ممنهج لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني".
على صعيد آخر تدرس الولايات المتحدة الموافقة على أكبر مبيعات عسكرية لإسرائيل منذ بدء حربها على قطاع غزة  وتتضمن الصفقة المرتقبة أسلحة جديدة تتنوع بين طائرات مقاتلة، وصواريخ "جو-جو"، ومعدات توجيه، وذلك وسط تصاعد الدعوات لوقف تدفق الأسلحة في حال لم تقم تل أبيب بالمزيد من الإجراءات للحد من الخسائر بين صفوف المدنيين في قطاع غزة، بحسب مجلة "بوليتيكو".
وتدرس إدارة بايدن بيع ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة أميركية جديدة من طراز F-15، و30 صاروخاً "جو-جو متوسط المدى" من طراز AIM-120، وعدداً من مجموعات ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، والتي تحول القنابل غير الموجهة إلى أخرى موجهة بدقة، بحسب ما ذكره مسؤول في الكونغرس، ومصدر مطلع على المناقشات، لم تكشف المجلة هويتهما.
يأتي ذلك بينما لم تصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس إلى نتيجة حتى الآن لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
وأمس قال القيادي في حماس محمود المرداوي"إن    الوسطاء لم يقدموا للحركة مقترحات جديدة، لكن هم على اتصال مباشر معنا في القاهرة والدوحة.
وأضاف: "إن لم تكن المقترحات الجديدة متضمنة إجابات حقيقية تشكل أساسا لفرصة اتفاق، فإنها تبقى مضيعة للوقت".
وكان مكتب نتنياهو قال في وقت سابق إن وفد التفاوض الإسرائيلي بلور مع الوسطاء في القاهرة مقترحا جديدا سيعرض على حركة حماس.
وذكر مكتب نتنياهو أنه "في إطار المحادثات، وبوساطة بناءة من مصر، صاغ الوسطاء مقترحا معدلا" لهدنة في غزة ولتحرير المحتجزين. 
وأضاف أن إسرائيل تتوقع من الوسطاء أن يضغطوا على حماس بقوة أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق.
وغادر الوفد الإسرائيلي المفاوض بعد ظهر أمس القاهرة، في نهاية جولة محادثات مكثفة. 
إلى ذلك قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن هناك خيبة أمل كبيرة في إسرائيل من سلوك قطر ومصر، اللتين لم تمارسا ضغوطا على حماس، ولم تستخدما أي نفوذ في ذلك.
في السياق قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مواجهات اندلعت بين الشرطة وعائلات الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة أمام مقر إقامة رئيس نتنياهو في القدس المحتلة.
وبشأن الدمار الذي لحق بالقطاع جراء الإجرام الإسرائيلي كشف تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة، صدر أمس إلى أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة، في الفترة ما بين تشرين الأول وكانون الثاني، عند نحو 18.5 مليار دولار، مشيراً إلى ان نحو 26 مليون طن من الحطام والركام موجود حالياً في غزة.
وأظهر التقييم الدولي الـ18.5 مليار دولار يمثل ما يعادل 97% من إجمالي الناتج المحلي للضفة الغربية وقطاع غزة معاً في 2022.
وقال التقرير، وهو تقييم مشترك أجراه البنك الدولي والأمم المتحدة بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، أن المباني السكنية تشكل 72% من الأضرار، بينما تشكل البنية التحتية للخدمات العامة مثل المياه والصحة والتعليم 19% من تلك الأضرار، والمباني التجارية والصناعية 9%.
وأوضح التقرير أن نصف سكان غزة أصبحوا على شفا المجاعة، في حين يعاني جميع السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية، مضيفاً أن هناك أكثر من مليون شخص من دون مأوى، وتعرض 75% من السكان للتهجير.
وقال التقرير إن مع تضرر أو تدمير 84% من المستشفيات والمنشآت الصحية، ونقص الكهرباء والمياه لتشغيل المتبقي منها، لا يحصل السكان إلا على الحد الأدنى من الرعاية الصحية أو الأدوية أو العلاجات المنقذة للحياة.
وأضاف أن نظام المياه والصرف الصحي تعرض للانهيار تقريباً، وأصبح لا يوفر سوى أقل من 5% من خدماته السابقة، مما دفع السكان إلى الاعتماد على حصص مياه قليلة للغاية للبقاء على قيد الحياة.
وبحسب التقرير، فقد انهار النظام التعليمي تماماً "حيث أصبح 100% من الأطفال خارج المدارس".
وقال التقرير إن إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية للسكان أصبح أمراً صعباً للغاية، بفعل تدمير أو تعطيل 92% من الطرق الرئيسية. 
على الصعيد الميداني نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمس عن مصدر لم تسمه، القول إن إسرائيل لم تقدم إجابات واضحة بشأن عملية رفح خلال اجتماع بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.
وأعلن البيت الأبيض، أمس الأول أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن عقدا اجتماعاً مع مسؤولين إسرائيليين حول العملية العسكرية التي تهدد إسرائيل بتنفيذها في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وذكر بيان مشترك أن الجانب الأميركي عبّر عن مخاوفه إزاء خطط إسرائيل، مضيفاً أن الإسرائيليين وافقوا على أخذ "هذه المخاوف في الاعتبار".
ويعتقد مراقبون أن الولايات المتحدة لا تعارض فكرة العملية العسكرية في رفح، وإنما لديها تحفظ على طريقة تنفيذها فقط، وأن كل ما تريده هو منع قتل المزيد من المدنيين خلال القتال.
في غضون ذلك أوردت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية، أمس أن زعيم المعارضة يائير لابيد سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة مسائل عدة من بينها ملف المحتجزين في قطاع غزة، وفق «وكالة أنباء العالم العربي».
ونقلت الصحيفة عن مصدر في مكتب لابيد قوله إن الزيارة ستركز على «تقوية العلاقات الإسرائيلية الأميركية الاستراتيجية، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، ودور إسرائيل في المنطقة».
(الوكالات)