بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2024 12:35ص بايدن يُمسك العصا من الوسط: حماية إسرائيل ومنع الردّ على ضربات إيران

استئناف «مفاوضات التبادل».. وقصف معاد لمنع الغزّاويين من العودة للشمال

تصدي القبة الحديدية الإسرائيلية لمسيرات إيرانية فوق تل أبيب تصدي القبة الحديدية الإسرائيلية لمسيرات إيرانية فوق تل أبيب
حجم الخط
شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل أمس الأول 2024 حيث  أطلقت مئات المسيرات والصواريخ الباليستية من أراضيها باتجاه إسرائيل في رد "محدود وناجح" على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من القادة العسكريين في الأول من نيسان الجاري. 
وبعد ساعات على بدء الهجوم، أعلنت بعثة إيران في الأمم المتحدة انتهاء الرد العسكري الإيراني، وفق بيان قالت فيه إن الهجوم يندرج ضمن حق الدفاع المشروع الذي كفلته المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ردا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأوضح البيان أن "الرد الإيراني سيكون أكثر حدة إن انتهكت إسرائيل خطا آخر". 
من جهتها أعلنت إسرائيل أنها صدت 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري،  إن الهجوم أدى إلى إصابة مطار عسكري إسرائيلي إضافة إلى أضرار مادية طفيفة في قاعدة للجيش الإسرائيلي، وإصابة فتاة بجروح طفيفة جراء الهجوم.
في المقابل قال قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء علي باقري إن بلاده نفذت عملية "الوعد الصادق" بنجاح، موضحا أن هدف العملية "هو استهداف القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرات الإسرائيلية التي اعتدت على القنصلية الإيرانية في دمشق".
وحذر بيان «الحرس الثوري» الولايات المتحدة من «تقديم أي دعم ومشاركة في الإضرار بمصالح إيران»، ملوّحاً بـ«رد حازم وسيجلب الندم من القوات المسلحة الإيرانية». 
وحمّل بيان الحرس الثوري الولايات المتحدة مسؤولية «الإجراءات الشريرة للكيان الصهيوني» مؤكدا أن «عليها أن تتحمل العواقب». 
وشدد بيان «الحرس» على «سياسة حسن الجوار مع الجيران ودول المنطقة»، لكنه قال إن «أي نوع من تهديد أميركي وإسرائيلي من أي مصدر كان، سيلقى الرد المناسب من إيران».
وتزامنا مع بدء الهجوم أوقفت دول عدة في المنطقة حركة الملاحة الجوية، منها العراق وسوريا ولبنان والأردن قبل أن تعيد فتح مجالها الجوي بعد انتهاء الهجوم. 
وفي مؤتمر صحفي كشف هاغاري عن مشاركة من سماهم الحلفاء والشركاء في اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية. فقبل أن يصل كثير من المسيرات إلى إسرائيل، كانت قوات أميركية وبريطانية وفرنسية وأردنية قد تعاملت مع جزء كبير منها، ما ساعد إسرائيل على التخلص من هذه المسيرات. 
وقد وصف هاغاري ذلك بأنه «إنجاز استراتيجي مهم» مضيفا أن 99 في المائة من أصل 300 قذيفة أطلقتها إيران على إسرائيل اعترضتها الدفاعات الجوية.
وقال «لقد قوبل التهديد الإيراني بالتفوق الجوي والتكنولوجي للجيش، إلى جانب تحالف قتالي قوي، اعترضنا معاً الغالبية العظمى من التهديدات». 
وقد ساعدت الطائرات العسكرية الأميركية ومدمرات الدفاع الصاروخي الباليستية، التي تم نقلها إلى المنطقة خلال الأسبوع الماضي، أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض موجة كبيرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها إيران.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن من جهته أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في تدمير ما يقرب من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ أُطلقت عليها من إيران.
وكان مسؤولون أميركيون أكدوا أن الجيش الأميركي أسقط طائرات مسيّرة إيرانية قرب محافظتي السويداء ودرعا، جنوب سوريا، قرب الحدود الأردنية، متجهة نحو إسرائيل، دون الكشف عن عددها.
وقال مصدران أمنيان إقليميان إن طائرات أردنية أسقطت عشرات الطائرات المسيّرة الإيرانية التي كانت تحلق عبر شمال ووسط الأردن متجهة إلى إسرائيل.
وقالت بريطانيا إن طائرات سلاح الجو الملكي في الشرق الأوسط أسقطت مسيرات. 
كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه مشاركة بلاده ف عملية الاعتراض "لأن الهجمات انتهكت أجواء حلفائنا حيث توجد قواعد عسكرية لنا".
وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، فإنه من أصل أكثر من 120 صاروخاً باليستياً، اخترق عدد ضئيل جداً الحدود، وسقط في قاعدة لسلاح الجو في الجنوب، وهي قاعدة قال الجيش إنها بقيت تعمل كالمعتاد.
ووصفت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي الهجوم الإيراني بالفاشل. وقالت إن محصلته أضرار طفيفة في قاعدة «نفاطيم» الجوية وإصابة طفلة عربية تبلغ من العمر 7 سنوات.
من جانبه قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاكتفاء بتصريح مقتضب تعقيبا على الهجوم الإيراني حيث قال: «لقد اعترضنا. تصدينا. معاً سننتصر» من دون أن يتعهد بالرد على الهجوم.
جاء ذلك بعدما أكد موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي أجراه معه عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل، أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي ضد إيران.
وبحسب "أكسيوس" فإن البيت الأبيض يشعر بقلق بالغ من أن الرد على الهجوم الإيراني سيؤدي إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية.
ووفق الموقع، قال بايدن لنتنياهو إن الجهود الدفاعية المشتركة التي بذلتها إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة أدت إلى فشل الهجوم الإيراني.
وأكد المسؤول الأميركي أنه عندما أخبر بايدن نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران ولن تدعم مثل هذه العمليات، قال نتنياهو إنه يتفهم ذلك.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض أن بايدن أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه "يجب عليه اعتبار الليلة فوزاً لأن التقييم الحالي للولايات المتحدة هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لإسرائيل". 
وأضاف المسؤول أن تقييم الولايات المتحدة هو أن جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران قد تم تدميرها في السماء، ولم تحدث أي تأثير، ولم تصب أي شيء ذي قيمة.
وكانت  هيئة البث الإسرائيلية كشفت أن إسرائيل كانت بصدد شن هجوم للرد على إيران لكنه ألغي في أعقاب محادثة بايدن ونتنياهو.
وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن الوزيرين بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت أيّدا الرد السريع على إيران خلال اجتماع مجلس وزراء الحرب ليل الاحد السبت.
وفي وقت لاحق قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن اتصل بأعضاء السربين 494 و335 للإشادة بقدراتهم الاستثنائية في الدفاع عن إسرائيل.
وعبر بايدن عن إدانته بأشد العبارات الممكنة، الهجوم الجوي غير المسبوق الذي شنته إيران ووكلائها الذين يعملون انطلاقاً من اليمن وسوريا والعراق، ضد المنشآت العسكرية في إسرائيل. 
وقال بايدن، في بيان أصدره البيت الأبيض، إنه سيجتمع مع قادة مجموعة السبع، لـ"تنسيق رد دبلوماسي موحد على الهجوم الإيراني الوقح". وأضاف: "سوف يتواصل فريقي مع نظرائهم في جميع أنحاء المنطقة، وسنبقى على اتصال وثيق مع قادة إسرائيل". 
وأمس أكد قادة دول «مجموعة السبع»، في ختام اجتماع عبر الفيديو «الدعم الكامل لإسرائيل وشعبها»، مشددين على «التزامهم بأمنها». وقال القادة، في بيان أصدرته الرئاسة الإيطالية للمجموعة: «نعرب عن تضامننا ودعمنا الكامل لإسرائيل وشعبها، ونكرر التزامنا بأمنها».
وأبدى قادة المجموعة «استعدادهم لاتخاذ تدابير» ضد إيران؛ «رداً على خطوات جديدة لزعزعة الاستقرار». وقال القادة: «نطالب إيران وحلفاءها بوقف هجماتهم، ونحن مستعدّون لاتخاذ تدابير جديدة، الآن، رداً على خطوات جديدة لزعزعة الاستقرار». 
من جهة أخرى أكد مصدر دبلوماسي تركي أمس أن إيران أبلغت تركيا مسبقا بعمليتها الانتقامية ضد إسرائيل مضيفا أن الولايات المتحدة أبلغت إيران عبر أنقرة أن عمليتها يجب أن تكون "ضمن حدود معينة".
وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أخبر نظيره التركي هاكان فيدان بأن "العملية الانتقامية" ضد إسرائيل انتهت، مضيفا أن إيران لن تشن عملية جديدة ما لم تتعرض للهجوم.
وفي طهران قال عبد اللهيان،  خلال اجتماع مع سفراء أجانب أمس إن إيران أبلغت الولايات المتحدة أن هجماتها ضد إسرائيل ستكون "محدودة" للدفاع عن النفس.
وأضاف أن القوات الإيرانية لم تضرب أهدافاً سكنية في إسرائيل، وكانت عملياتها دقيقة، مشيراً إلى أن طهران أعلمت دول الجوار والمنطقة قبل 72 ساعة بأن الرد الإيراني سيكون في "نطاق الرد المشروع".
وتابع: "هدفنا كان توبيخ إسرائيل، ولم نحاول استهداف القواعد الأميركية في المنطقة".
وأشار إلى أن إحدى القواعد العسكرية التي استهدفتها الصواريخ والمسيّرات الإيرانية كانت تضم طائرات أف-35 التي استخدمتها تل أبيب في الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق.
وأشاد عبد اللهيان بموقف دول الجوار والمنطقة "الذين أكدوا لأميركا رفض استخدام أراضيهم ضد إيران"، على حد قوله.
من جهته قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمسإن الحرس الثوري لقن إسرائيل درسا قويا، وسط احتفال النواب الإيرانيين داخل البرلمان واحتشاد آلاف الإيرانيين في شوارع المدن الكبرى احتفاء بالهجوم "غير المسبوق".
في المقابل قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل عاشت "واحدة من أكثر الليالي دراماتيكية"، ولكنه "وبفضل الاستعدادات المستمرة حققنا نتائج رائعة".
وأضاف أن إسرائيل لديها فرصة لتشكيل تحالف إستراتيجي ضد إيران بعد الهجوم.
كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أن إسرائيل ستبني تحالفا إقليميا في مواجهة التهديد الإيراني.
وأضاف "سنجبي الثمن من إيران بالشكل والوقت المناسبين لنا، وعلينا تعزيز التحالف الإستراتيجي والتعاون الإقليمي الذي أنشأناه وأثبت نجاحه عند الامتحان الحقيقي".
من جانبه قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إن علينا عدم اتباع سياسة الاحتواء كي نخلق الردع في الشرق الأوسط بل علينا أن نرد بجنون، حسب قوله.
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "على إيران أن تدفع ثمن عدوانها" على إسرائيل، وطالبت بـ"إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية فورا".
وأضافت "إن إيران بدأت الحرب على إسرائيل، لكننا (إسرائيل) سننهيها حسب تقييمنا".
وكان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان قال إن تل أبيب ستطلب من مجلس الأمن الدولي في اجتماعه في وقت لاحق،  تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، إلى جانب فرض المزيد من العقوبات.
وأضاف أردان أن إسرائيل ستؤكد في اجتماع مجلس الأمن أن المجتمع الدولي أمام "فرصة أخيرة" للتصدي لإيران ولطموحاتها في المنطقة.
من جهتها نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين إسرائيليين تأكيد عزمهم على الرد على إيران، مشيرين إلى أنه لم يتقرر بعد نطاق الرد وتوقيته.
وأوضح المصدر ذاته أن اجتماع مجلس وزراء الحرب انتهى دون اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد على الهجوم الإيراني.
إلى ذلك نسبت شبكة "أن بي سي نيوز"إلى مسؤول إسرائيلي قوله إن مجلس الوزراء طلب من الجيش الإسرائيلي تقديم خيارات إضافية حول الرد على الهجوم الإيراني.
وأوضح المسؤول أن ذلك سيأخذ في الاعتبار ما إذا كانت إسرائيل بحاجة إلى الرد على الفور أم أنها تستطيع الانتظار، ومدى تأثير أي تصعيد ضد إيران على "العمليات الإسرائيلية" في قطاع غزة.
في ردود الفعل قالت وزارة الخارجية الروسية إن الهجوم الإيراني على إسرائيل جاء في إطار حق الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
وأضافت أن الهجوم جاء رداً على الهجمات ضد أهداف إيرانية في المنطقة، بما في ذلك استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأوضحت الخارجية أنها حذرت مراراً وتكراراً من أن الفشل في حل الأزمات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سيؤدي إلى زيادة التوتر.
من جانبها دعت الصين المجتمع الدولي، ولا سيما الدول صاحبة النفوذ، إلى لعب دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
عربيا أعربت وزارة الخارجية السعودية، أمس عن "بالغ قلق المملكة" جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته.
ودعت  كافّة الأطراف إلى "التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب".
وأكدت الوزارة على "موقف المملكة الداعي إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المنطقة بالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة من دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسعها".
وفي وقت لاحق مساء أمس قالت وزارة الخارجية السعودية إن الوزير فيصل بن فرحان تلقى اتصالا من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بحثا فيه تطورات الأوضاع في المنطقة.
من جهتها كشفت الخارجية المصرية عن اتصالات أجرتها مع إيران وإسرائيل من أجل التهدئة وتجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر وعدم الاستقرار.
وفي عمان قال الديوان الملكي الأردني، أمس إن الملك عبد الله الثاني أكد للرئيس الأميركي أن الأردن لن يكون ساحة لحرب إقليمية.
وأضاف الديوان الملكي أن الملك عبد الله شدد خلال اتصال هاتفي مع بايدن على "ضرورة وقف التصعيد فورا في الإقليم"، محذرا من أن أي "إجراءات تصعيدية إسرائيلية ستؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة".
وكانت الحكومة الأردنية قالت أمس إنها تعاملت مع "بعض الأجسام الطائرة" التي دخلت مجال البلاد الجوي الليلة الماضية، في إشارة إلى المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل.
وأوضح مجلس الوزراء في بيان أنه "جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر".
وأشار إلى أن "شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق اي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين".
وأضاف أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ستتصدى "لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمة أجوائه وأراضيه لأي خطر أو تجاوز من أي جهة كانت".
وكان مصدران أمنيان إقليميان قالا إن سلاح الجو الأردني اعترض وأسقط عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية التي انتهكت المجال الجوي للمملكة وكانت متجهة لإسرائيل.

الحرب على غزة
على صعيد آخر وفيما ينشغل العالم بالهجوم الإيراني على إسرائيل  وتنديد القوى الغربية وتحذيراتها من اندلاع حرب إقليمية يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة في اليوم الـ191 على التوالي.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 43 شهيدا و62 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. 
وشنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على خانيونس ورفح في جنوب قطاع غزة، ودير البلح ومخيم النصيرات في وسطه، بينما أطلقت طائرات "الكواد كابتر" الإسرائيلية النار بشكل كثيف صوب منازل الفلسطينيين في مخيم 5 والمخيم الجديد.
كما أطلق جيش الاحتلال النار على نازحين في شارع الرشيد أثناء محاولتهم العودة إلى مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان بأن المئات من الفلسطينيين كانوا يحاولون العودة إلى شمالي غزة عن طريق جسر وادي غزة على شارع الرشيد، ونجح عدد قليل جدا منهم -جميعهم نساء وأطفال- في الوصول إلى شمالي القطاع.
وأضافوا أن جيش الاحتلال طلب منهم العودة إلى الجنوب، وأطلق النار والقنابل الدخانية تجاههم، لمنعهم من استكمال الطريق والوصول إلى الشمال.
وفي وقت لاحق قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إن "الأنباء عن سماح قوات الجيش الإسرائيلي بعودة السكان الفلسطينيين إلى منطقة شمال قطاع غزة هي إشاعات كاذبة وعارية من الصحة تماما".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لا يسمح بعودة السكان لا عن طريق صلاح الدين (شرق) ولا عن طريق شارع الرشيد (غرب)"، وحذر الفلسطينيين من الاقتراب من القوات الإسرائيلية الموجودة بشمال القطاع، مؤكدا أنها "لا تزال منطقة حرب" وأن إسرائيل لن تسمح بالعودة إليها.
يأتي ذلك في وقت أعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) عن وصول رد سلبي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن مقترح الوسطاء فيما تستأنف المفاوضات قريبا.
وأضاف الموساد -في بيان وزعه مكتب نتنياهو- أن "حماس رفضت المقترح، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار لا يريد اتفاقا إنسانيا ولا عودة المحتجزين".
ورأى الموساد أن السنوار "يواصل استغلال التوتر مع إيران"، ويسعى إلى "تصعيد شامل في المنطقة"، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل بكل قوة تحقيق أهداف الحرب على غزة، وسيبذل جهودا لإعادة المحتجزين. 
وكانت حماس أعلنت -مساء أمس الأول أنها سلمت للوسطاء في مصر وقطر ردّها على المقترح الذي تسلمته الاثنين الماضي، مبدية استعدادها لإبرام "صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين".
وبحسب ما كشفته مصادر للجزيرة عن تفاصيل رد حماس فإن الحركة التزمت بإطار المقترح لوقف إطلاق النار على 3 مراحل تمتد كل واحدة 42 يوما.
كما اشترطت انسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الخط الفاصل في جميع المناطق في المرحلة الأولى، وطالبت بعودة النازحين لشمال القطاع وضمان حرية التحرك في جميع مناطقه.
وفي ردها الذي سلمته للوسطاء، اشترطت حماس الإعلان عن وقف إطلاق النار الدائم في المرحلة الثانية قبل البدء بتبادل الأسرى، مطالبة أيضا بانسحاب القوات الإسرائيلية خارج قطاع غزة في المرحلة الثانية.
وبشأن تبادل الأسرى، عرضت حماس مقابل إطلاق سراح أي أسير مدني الإفراج عن 30 أسيرا فلسطينيا.
كما طالبت أيضا بإطلاق سراح 50 أسيرا فلسطينيا مقابل كل مجندة أسيرة بينهم 30 من أصحاب المؤبدات، وبرفع العقوبات التي تم اتخاذها بحق جميع الأسرى الفلسطينيين بعد السابع منتشرين الأول الماضي.
وأكدت ضرورة أن تشمل المرحلة الثالثة التزاما بإنهاء الحصار وبدء عملية إعادة إعمار القطاع.
ميدانيا أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لتنفيذ مزيد من العمليات في غزة، بعد أيام من سحبه عددا من الألوية المقاتلة في قطاع غزة.
إلى ذلك أفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس بأن نتنياهو قرر تأجيل موعد العملية البرية في رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد أسبوع من إعلانه أن الموعد قد تم تحديده بالفعل.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، جدد نتنياهو تأكيده على أن "النصر الكامل يتطلب الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك، سيحدث ذلك.. هناك موعد".
(الوكالات)