بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2024 12:23ص «حماس» تنعش مفاوضات الهدنة.. وغالانت يتحدّث عن ثمن باهظ لاحتلال غزة

بايدن لدعم شومر ونتنياهو لخطة اجتياح رفح.. والبيت الأبيض لحكومة إصلاحية فلسطينية

فلسطيني وابنه يستريحان بجوار متعلقاتهم أمام حطام المنازل في خان يونس فلسطيني وابنه يستريحان بجوار متعلقاتهم أمام حطام المنازل في خان يونس
حجم الخط
وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أحدث مقترح قدمته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن الرهائن بأنه غير واقعي، لكنه قال إن وفدا سيتوجه إلى قطر لمناقشة موقف إسرائيل من اتفاق محتمل. 
وقال موقع أكسيوس الأميركي إن نتنياهو سيعقد جلسة اليوم أو غدا لبحث توسيع صلاحيات وفد التفاوض قبل مغادرته إلى الدوحة. 
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الفجوات بين إسرائيل وحماس تتطلب مرونة من إسرائيل، وتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض.
وكانت حركة حماس أعلنت في وقت سابق أمس أنها قدمت للوسطاء تصورا يرتكز على وقف العدوان، وتقديم الإغاثة وعودة النازحين وانسحاب الاحتلال.
وقال مصدر قيادي في الحركة لـ"الشرق" إن الحركة أبدت "مرونة كبيرة في ملف تبادل الأسرى، من حيث الأعداد والفئات".
ونقلت "الجزيرة" عن مصادر مطلعة قولها إن العرض تضمن مقترحا لوقف إطلاق النار على 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما. تشترط المرحلة الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات. وعرضت حماس مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية 50 أسيرا فلسطينيا، 30 منهم من أصحاب المؤبدات.
ومع بدء المرحلة الثانية يصار إلى الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
 أما المرحلة الثالثة فتضمن البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة وإنهاء الحصار.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن رد الحركة "كان ضمن الإطار المتفق عليه في اجتماع باريس".
وأبدى البيت الأبيض "تفاؤلاً حذراً" أمس، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية جون كيربي: "نظهر تفاؤلاً حذراً بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح"، لافتاً الى أن اقتراح حماس يندرج "ضمن حدود" الصفقة التي عملنا عليها خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدا أن وشنطن تشارك عن كثب في المفاوضات بالدوحة "ونعتقد أنه يمكننا أن نحرز تقدما" وأن هناك جولة مفاوضات جديدة بشأن غزة في قطر "تشارك فيها الأطراف الأخرى".
وكان  وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن بلاده تعكف على العمل مع إسرائيل إلى جانب قطر ومصر، لسد الفجوات المتبقية في الاتفاق المرتقب، مشيرا إلى أن إرسال إسرائيل وفدا إلى قطر يعكس "إحساسا بإمكانية وضرورة" إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
وأضاف بلينكن للصحفيين خلال زيارة إلى النمسا "نجري محادثات الآن (بينما) نتحدث هنا، وأنا على يقين بأنها ستستمر في الأيام المقبلة".
في موازاة ذلك قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء وافق على خطط لعملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب غزة حيث يقيم أكثر من مليون شخص.
وأضاف أن الجيش يستعد للأمور المتعلقة بالعملية العسكرية وإجلاء السكان المدنيين.
وتعليقا على ذلك، قال بلينكن إن الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية خطة واضحة وقابلة للتنفيذ بشأن رفح تشمل إبعاد المدنيين عن طريق الأذى، لكنه أوضح أن بلاده لم تطلع بعد على خطة على هذا النحو.
وأضاف "نريد رؤية خطة واضحة وقابلة للتنفيذ، ليس فقط لإبعاد المدنيين عن طريق الأذى، ولكن أيضا للتأكد من أنه بمجرد إبعادهم عن طريق الأذى، فإنهم سيحصلون على الرعاية المناسبة، ومنها المأوى والغذاء والدواء والملابس. ولم نر بعد خطة على هذا النحو".
بدوره أكد البيت الأبيض في وقت لاحق أمس إنه لا يدعم عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح "بطريقة لا تضمن أمن أكثر من مليون شخص هناك"، مشيرا إلى أن أي عملية عسكرية هناك من دون مراعاة سلامة المدنيين "ستكون كارثية، وسنواصل الحديث مع إسرائيل بشأن ذلك".
كما أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من موافقة نتنياهو على خطط الهجوم على رفح.
من جانبها حذرت الرئاسة الفلسطينية من قرار الحكومة الإسرائيلية مهاجمة رفح وارتكاب مجزرة جديدة، واستكمال جرائم التهجير بحق الشعب الفلسطيني مطالبة بسرعة تدخل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لمنع هذا العدوان الخطير.
وكانت الولايات المتحدة قد وضعت ليل الخميس الجمعة اللمسات النهائية على صياغة مشروع قرار تعتزم تقديمه لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة من دون تحديد توقيت طرحه على التصويت. 
والمسودة النهائية التي اطلعت عليها "رويترز" "تدعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لتنفيذ وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في إطار اتفاق للإفراج عن الرهائن وللسماح بتعزيز السلام الدائم لتخفيف المعاناة الإنسانية".
وتزايد إحباط الولايات المتحدة من حكومة نتنياهو في الأسابيع القليلة الماضية فيما تواصل واشنطن الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص حاليا خطر المجاعة.
وفي هذا الإطار قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس  أن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ألقى "خطاباً جيداً" حين دعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وموجها انتقادات قوية لنتنياهو واصفا إيّاه بأنه عقبة في طريق السلام.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض عند سؤاله عن تصريحات شومر في قاعة مجلس الشيوخ:  "لقد ألقى خطاباً جيداً".
وأضاف: "لقد عبّر (شومر) عن مخاوف جدية... يشاركه فيها عدد كبير من الأميركيين"، مشيراً إلى أن شومر أبلغ موظفي الرئاسة بأمر الخطاب في وقت سابق لإدلائه به.
على صعيد آخر أعلنت الإمارات أمس وصول أول سفينة مساعدات إنسانية إلى غزة، عبر الممر البحري بين قبرص والقطاع، فيما ذكرت جمعية خيرية أميركية بدء تفريغ الشحنة.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية إن السفينة تحمل على متنها 200 طن من الإمدادات الغذائية والإغاثية، بالتعاون مع مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" وجمهورية قبرص، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات "وام".
بدورها، أعلنت جمعية "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الأميركية، أن القاطرة التي توقفت بمحاذاة الرصيف المؤقت في غزة، بعدما جرتها سفينة أبحرت من قبرص، بدأت تفريغ المساعدات الغذائية على شاطئ القطاع.
وفي وقت سابق أمس صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري لمجموعة من الصحفيين الأجانب بأن إسرائيل ستحاول "إغراق"قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية من نقاط دخول مختلفة. 
في سياق متصل نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل تدرس التعاقد مع شركات أمن دولية خاصة لتأمين تسليم المساعدات في غزة.
وأضاف المسؤولون أن واشنطن من جهتها، تدرس الاستعانة بمقدمي خدمات أمن فلسطينيين للمساعدة في توزيع المساعدات، وأن "هناك جماعات وفصائل في غزة غير مرتبطة بحماس يمكنها أن تساعد في توزيع المساعدات" مشيرين إلى أن مسؤولين بإدارة بايدن "مترددون بشأن وجود قوات أميركية أو شركات أمن خاصة في غزة".
إلى ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، أمس إن أستراليا ستستأنف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وتأتي هذه الخطوة بعد شهرين تقريباً من تعليق التمويل بسبب مزاعم بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول الماضي.
ميدانيا أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس قتل جنود إسرائيليين في حين واصل الاحتلال قصف الأحياء السكنية ومنتظري المساعدات، ما أدى لسقوط مزيد من الشهداء والجرحى.
وقالت القسام في بيان إنها أطلقت قذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات "على قوة صهيونية من 4 جنود" مؤكدة "مقتل جميع أفراد القوة الصهيونية". 
كما أعلنت أنها استهدفت 5 دبابات ميركافا بقذائف "الياسين 105" وسط غزة.
ولا تزال المقاومة الفلسطينية تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال وسط وشمال غزة وفي محافظة خان يونس بالجنوب.
في الأثناء نقلت شبكة "إيه بي سي" الأميركية عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الجيش الإسرائيلي لديه نقص في قذائف المدفعية وقذائف الدبابات، وحذر من أن إسرائيل قد تخسر الحرب على غزة إذا لم تتوفر الذخيرة والشرعية، قائلا إن كليهما بدأ ينفد.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الولايات المتحدة بدأت في تأخير بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل، مشيرا إلى أن أي تأخير في تسليم المساعدات الأميركية يثير القلق، ولا سيما أن الدول الأوروبية باتت مترددة في بيع الأسلحة لإسرائيل.
إلى ذلك نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله خلال اجتماع للحكومة إن إسرائيل لن تتمكن من الإطاحة بالحركة "إذا لم تعمل على إنشاء بديل عنها في قطاع غزة".
وأوضح غالانت أن الجيش الإسرائيلي يدفع ثمن ما سماه عدم اتخاذ قرار سياسي بشأن من سيحكم غزة بعد الحرب، مشيرا إلى أن الخيار الأكثر احتمالا لشكل الحكم في غزة بعد الحرب هو تعزيز العناصر المحلية، وفق قوله.
من جهتها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن غالانت قوله إن حكم إسرائيل العسكري لقطاع غزة "سيكلفها حياة جنودها ويستنزف الموارد العسكرية".
سياسيا رحبت الولايات المتحدة الأميركية بتعيين الرئيس الفلسطيني محمود عباس محمد مصطفى رئيساً للوزراء. وحثت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون السلطة الفلسطينية على تشكيل حكومة إصلاحية في أسرع وقت ممكن.
وأضافت واتسون في بيان للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة تتطلع إلى أن تتمكن هذه الحكومة الجديدة من تنفيذ السياسات والإصلاحات ذات المصداقية وبعيدة المدى.
وتابعت: "إن إصلاح السلطة الفلسطينية أمر ضروري لتحقيق النتائج للشعب الفلسطيني، وتهيئة الظروف اللازمة للاستقرار في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة".
في المقابل قالت حماس والفصائل الفلسطينية إن اتخاذ قرارات فردية، كتشكيل حكومة جديدة من دون توافق وطني، يعد تعزيزا لسياسة التفرد وتعميقا للانقسام في لحظة -وصفوها بأنها- "تاريخية" يحتاج فيها الشعب الفلسطيني إلى الوحدة.
وأكدوا -في بيان- أن الأولوية الوطنية هي حاليا لمواجهة العدوان وحرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة.
وشددوا على أن هذه الخطوة تدل على عمق أزمة قيادة السلطة والفجوة الكبيرة بينها وبين الشعب الفلسطيني وتطلعاته.
ولفت بيان الفصائل الفلسطينية إلى أن من حق الشعب الفلسطيني أن يتساءل عن جدوى استبدال حكومة بأخرى، ورئيس وزراء بآخر، من البيئة السياسية والحزبية ذاتها.
ودعت الفصائل الفلسطينية كل القوى الوطنية، خصوصا في حركة فتح، إلى التوافق على إدارة هذه المرحلة المفصلية بما يخدم القضية الفلسطينية، وفق البيان.
(الوكالات)