بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 آذار 2024 12:37ص خلافات «الكابينيت» تتفجّر: تربّص بين غانتس ونتنياهو والجيش يسخر من السياسيين

بلينكن يكشف عن اقتراح ينتظر موافقة حماس.. ومعارضة روسية لميناء غزة الأميركي

طفل فلسطيني يعاني من الجوع في غزة يرفع لافتة تناشد الضمير العالمي الغائب طفل فلسطيني يعاني من الجوع في غزة يرفع لافتة تناشد الضمير العالمي الغائب
حجم الخط
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس إن "هناك اقتراحاً قوياً الآن لوقف إطلاق النار في غزة، والسؤال هو ما إذا كانت حركة حماس ستقبل به"، مؤكداً أن الولايات المتحدة منخرطة بشكل مكثف كل يوم وكل ساعة لتحقيق وقف لإطلاق النار.
وذكر الوزير الأميركي أن الممر البحري (الميناء المؤقت) ليس بديلاً عن الطرق البرية، التي لا تزال الأكثر أهمية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف أنه "عند إنشاء الممر البحري إلى غزة فإن ذلك سيمكننا من توزيع ما يصل إلى 2 مليون وجبة كل يوم"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "إنشاء الممر البحري إلى غزة سيستغرق بعض الوقت".
وأشار بلينكن إلى أنه "من المتوقع الآن عودة المساعدات الإنسانية من خلال رفح وكرم أبو سالم"، مؤكداً أن "هناك تحركات على صعيد المساعدات لكنها لا تزال غير كافية، وأنه يتعين على إسرائيل فتح أكبر عدد ممكن من نقاط الوصول".
من جهتها وصفت وزارة الخارجية الروسية الجهود الأميركية لإنشاء ميناء مؤقت في غزة بأنها "رقص على العظام" وسخرية من الناس، وأضافت أن ذلك يعد "مشاريع وهمية" تحتاج إلى السلام أولا.
وأشارت إلى امتناع الولايات المتحدة عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، قائلة إنه لا يمكن التعامل مع دعوة واشنطن لبناء بنية تحتية مدنية في حين لا تريد وقف إطلاق النار.
في إسرائيل  قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس إن الجيش سيصل قريباً إلى كل مكان في قطاع غزة، في تلميح على ما يبدو إلى عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب القطاع والتي نزح إليها معظم السكان.
وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمس بأن الكنيست الإسرائيلي أقر تعديل ميزانية البلاد للعام الجاري، وذلك بزيادة حجم الإنفاق الحكومي إلى 584.1 مليار شيكل (160 مليار دولار).
وذكرت الصحيفة أن 55 مليار شيكل (15 مليار دولار) من الزيادة ستخصص لتمويل الجيش، بينما سيذهب المتبقي لتلبية الاحتياجات المدنية.
وأضاف غالانت في مقطع فيديو نشره بعدما تفقد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة: "أولئك الذين يعتقدون أننا نؤجل سيرون قريباً أننا سنصل إلى كل مكان".
وتابع غالانت: "يجري القيام بعمل غير عادي هنا فوق وتحت الأرض، والقوات تصل إلى كل مكان، والنتيجة هو أنه لا مكان آمن للإرهابيين في غزة". 
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قال الوزير الإسرائيلي إن الممر البحري الجديد سيسمح بإيصال الإمدادات إلى "المدنيين وليس إلى (حركة) حماس". 
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أفادت أمس بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ نظيره الهولندي مارك روته، خلال اجتماع، أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى مدينة رفح الفلسطينية "ضروري لتحقيق أهداف الحرب".
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أكد لرئيس الوزراء الهولندي أن الاعتراف بدولة فلسطينية تعلن من جانب واحد ستعتبره "حماس" بمثابة إنجاز لها.
وأردفت الصحيفة أن نتنياهو أكد عزم بلاده على الاستغناء عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة بدون الإضرار بعمليات الإغاثة على حد قوله.
في المقابل حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس من مخطط إسرائيل لمهاجمة رفح.
وأضاف الرئيس المصري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أن التسويف في حل القضية الفلسطينية يعرض المنطقة والعالم بأسره لمخاطر عدم الاستقرار، مؤكداً حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإنهاء إسرائيل لأعمالها "العدائية".
وأشار السيسي إلى أنه لا يمكن معاقبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأكملها بسبب اتهامات لبعض موظفيها.
على صعيد المساعدات تستعد غزة لاستقبال سفينة المساعدات الإغاثية "أوبن آرمز" المحملة بنحو 200 طن من الأغذية، اليوم بعد إبحارها من قبرص.
وغادرت السفينة، صباح الثلاثاء، من ميناء لارنكا في قبرص باتجاه غزة، وهي تسحب بارجة تحمل نحو 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات، وسيجري تفتيشها في ميناء أسدود الاسرائيلي، على الرغم من أن عناصر أمن إسرائيلية شاركوا في فحصها قبل إبحارها.
ومن المقرر كذلك نقل 500 طن من المساعدات التي تنتظر في قبرص إلى غزة.
من جهتها قالت حكومة غزة، إنه "في ضوء الحديث عن انطلاق سفينة محملة بالمساعدات من ميناء لارنكا القبرصي متوجهة لغزة، فإننا نؤكد حتى اللحظة ضعف جهود إغاثة شعبنا وبقائها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف بشعبنا، سيما شمال غزة الذي يعاني فيه أكثر من 700 ألف مواطن حرب تجويع واضحة".
وتابعت في بيان: "بحسب ما تم الإعلان عنه فإن حمولة السفينة لا تزيد عن حمولة شاحنة أو اثنتين وستستغرق أيام ولا يُعلم حتى اللحظة أين سترسو وكيف ستصل لشاطئ غزة، فضلاً عن أنها ستخضع للتفتيش من قِبَل جيش الاحتلال، وعليه تصبح جدوى هذه الآلية محل نظر". 
وأضافت أن "الأجدر بالجميع الضغط على الاحتلال لإدخال قوافل المساعدات براً وعبر المنافذ المعروفة، مثل رفح وكرم أبو سالم، أو تفعيل معابر المنطار والشجاعية وبيت حانون".
من جهتها رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بالجهود الأميركية والدولية لتأمين إدخال المساعدات الإنسانية بكافة الطرق، ومنها عن طريق البحر، إلى قطاع غزة باعتبارها من الأولويات بجانب الوقف الفوري لإطلاق النار ومنع التهجير القسري.
وقالت في بيان أمس إنه "يساهم في وقف المجاعة التي تستخدمها إسرائيل كسلاح في حربها". 
وطالبت الوزارة في البيان بضرورة إعطاء الاهتمام اللازم لفتح جميع المعابر البرية لإدخال المساعدات، كما شددت على التنسيق مع "القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني" ومن خلال مؤسسات مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والهلال الأحمر الفلسطيني.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية أمس بأنها نفّذت بعملية إنزال جوي تاسعة للمساعدات الإنسانية في شمال غزة.
وقالت إنها أسقطت أكثر من 35 ألف وجبة، و 28 ألف زجاجة مياه فوق شمال غزة.
وتسبب موضوع توزيع المساعدات بمواجهات "حادة" بين نتنياهو وغالانت بحسب ما  ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أمس.
ونقلت القناة عن غالانت قوله إن هناك مشكلة في توزيع المساعدات، وينبغي أن يتولى فلسطيني هذه المسؤولية، حسب تعبيره.
كما نقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين أن مسألة توزيع المساعدات عقدت العلاقات مع الولايات المتحدة.
بدوره قال الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس في رسالة إلى نتنياهو إن " مجلس الحرب بأكمله متحد للعمل في رفح وعلينا جميعا أن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية".
إلى ذلك نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر سياسية قولها إن التقديرات تشير إلى أن حكومة الحرب قد لا تستمر في ظل الطريقة التي تدار بها.
وأضافت المصادر للصحيفة أن الفترة المقبلة ستشهد تحولات سياسية كبرى في ظل الأزمة بين غانتس ونتنياهو.
كما قالت الصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية تخطط لإغلاق وزارة الاستخبارات، مضيفة أن القرار قد يُتخذ الأحد المقبل.
وفي سياق المساعدات قالت مصادر للجزيرة إن وجهاء عائلات في قطاع غزة أبلغوا مسؤولين أمميين باجتماع أمس رفضهم التعاون مع إسرائيل إلا عبر الأجهزة الأمنية في القطاع.
وأكدت المصادر أن وجهاء العائلات أبدوا استعدادهم للتعاون بإدخال وتوزيع المساعدات شرط التنسيق مع أجهزة الأمن بغزة.
وأضافت أن منسق أعمال حكومة إسرائيل بالقطاع تواصل شخصيا مع وجهاء عائلات غزة، لكن تم رفض عرضه بالتعاون.
وذكرت أنه من المتوقع أن يجتمع السبت المقبل مسؤولي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومسؤول الشرطة بغزة للاتفاق على آلية دخول المساعدات.
وأشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما وصفته بالموقف الوطني المسؤول لعائلات غزة وعشائرها.
وقالت في بيان إن العائلات والعشائر أكدت دعمها للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ورفضها محاولات الاحتلال "العبث بالصف الوطني الفلسطيني".
من جهتها قالت "الأونروا" أمس إن واحداً من موظفيها على الأقل قتل في قصف إسرائيلي استهدف مستودعاً للمساعدات في مدينة رفح.
وذكرت الوكالة في بيان: "قُتل موظف واحد على الأقل من موظفي الأونروا وأصيب 22 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية مركزاً لتوزيع المواد الغذائية في الجزء الشرقي من مدينة رفح جنوب قطاع غزة".
وقالت الأمم المتحدة إن الهجوم الذي تعرض له أحد أكبر مستودعات الأونروا في رفح سيكون له أثر سلبي في قدرة موظفيها في تقديم المساعدة.
وطالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث بوقف الحرب فورا على قطاع غزة، مؤكدا أنه لا يمكن الحفاظ على عمليات الإغاثة عندما تكون فرق الأمم المتحدة وإمداداتها معرضة للتهديد باستمرار.
بدوره قال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني إن الهجوم  الإسرائيلي جاء بعد أن تلقى الجيش الإسرائيلي إحداثيات مرافق الأونروا في القطاع.
ميدانيا وفي اليوم الـ159 للحرب على غزة، وثالث أيام شهر رمضان المبارك واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، كما استهدف مركزا لتوزيع المساعدات تابعا لأونروا بمدينة رفح.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش تمكّن من إبعاد غواصين اثنين حاولا التسلل قرب الشواطئ الشمالية لقطاع غزة، بعد مخاوف من وصولهما إلى مستوطنة زيكيم. 
في الأثناء نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن ضابط في كتيبة كوماندوز قوله إن ساحة القتال في مدينة حمد بخان يونس جنوبي قطاع غزة هي الأصعب حتى الآن.
ونصبت المقاومة الفلسطينية كمائن عدة لجنود الاحتلال في مدينة حمد التي تشهد اشتباكات ضارية منذ أيام.
من جهته طالب قائد الفرقة 98 بالجيش الإسرائيلي السياسيين بالتوحد، قائلا إنهم ليسوا على قدر ما يستحقه جنود الجيش الذين يُقتلون في قطاع غزة، وفق تعبيره.
وقال -في بيان- إن الإخفاق الذي شهدته إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي يدفعهم لـ"طأطأة رؤوسهم".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن نتنياهو أُبلغ مسبقا ببيان قائد الفرقة 98 بالجيش، مضيفة أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي سيجري نقاشا معه بشأن انتقاداته للسياسيين.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش قوله إن التصريحات التي أدلى بها قائد الفرقة 98 لم يوافق عليها قادته، وسيتم استدعاؤه للتوضيح
من جهة أخرى أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أشيم شتاينر أن إعادة إعمار غزة ستستغرق سنوات إن لم يكن عقودا، قائلا إن تحقيق التعافي المبكر لقطاع غزة يحتاج مساعدة الناس في الحصول على الرعاية الصحية.
وكان مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن، بالا كريشنان راجاغوبال، قال في وقت سابق إن الحرب على غزة، أسفرت عن تدمير ما يزيد عن 70% من منازل القطاع.
(الوكالات)