بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آذار 2024 12:16ص فوضى الكيان: عجز عسكري ورأس نتنياهو أولويّة للمخارج

سجالات بالكونغرس قبل عودة بلينكن.. واستعداد حوثي لملاحقة السفن من «الهندي» إلى الرجاء الصالح

صورة التقطت عبر الجو تبيّن أعمال حفر وإنشاءات على رمال الشاطئ في غزة لبناء الرصيف الأميركي للمساعدات صورة التقطت عبر الجو تبيّن أعمال حفر وإنشاءات على رمال الشاطئ في غزة لبناء الرصيف الأميركي للمساعدات
حجم الخط
شهد الكونغرس الأميركي أمس سجالا حول مستقبل حكومة الحرب الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو المتحصن باليمين المتطرف من المتوقع أن يزيد من طين الخلافات الداخلية المحتدمة بلة العجز العسكري المتفاقم بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب الهمجية على قطاع غزة المحاصر. كما من شأنه أن يضعف من موقف إسرائيل أمام حلفائها وكبار داعميها في الولايات المتحدة والعالم الذين يحذرونها من استمرار الحرب من دون أهداف واضحة أو خطة لحماية المدنيين العالقين في مخيمات في رفح على الحدود المصرية.
وفي تصريح غير مسبوق يؤكد أن الإطاحة بحكومة نتنياهو صار هو المخرج الوحيد لإنهاء الحرب في غزة، قال زعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر،  إن نتنياهو "عقبة كبيرة أمام السلام" في المنطقة، داعيا إلى إنتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال شومر الذي يؤيد إسرائيل بقوة منذ زمن طويل وهو أكبر مسؤول أميركي يهودي منتخب، في كلمة أمام المجلس إن حكومة نتنياهو "لم تعد تناسب احتياجات إسرائيل".
وأضاف "كدولة ديمقراطية، لإسرائيل الحق في اختيار قادتها، ويجب أن نترك الأمور تحدث دون تدخل. لكن الشيء المهم هو أن يُتاح للإسرائيليين خيار. ويتعين أن يكون هناك نقاش جديد بشأن مستقبل إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول... وفي رأيي أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي إجراء انتخابات".
وشدد شومر في كلمته أمس الأول على أن رفض إسرائيل حل الدولتين "خطأ فادح"داعيا المفاوضين في الصراع الإسرائيلي بغزة على بذل كل ما هو ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات إلى القطاع.
وأتى كلام شومر فيما يستعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى زيارة جديدة إلى المنطقة الأربعاء المقبل من أجل تذليل العقبات أمام مشروع الهدنة المؤقتة. 
من جهته قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن شومر أخطر البيت الأبيض سلفا بالخطاب، لكن البيت الأبيض لم يوافق أو يرفض أو يعدل الخطاب بأي شكل من الأشكال.
وقال كيربي للصحفيين "نحن نحترم تماما حقه في الإدلاء بهذه التصريحات وأن يقرر بنفسه ما سيقوله في مجلس الشيوخ".
وردا على سؤال عن رأي واشنطن في إجراء إسرائيل انتخابات بعد الحرب، قال كيربي "هذا متروك للإسرائيليين".
وفي وقت لاحق أمس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الكونغرس فرع مستقل من الحكومة، وإن دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل تعليقات "تخصه ولم تصدر عن إدارة الرئيس جو بايدن".
وعندما سئل عما إذا كانت الإدارة لا تشعر بإحباط تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي قال ميلر: "هناك عدد من الأمور التي أردنا أن نرى إسرائيل تفعلها بشكل مختلف".
في المقابل قال متحدث باسم مكتب نتنياهو إنه "لا تعليق في الوقت الراهن" على تصريح شومر، وقال حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو إن إسرائيل ليست جمهورية موز وإن سياسة نتنياهو تحظى بدعم شعبي واسع.
وجاء في بيان ليكود "على عكس تصريحات شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر الكامل على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية إرهابية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وأضاف البيان "من المتوقع من السناتور شومر أن يحترم حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يسعى إلى تقويضها. وهذا يصح دائما، بل ويصح أكثر في زمن الحرب".
ورفض سموتريتش أمس دعوة شومر لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل قائلا: "نتوقع أن تحترم أكبر ديمقراطية في العالم الديمقراطية الإسرائيلية".
بدوره قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد إن خطاب السيناتور تشاك شومر يدل على أن نتنياهو يخسر عن قصد كبار مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة.
وانتقد شومر من جهة أخرى الفلسطينيين الذين يدعمون حماس، وقال إن الزعيم الفلسطيني محمود عباس يجب أن يتنحى أيضا.
وأضاف "لكي يكون هناك أي أمل في السلام في المستقبل، يجب على عباس أن يتنحى ويحل محله جيل جديد من القادة الفلسطينيين الذين يعملون على تحقيق السلام مع دولة يهودية". 
من جهة أخرى جدد نتنياهو، تأكيده أمس أن الجيش سيدخل مدينة رفح معبراً عن رفضه لأي ضغط دولي يستهدف إثناء إسرائيل عن هدفها.
وقال في زيارة إلى قاعدة للجيش الإسرائيلي: "هناك ضغوط دولية لمنعنا من دخول رفح وإكمال المهمة، بوصفي رئيساً لوزراء إسرائيل أرفض الضغوط".
وأضاف: "سأستمر في رفض الضغوط، سندخل رفح وسننهي مهمة القضاء على مقاتلي (حركة) حماس".
وكان مسؤولون أميركيون كبار قالوا  لنظرائهم الإسرائيليين إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تدعم عملية محدودة تشنها إسرائيل لملاحقة أهداف حركة "حماس" ذات القيمة العالية في مدينة رفح طالما تجنبت تل أبيب غزواً واسع النطاق قد يُحدث صدعاً في التحالف بين البلدين، وفق مجلة "بوليتيكو".
ونقلت المجلة عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم، في محادثات خاصة، إن كبار مسؤولي إدارة بايدن ألمحوا إلى إسرائيل بأنهم قد يدعمون خطة أقرب إلى عمليات "مكافحة الإرهاب" من الحرب الشاملة.
ولفت المسؤولون إلى أن ذلك سيقلل من عدد الضحايا بين المدنيين ويقضي على صفوف "حماس"، ويُجنب المشاهد التي أدت إلى توتر الرأي العام بشأن حرب إسرائيل على قطاع غزة وطريقة تعامل بايدن معها.
وفي إطار الخلافات الحادة المتصاعدة داخل حكومة الحرب الإسرائيلية (الكابينت) قالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر وزير الدفاع يوآف غالانت، من تعريض استقرار الحكومة للخطر بسبب عدم تقديم قانون التجنيد الجديد للتصويت في الكنيست.
ونقلت الهيئة عن نتنياهو قوله لغالانت: "إذا لم تقدم قراراً للحكومة يوم الأحد بشأن التصويت في الكنيست على قانون التجنيد، فإنك تعرض استقرارها للخطر".
لكن غالانت رد بقوله: "أطلب بضعة أيام أخرى لمحاولة التوصل إلى تفاهم مع بيني غانتس، (عضو مجلس الحرب وزعيم حزب معسكر الدولة)".
وكان غالانت قد أعلن الأسبوع الماضي أنه لن يقدم قانون التجنيد الجديد الذي يعفي الحريديم أو اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية إلى التصويت ما دام لا يوجد إجماع في الحكومة ومجلس الحرب على هذا القانون.
ويعارض غانتس مشروع القانون ويطالب بمشاركة كل فئات المجتمع الإسرائيلي في الخدمة العسكرية الإجبارية.
وقال أمس إنه أبلغ نتنياهو أنه لن يشارك بمناقشة قانون تجنيد المتدينين اليهود مضيفا أن الوقت هو وقت العمل، وليس وقت المناقشات الفارغة من المضمون.
وكان نتنياهو قد تعهد للأحزاب الدينية التي شاركت في حكومته بإقرار قانون جديد للتجنيد يعفيهم من الخدمة العسكرية مقابل موافقتهم على الدخول في حكومته ودعمها في الكنيست.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، أثار الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين (السفارديم) يتسحاق يوسف ضجة عندما قال في محاضرة دينية إن اليهود المتدينين سيغادرون إسرائيل إذا فُرضت عليهم الخدمة الإلزامية. 
وقال يوسف "كل هؤلاء العلمانيين عليهم أن يفهموا أنه من دون التوراة والمدرسة الدينية لم يكن الجيش لينجح".
وأضاف "إذا أجبرونا على الالتحاق بالجيش، سنسافر جميعاً إلى الخارج".
على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" قال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن الفرصة متاحة للتوصل إلى اتفاق متعدد المراحل بشأن وقف الحرب في قطاع غزة، إذا تخلت حكومة إسرائيل عن ما سماه تعنتها.
ونقل بيان للحركة عن هنية القول في تصريح، أمس الأول إن "موقف (الرئيس الأميركي جو) بايدن يتغير في الخطاب ويخضع للاختبار في التطبيق".
وأضاف: "الإدارة الأميركية مطلوب منها الكثير من الأفعال لوقف حرب الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي يتعرض لها شعبنا في غزة والشمال".
وتابع: "الميدان والمفاوضات خطان متوازيان.. وترتكز الحركة في مفاوضاتها على عظمة الصمود.. وتسعى بكل قوة لإنهاء الحرب العدوانية على شعبنا".
ميدانيا وفي اليوم الـ160 للحرب على غزة  ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر جديدة راح ضحيتها 69 شهيدا و110 مصابين خلال الـ24 ساعة الماضية، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
في التحركات الداعمة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر أكد المجتمعون في ختام اجتماع وزاري أميركي أوروبي بريطاني قبرصي إماراتي قطري، أنه لا بديل للطرق البرية عبر مصر والأردن وإسرائيل لإيصال المساعدات إلى غزة. 
وأوضحوا أن الممر البحري يجب أن يكون جزءا من جهود زيادة تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع.
في الضفة الغربية المحتلة أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس فرض عقوبات جديدة على موقعين استيطانيين غير قانونيين انطلقت منهما هجمات لمستوطنين ضد فلسطينيين.
وأشار موقع "أكسيوس" إلى أن هذه ستكون المرة الأولى التي يتم فيها فرض عقوبات أميركية على مواقع استيطانية بأكملها وليس على أفراد.
وبحسب مسؤول أميركي فإن العقوبات التي ستفرض على الموقعين الاستيطانيين تهدف لإيصال رسالة مفادها أن واشنطن لن تستهدف الأفراد فحسب بل أيضاً الكيانات التي تشارك في دعم الهجمات ضد المدنيين الفلسطينيين.
في جبهة أخرى قالت فصائل عراقية مسلحة، في بيان مقتضب، إنها استهدفت أمس قاعدة جويّة إسرائيلية بالطيران المسيّر.
وذكرت الفصائل، في البيان، أن القاعدة المستهدفة هي قاعدة "بلماخيم" المطلة على شاطئ البحر المتوسط، والتي تبعد عن قطاع غزة نحو 45 كيلومتراً.
واعتبر البيان أن القصف يأتي "استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال (الإسرائيلي)، ونصرة أهل في غزة، ورداً على المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل".
وفي تصعيد وتهديد جديدين للملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، قال عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في خطاب بثه التلفزيون أمس إن عمليات الحوثيين التي تستهدف السفن ستمتد لمنع السفن المرتبطة بإسرائيل حتى من المرور عبر المحيط الهندي باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح.
(الوكالات)