بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آذار 2024 12:19ص مجزرة «الدولة المارقة»: أكثر من 1000 شهيد وجريح بقصف الجياع في غزة

المقاومة تردّ في الضفة.. وواشنطن لإنقاذ مفاوضات الهدنة.. ونتنياهو لحرب طويلة

جثث ضحايا المجزرة الإسرائيلية الوحشية أثناء عمليات نقلها من الموقع المستهدف بنيران الدبابات جنوب غربي مدينة غزة جثث ضحايا المجزرة الإسرائيلية الوحشية أثناء عمليات نقلها من الموقع المستهدف بنيران الدبابات جنوب غربي مدينة غزة
حجم الخط
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس في اليوم الـ  146  من عدوانه على قطاع غزة المحاصر، مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 110 شهيد، وأصيب أكثر من 1000 آخرين، كانوا بانتظار الحصول على مساعدات غذائية قرب دوَّار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن الإصابات تركزت في الأجزاء العلوية من الجسم، مما يدل على استهداف متعمد للمدنيين الفلسطينيين.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن فريقاً ميدانياً تابعاً له وثَّق إطلاق الدبابات الإسرائيلية النيران «بشكل مباشر» تجاه «آلاف المدنيين الجياع» جنوب غربي مدينة غزة.
وأضاف: "عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات وقد سقط العشرات بعد صعودهم الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استُهدفوا وهم يحملون كيس طحين أو كرتونة معلبات «لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع».
وذكر المرصد أن مئات المصابين والشهداء وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يعمل بطاقة جزئية، مشيراً إلى عدم وجود طواقم طبية كافية مما اضطر بعض المواطنين إلى التعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية «وسط حالة كارثية ومؤلمة».
وفي وقت لاحق أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا قال فيه إن حشودا من الفلسطينيين تجمعت و"نهبت" المساعدات الإنسانية لدى إدخالها على متن شاحنات إلى شمال قطاع غزة الليلة الماضية.
وأضاف البيان أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا نتيجة الازدحام الشديد والدهس في أثناء احتشادهم حول الشاحنات المحملة بالمساعدات.
وذكر مصدر عسكري إسرائيلي أن مئات الفلسطينيين اقتربوا من القوات الإسرائيلية بطريقة "شكلت خطرا عليها"، وأن هذه القوات ردت بإطلاق النار، حسب ادعائه.
وقال بيان الجيش إن التحقيق جار في الحادثة.
في الوقت نفسه، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير جنود الاحتلال الذين ارتكبوا المجزرة بالأبطال، وقال إنهم "تصرفوا بشكل ممتاز ضد الغوغاء الغزيين الذين حاولوا إيذاءهم".
وأضاف -في منشور على منصة إكس- أن ما حدث يثبت أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل احتجاز إسرائيليين هناك "ليس مجرد جنون"، بل إنه "يعرض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر"، وهو بمثابة الأكسجين لحركة حماس، حسب تعبيره.
من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن تعليقا على المجزرة إن "حادث المساعدات الغذائية في غزة سيعقّد المفاوضات بشأن الرهائن".
وفي رده على سؤال عما إن كانت غزة ستشهد وقفا لإطلاق النار بدءا من الاثنين المقبل حسبما صرح بذلك سابقا، قال الرئيس الأميركي "ربما لا يكون يوم الاثنين".
وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق أمس إنه «يبحث في تقارير عن إطلاق إسرائيل النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات بالقرب من مدينة غزة» واصفاً ذلك بأنه «حادث خطير».
وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان «نبلغ تعازينا لفقدان أرواح الأبرياء ونقر بالوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء إطعام أسرهم».
 وأضاف أن «هذا يسلط الضوء على أهمية توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتواصلها، بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار».
إلى ذلك نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل "توضيحات بشأن حادثة قافلة المساعدات في غزة".
من جانبه قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إنه يشعر بالفزع إزاء تقارير عن مقتل وإصابة المئات في أثناء نقل المساعدات غربي مدينة غزة.
وأضاف أنّ "الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب".
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أمس مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية إلى الانعقاد العاجل واتخاذ ما يُلزم إسرائيل بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة.
كما حثت الحركة الدول العربية على الخروج من "مربع الصمت" إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جريمة إبادة، ودعت الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التظاهر بشكل واسع تنديدا بالمجزرة.
وأبلغت حماس الوسطاء أنه في حال تكرار حادث المساعدات سيتم وقف المفاوضات. 
من جهتها أدانت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته بأنه "مجزرة بشعة".
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الرئاسة قولها: "سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا"، مؤكدة أن السلطات الإسرائيلية تتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الواقعة وينبغي المحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية.
ورأت الرئاسة أن "الصمت الدولي هو الذي شجع الاحتلال على التمادي في سفك الدم الفلسطيني، والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث".
ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل طارئ فجر اليوم خلف أبواب مغلقة  بطلب من الجزائر حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة "فرانس برس".
وقالت الإذاعة الجزائرية، أمس إن الجزائر طلبت عقد اجتماع عاجل مغلق لمجلس الأمن الدولي بخصوص آخر التطورات في قطاع غزة.
وأدانت الدول العربية المجزرة الإسرائيلية الوحشية بحق الفلسطينيين الأبرياء مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني.
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن،  إن إسرائيل قتلت أكثر من 25 ألف امرأة وطفل منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مضيفاً أن تل أبيب "يمكنها ويجب عليها أن تفعل المزيد لحماية المدنيين".
وخلال جلسة استماع في الكونغرس، سُئل أوستن عن عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، فأجاب: "أكثر من 25 ألفاً".
وعندما سئل عن عدد الذخائر التي جرى إرسالها إلى تل أبيب، وأنه تجاوز 21 ألف ذخيرة موجهة بدقة، قال أوستن إنه "ليس لديه الرقم الدقيق لذلك".
وحول الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي ما يتعلق بالخطة الإسرائيلية المزعومة لحماية المدنيين، وتجاوز تل أبيب التحذيرات الأميركية بعدم اجتياح المدينة بالأسلحة والذخائر الأميركية، أجاب الوزير الأميركي أن "الولايات المتحدة توفر الذخائر والعتاد العسكري لحلفائها، وتتوقع منها أن تستخدم هذه الأسلحة بمسؤولية.".
وبشأن منع تصدير الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، بما يتوافق مع القانون الأميركي بشأن استخدام هذه الأسلحة في قتل المدنيين بقطاع غزة، قال أوستن إن "هذا قرار رئاسي (جو بايدن)".
وفي وقت لاحق قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينج  إن أوستن، استند إلى تقدير وزارة الصحة في غزة، وليس معلومات استخباراتية أميركية.
وأضافت في بيان أن وزير الدفاع الأميركي كان يشير إلى إجمالي الضحايا الفلسطينيين وليس فقط النساء والأطفال، موضحة: "لا يمكننا التحقق بشكل مستقل من أرقام القتلى في غزة".
وفيما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس على أن إسرائيل لن ترضخ لمطالب حماس "الوهمية"، بحسب تعبيره مضيفا أن الضغوط الدولية تتصاعد على إسرائيل لوقف الحرب في غزة أجرى الرئيس الأميركي محادثات هاتفية بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تناولت التطورات في غزة ومصير المفاوضات حول صفقة الرهائن إضافة إلى إدخال المساعدات إلى القطاع.
وأكد بايدن والسيسي خلال الاتصال على ضرورة تجنب توسع الصراع بالمنطقة، واتفقا على استمرار التشاور والتنسيق لضمان استعادة السلم والأمن بالإقليم.
من جهته قال الديوان الأميري القطري أن بايدن والشيخ تميم بحثا التطورات في قطاع غزة، وجهود التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
في السياق نقلت صحيفة بوليتيكو عن مسؤول أميركي أن واشنطن وتل أبيب تنتظران رد (حماس) بشأن مقترح جديد لتبادل الأسرى ووقف القتال 6 أسابيع.
وكان نتنياهو قال في مؤتمر صحفي أمس إن  هدف العملية السياسية هو منح العملية العسكرية الوقت لتحقيق الانتصار الحاسم مضيفا"    سنقضي على حماس ونعيد جميع مخطوفينا".
وأوضح نتنياهو أنه يعمل من أجل مواصلة الحرب وتحقيق أهدافها رغم تزايد الضغوط الدولية علينا مؤكدا أن إسرائيل لن ترضخ لطلبات حماس، وستواصل الحرب حتى تحقيق الانتصار الحاسم.
وبشأن المفاوضات غير المباشرة مع حماس  قال نتنياهو إنه  من المبكر القول إن كنا سنتوصل إلى صفقة قريبا، وطلبت معرفة أسماء المخطوفين المشمولين فيها مسبقا.
وحول دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك قال  "سنتيح حرية التعبد للمسلمين خلال شهر رمضان مع المحافظة على الأمن في الوقت نفسه".
في الضفة قتل مستوطنان إسرائيليان مساء أمس بعملية إطلاق نار نفذها مقاوم فلسطيني واحد (على الأقل) النار، قرب مستوطنة "عيلي" المقامة على أراضٍ فلسطينية جنوبي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني وأصابته بعد أن فتح النار على عدد من المستوطنين قرب محطة الوقود على بوابة عيلي.
(الوكالات)