بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2024 12:14ص مفاوضات شاقة لإبرام «الهدنة».. ولاءات نتنياهو تتهاوى أمام ضربات غزة

لبيد لإقصاء الحكومة ولقاءات رفيعة لـ غانتس في واشنطن.. وتغييرات في القيادت العليا للجيش الإسرائيلي

الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة في مستشفى برفح قبل أن يفارق الحياة بسبب نقص الغذاء الحاد الذي عمّ قطاع غزة الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة في مستشفى برفح قبل أن يفارق الحياة بسبب نقص الغذاء الحاد الذي عمّ قطاع غزة
حجم الخط
في اليوم الـ150 للحرب على غزة كثف طيران الاحتلال غاراته على رفح مخلفا شهداء وجرحى، بالتزامن مع تصعيد قواته حملتها باقتحام مناطق عدة في الضفة الغربية، بينها طولكرم وجنين ورام الله والبيرة وقلقيلية وتفجيرها منزل شهيد في نابلس.
سياسيا، وفيما تتهاوى لاءات بنيامين نتنياهو تحت ضربات المقاومة، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع استؤنفت  أمس في القاهرة بعد انتهاء اليوم الأول (الأحد) بمشاركة مصر والولايات المتحدة وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر رفيع المستوى لم تسمه أن مفاوضات اليوم الأول من المباحثات بالقاهرة، بمشاركة الوسطاء وحركة حماس "انتهت، ومن المنتظر استئنافها الاثنين (أمس)" من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس إن المفاوضات الجارية لم تصل إلى نقطة يمكن من خلالها أن نتحدث عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف  خلال مؤتمر صحافي في القاهرة مع نظيرته الهولندية هانكي بروبنز سلوت أن "هناك اتصالات مكثفة مع الجانبين، دون الخوض في تفاصيل ما يجري بهدف وقف إطلاق النار".
من جهتها قالت حماس امس  إنها تواصل الانخراط في المفاوضات رغم قرار إسرائيل عدم حضورها.
وقال مسؤول في حماس لرويترز امس "المحادثات في القاهرة تتواصل في اليوم الثاني بغض النظر عن ما إذا كان هناك وفد للاحتلال موجود في مصر".
وفي واشنطن وفي خطاب يشير إلى تغير واضح في نبرة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه حليفتها، استخدمت نائبته كاملا هاريس لهجة قوية غير معتادة لدعوة إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد للتخفيف من المحنة الإنسانية في قطاع غزة.
وقالت "يتضور الناس جوعا في غزة. الظروف غير آدمية وإنسانيتنا المشتركة تلزمنا بالتحرك" مضيفة "لا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار".
وحثت هاريس حركة حماس، على قبول اتفاق للإفراج عن الرهائن من شأنه تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع والسماح بتدفق مزيد من المساعدات.
وقالت: "حماس تقول إنها تريد وقف إطلاق النار. حسنا، ثمة اتفاق على الطاولة. ومثلما قلنا، حماس بحاجة إلى الموافقة على ذلك الاتفاق". 
وتابعت "فلنطبق وقف إطلاق النار. فلنعد الرهائن إلى أسرهم. ولنقدم الغوث الفوري إلى شعب غزة".
في المقابل شكّك مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات في الزعم الأميركي بأن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار وأن حماس تعطله وقال إن الموقف يهدف فيما يبدو إلى إبعاد اللوم عن إسرائيل في حالة انهيار المحادثات.
وقال المسؤول "المقاومة الفلسطينية في مقدمتها حماس، أبدت كل المرونة المطلوبة ولكن في نفس الوقت هي جاهزة للدفاع عن شعبها وأيضا للتوصل إلى صفقة يرضى عنها الشعب.
في سياق متصل بالمفاوضات أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن أهالي المحتجزين في قطاع غزة يتظاهرون في أروقة الكنيست، مطالبين بإطلاق سراحهم جميعا فورا، وسط استمرار المفاوضات لعقد صفقة تبادل.

خسائر للاحتلال

على الصعيد الميداني أسفرت الاعتداءات والغارات الإسرائيلية عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في شمال وجنوب ووسط قطاع غزة، فيما تمكنت المقاومة من تكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر خلال الـ24 ساعة الماضية.
وعرضت قناة الجزيرة مشاهد جديدة حصلت عليها لمعارك بين كتائب القسام وجيش الاحتلال على تخوم حي تل الهوى بمدينة غزة.
وقد شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات عدة على مخيم جباليا شمالي غزة.
وقال الدفاع المدني إنه انتشل أكثر من 12 شهيدا وعشرات الجرحى بعد قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأضاف أن معظم الشهداء والمصابين من كبار السن والأطفال النازحين من شمال قطاع غزة، وأن عددا من المصابين ما زالوا عالقين تحت الركام.
وفي الجنوب، نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مربعا سكنيا في خان يونس.
وفي رفح، استشهد 12 فلسطينيا -بينهم أطفال- في غارات إسرائيلية على منزلين.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة ان الاحتلال ارتكب 13 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 124 شهيدا و210 مصابين في يوم واحد.
كما أعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 30 ألفا و534  شهيدا و71 ألفا و920 مصابا منذ السايع من تشرين الأول الماضي.
من جهته اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 4 من أفراده -بينهم ضابط احتياط- خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك، يرتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 586 عسكريا منذ بدء عملية طوفان الأقصى ، وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن بينهم 253 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الاجتياح البري لقطاع غزة في 26 من الشهر ذاته.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد أعلنت أن مقاتليها فجّروا 4 دبابات إسرائيلية وجرافتين عسكريتين بقذائف الياسين 105 في حي الأمل في قطاع غزة.
وأضافت أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية متحصنة في منزل بالحي، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، كما قنصوا جنديين إسرائيليين من مسافة صفر في حي الأمل -أيضا- وأردوهما قتيلين.
كما أعلنت الكتائب  أن مقاتليها استولوا على طائرتين مسيرتين لجيش الاحتلال الإسرائيلي كانتا في مهمة استخباراتية بمنطقة المعسكر غرب خان يونس.

تغييرات واستقالات

على صعيد آخر ذكرت القناة 14 الإخبارية الإسرائيلية  أن عددا من الضباط في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يتركون وظائفهم، بمن فيهم كبير المتحدثين باسم الجيش لشؤون الإعلام الأجنبي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت مشيرة إلى أن مغادرة هذا العدد الكبير بشكل جماعي في وقت الحرب أمر غير معتاد.
ونفى الجيش تقارير إعلامية تفيد باستقالة كبير المتحدثين باسمه دانيال هاغاري، لكنه لم يعلق بشكل مباشر على تقارير عن مغادرة ضباط آخرين للوحدة.
وقال في بيان "تواصل وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أداء مهمتها بإيصال الحقائق بشفافية ودقة، مع مكافحة المعلومات المضللة، والتي من ضمنها مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها”.
وأمس أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي سلسلة تغييرات في المناصب العسكرية العليا لأول مرة منذ هجوم 7 تشرين الأول الماضي.
ووفق وقال جيش الاحتلال في بيان إنه تم تعيين قائد جديد للوحدة المتعددة المهام بدلاً من روي ليفي الذي قتل في الهجمات  وتعيين قادة جدد للواء «غولاني» و«اللواء الجنوبي» في «فرقة غزة» و«اللواء الأول».
وتضم القائمة 3 قادة كبار برتبة بريجادير جنرال، و11 قائداً جديداً برتبة كولونيل، بالإضافة إلى 26 آخرين جرى نقلهم بين الوحدات بالرتبة نفسها. 
كما طالت التعيينات عشرات المناصب في صفوف الجيش، بالإضافة لمناصب أخرى في الملحقيات العسكرية في عدد من دول العالم، وفق بيان الجيش الذي ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».
وأوضح البيان أن التعيينات تنتظر موافقة وزير الدفاع يوآف غالانت لتدخل حيز التنفيذ.
من جهة أخرى قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، أمس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لم يعد مؤهلا لإدارة الدولة"، داعيا لإجراء الانتخابات بشكل "فوري".
وأضاف في منشور على منصة "اكس؛: "رئيس وزراء لم يعد مؤهلا لإدارة دولة. ومن أجل الأمن، ومن أجل النصر (في غزة)، نحتاج إلى انتخابات الآن.
في غضون ذلك بدأ الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، أحد المنافسين السياسيين الرئيسيين لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اجتماعات مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بينهم نائب الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، خلال رحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى واشنطن أثارت جدلا في الداخل.
ووصف حليف نتنياهو المقرب، دودي أمسالم، وزير التعاون الإقليمي عضو حزب الليكود زيارة غانتس بأنها "انتهاك كامل للوائح الحكومية"، وذلك في منشور على منصة إكس، تويتر سابقًا. ومضى الوزير في اتهام غانتس بمحاولة "وقف (الجيش الإسرائيلي) من كسب الحرب، وخلق فرصة لقيادة عملية إقامة دولة فلسطينية تقضي على دولة إسرائيل!"، حسب قوله.

اقتحامات في الضفة

قالت مصادر فلسطينية  إن قوات إسرائيلية اقتحمت مدينة رام الله العاصمة الإدارية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ليل الأحد الاثنين مما أسفر عن استشهاد فتى يبلغ من العمر 16 عاما في مخيم للاجئين خلال أكبرعملية مداهمة للمدينة منذ سنوات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال العملية اندلعت "أعمال شغب رشق خلالها فلسطينيون الجنود بحجارة وقنابل حارقة فردوا عليهم بإطلاق الرصاص الحي".
وذكر شهود في رام الله أن القوات الإسرائيلية اقتحمت المدينة،  بعشرات الآليات العسكرية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بدورها بأن القوات الإسرائيلية قتلت الشاب مصطفى أبو شلبك بالرصاص خلال مداهمة مخيم الأمعري للاجئين. 
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز آليات عسكرية تغادر المخيم بينما يقف جنود مسلحون بالبنادق على مقربة من المكان.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن مواجهات اندلعت بعدما اجتاحت قوات الاحتلال المخيم و"أطلقت خلالها الرصاص الحي صوب الشبان" مما أدى إلى إصابة أبو شلبك في الرقبة والصدر.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قوات الأمن نفذت "عملية لمكافحة الإرهاب استمرت ست ساعات في المخيم واعتقلت اثنين من المشتبه بهم المطلوبين واستجوبت آخرين وصادرت مواد تحريضية نشرتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)".
وأصيب أحد أفراد شرطة الحدود الإسرائيلية بجروح طفيفة خلال تبادل إطلاق النار.

 عباس إلى أنقرة

في أنقرة، قال مصدر دبلوماسي تركي إن من المقرر أن يبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهود تركيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال محادثات هذا الأسبوع في أنقرة.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال منتدى دبلوماسي في تركيا مطلع الأسبوع إن عباس سيزور أنقرة اليوم ويجتمع مع أردوغان.
وقال المصدر الدبلوماسي إن أردوغان وعباس سيبحثان أحدث التطورات في غزة وكذلك الوضع في الضفة الغربية.
وأضاف "تقدم تركيا مساعدات إنسانية على نطاق واسع إلى غزة بالتنسيق مع مصر منذ بداية الهجمات الإسرائيلية… وفي هذا السياق سيتم أيضا مناقشة عمليات المساعدات الإنسانية خلال الاجتماعات مع الرئيس عباس".

البحر الأحمر

في تطورات جبهة البحر الأحمر أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، أمس استهداف سفينة إسرائيلية في بحر العرب، وسفن حربية أميركية في البحر الأحمر، بصواريخ ومسيّرات، وذلك بعد ساعات من إعلان هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية نشوب حريق داخل سفينة لم تحدد هويتها. 
وقال المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع في بيان إن "القوات البحرية اليمنية (التابعة للجماعة)، نفذت عملية استهداف لسفينة إسرائيلية إم إس سي سكاي في بحر العرب" مضيفا أن "العملية تمّت بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة".
وأوضح المتحدث اليمني أن استهداف السفينة الإسرائيلية "جاء بعد ساعات من تنفيذ عملية نوعية بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على عدد من السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر".
وكانت شركة أمبري للأمن البحري قالت إن حريقا شبّ على متن سفينة حاويات إسرائيلية ترفع علم ليبريا، تعرضت للاستهداف أمس خلال إبحارها في البحر الأحمر، على بعد نحو 88 ميلا بحريا قبالة شواطئ مدينة عدن اليمنية
وكشفت أمبري عن تعرض السفينة لانفجارين كان الأول منهما "على بعد". 
وأضافت أن الانفجار الثاني ألحق أضرارا بمكان الإقامة وحاوية ونشوب حريق يحاول الطاقم إخماده، مشيرة إلى أنه لا تقارير عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن.
(الوكالات)