بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الأول 2020 12:01ص آخر كلام في الـ2020

حجم الخط
مرّت سنوات عجاف على اللبنانيين وهم يُشيّعون الأيام باللعنات كلّ مساء، وتنتعش تمنياتهم مطلع كل نهار بأن يأتي هذا اليوم «بما لم تستطعه الأوائل» من استقرار ورغد عيش وراحة بال وكرامة وأمان وتفاهم ومحبة، وإرساء الانتماء غير المشروط إلى الوطن!

لقد انتظرنا أن يَشبع «أكلة الجبنة» الذين نهبوا أموال ومدخرات الشعب بأكمله وأفلسوا البلد وفجّروا بيروت، لربما يحظى الناس بفُتات يُقيم أودهم وأود عيالهم، ويُوقف هجرة فلذات أكبادهم. 

وانتظرنا «أن يهدّي الله» الزعماء والمتزعمين و«الزوعيميين» وأشباه الزعماء والطامعين بالزعامة، وكل «من ركب على ظهرنا»، وأن يتركونا نهنئ بالعيش أشهراً قليلة، أو حتى أسابيع، من دون نكد ومُساجلات وجرّ البلد إلى الصدام وحافة الانفجار والتفكك... «عالصغيرة والكبيرة».

وكذلك انتظرنا وراهنّا على تطور الأحداث الإقليمية، والوضع في سوريا، ونتائج الانتخابات في اميركا، وتطورات المواجهة المُستعرّة مع إيران. 

هكذا نحن... نأمل «فيض» الآخرين تجاهنا و«فتات رضاهم». ويُمرّ عمرنا قهراً وعُسراً ونحن ننتظر يوماً بعد يوم، وسنة تتبعها أخرى ... في إطار مقولة «لعل وعسى»، و«غداً يوم آخر».

وكالأغنام البلهاء الصاغرة الذليلة... سرنا خلف زعيم زُقاقنا، وحيّنا، ومنطقتنا، ومذهبنا... وأعدنا انتخابه وتثبيت موقعه وسلطته (هو وعائلته وسليلته وأنسباؤه) مثنى وثلاث ورباع وسُباع، كي يُحسن التسلّط علينا والإمساك برقابنا... واغتصابنا!!

مع ذلك تبقى الحقيقة حقيقة، ولو علاها الصدأ والغبار والضباب وغشيتها المغالطات... وهي أن مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا لا يجوز أبداً أن يُصيغه الزعيم، ولا يجوز أبداً أن يصنعه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يكتبه الآخرون، ولا يجوز أبداً أن يصبغه الآخرون، وأن قدرنا بيدنا إذا شئنا ذلك وإذا عقدنا العزم على ذلك، وما عدا هذا فهو وهمٌ وسراب وخداع وباطل، بل هو انتحار. 

أملنا الوحيد أن ينتفض الناس الغلابة ويُشعلون ثورة شاملة لا تُبقي ولا تذر أي أثر من بنيان الفاسدين والطُغاة.