بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيار 2024 12:01ص أسباب خلافات بايدن - نتنياهو

حجم الخط
لا غبار على ان المصالح الأميركية الاقتصادية والسياسية مع الدول الكبرى والدول الإقليمية ودول القارة العجوز الأوروبية وقسم من دول الخليج العربي إضافة إلى مصالح الرئيس بايدن الإنتخابية الرئاسية مع الناخبين الأميركيين العرب، هي التي تقف حائلاً دون السماح لنتنياهو بشنّ حرب على رفح لان البيت الأبيض يدرك ان أمد الحرب على غزة والصراع الناري بين حزب الله والعدو الصهيوني قد طال كثيراً، وإضاعة الوقت ضمن عامل الإستنزاف لا يصبّ إلّا في خانة حماس وحزب الله. والدليل على صدقية هذه النظرية هو إستمرار تواجد مقاومي حماس في القطاع وقد ظهر هذا المشهد عقب إنسحاب الجيش الصهيوني المحتل من غزة. ولا شك أن الأنفاق الفلسطينية المتطورة قد ساعدت الحركة في الصمود الأسطوري مدة 200 يوم إلى الآن، إضافة إلى الإيمان الراسخ بالأرض والعرض، وهذا ما جعل قادة العدو بقسمهم المتعاطف مع نتنياهو يلجأون إلى التركيز على مسألة إقتحام مدينة رفح لعل في ذلك تعويضاً عن هزائمهم، لكن الكذبة المؤلمة هو أن يدّعي الغاصب بأنه انتصر عبر استعماله أعتى أنواع الإبادات الجماعية الوحشية، لا في حروب الشوارع التي ظهر فيها حطام الآلات العسكرية الصهيونية. أما في الشمال الفلسطيني المحتل فيحاول نتنياهو إلحاق التدمير بأبنية القرى الجنوبية اللبنانية الحدودية بعدما تمكّن حزب الله بتهجير مئات الآلاف من المستوطنين الصهاينة وتدمير آلاف المنازل على رؤوس محتليها. وقد أمعنت إسرائيل أيضاً وكي لا ننسى في إحراق حقول المزارعين ومنتجاتهم الزراعية بمادة الفوسفور الأبيض المحرَّم دولياً. يا لها من مهزلة ويا لها من مأساة أن يعمد الغاصب الصهيوني إلى إقناع الرأي العام الدولي بانه انتصر على المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بتدمير المنازل وإحراق الأراضي الزراعية والمواسم. ويذكر انه بتاريخ 13 آذار 2024، قال نتنياهو معترفاً بالضغط الدولي الممارس على حكومته، سندخل رفح وأرفض الضغط الدولي لمنعنا من القيام بذلك. وتحذّر منظمات إغاثة من سقوط العديد من الضحايا المدنيين في حال شنَّت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق على رفح. ويذكر أن نتنياهو كان قد اعترف في الشهر الفائت أثناء اجتماع سرّي للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن هناك جهات إسرائيلية تتعاون مع الولايات المتحدة وتمنع عملية عسكرية في رفح وبذلك تمنع إنتصار إسرائيل على حماس، ويبدو ان نتنياهو قد تناسى أنه في رفح تتواجد مقاومة هائلة تحميها أيضاً أنفاق متطورة وعالية الجودة.
وهنا تَبرز وقاحة نتنياهو عندما نطقت أساليب إرهابية بالقول بتاريخ 18 آذار 2024: وهنا أكرّر كي لا ننسى وكي ينصفنا التاريخ، أن سبب الهجوم الأميركي عليًّ مردَّه إلى عدم موافقتي على إقامة دولة فلسطينية. ويترجم كلام نتنياهو النابي هذا بما ورد في صفقة القرن من مندرجات تتحدث عن تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية. ويتابع نتنياهو قائلاً أن أي رئيس وزراء إسرائيلي غيري كان ليسمح بإقامة دولة فلسطينية ويكسب ودّ الجانب الأميركي، لكنه كان سيخسر الحرب ضد حماس!! وكأن حماس خسرت!! وقد وصل الغضب الصهيوني حيال أميركا بقول نتنياهو بتاريخ 28 نيسان 2024 لقد تمكنت واشنطن من تحريك الجنائية الدولية ضدي وضد إسرائيل. أما بالنسبة إلى الجبهة اللبنانية وتهديد نتنياهو بقيام الجيش الصهيوني المحتل بعملية ضد حزب الله، أو بضربة للبنان وبشنّ حرب شاملة على وطن الأرز العربي، فإن أفضل جواب قد نعثر عليه هو تهديد الزعيم الروسي فلاديمير بوتين لنتنياهو عندما قال له منذ أسبوع «إيّاك ولبنان».