بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 حزيران 2023 12:00ص أكثرية نواب لبنان بلاء ليس له دواء؛ ارحلوا

حجم الخط
لبنان الوطن الجميل، بشعبه الطيب المبدع بمسلميه ومسيحيه، بزهّاده ونسّاكه، ورهبانه، ورجال الإيمان والخير فيه، وبقمم جباله المحاكية لغيومه الماطرة، وبوديانه الشاهدة على رحيل الغزاة والطامحين عن أرضه، وسهله المعطاء لأسباب الحياة والجمال..
هذا الوطن الذي قيل عنه يوما (هنيئا لمن له مرقد عنزة على أرض لبنان) حوّله أكثرية حكامه ونوابه البائسين الآثمين، المرضى بداء المذهبية والطائفية وعُقد الأنا والوصولية والمرض النفسي، حوّلوه الى صحراء قاحلة، لا ماء ولا كهرباء ولا سياحة ولا طرقات ولا مصارف، ولا مودعين أو ودائع، وحتى لا مستشفيات ولا جامعات ولا مدارس فاعلة؛ بعد ان هجرها نخبة نخبها واختصاصييها ومبدعيها الى بلاد الله الواسعة طلبا للرزق والأمان والاستقرار الذي فقدوه في وطنهم الجريح لبنان.
يا أكثرية نواب لبنان ونوائبه، سواء كنتم رؤساء أو وزراء أو قوى سياسية وحزبية، كلكم آثمون، فاسدون ومفسدون باسم الطائفة والمذهب والحقوق، وكلها بريئة منكم كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، يوسف النبي عليه السلام.
يا نواب لبنان، أما آن لكم أن تتفقوا على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وتتقوا الله وترحموا من هم على أرض لبنان من أبنائه الطيبين، لعل الله تعالى يخفف عنكم نار جهنم القادمون إليها لا محالة.
يا نواب لبنان وحكامه، ومنذ استشهاد الرئيس الحلم رفيق الحريري ماذا فعلتم؟ وماذا قدّمتم؟ والى أين أوصلتم لبنان وطن الجمال والإبداع؟ سواء كنتم رؤساء أو وزراء.. وماذا تفعلون بلبنان الشعب والوطن والمؤسسات؟ هل علمتم أو بلغ مسامعكم، ان الشباب والصبايا والعقول المبدعة من كل الطوائف والمذاهب هاجروا وهجروا؟ وان الجوع والحاجة والفقر والبطالة  اجتاحت أكثرية الشعب اللبناني، وأنتم لاهون بخلافاتكم وتشكيل كتلة هنا، وكتلة مضادة هناك؟ وبحصصكم ومغانمكم الخاصة بكم وبأسركم، وأنتم أنانيون مرضى بأطماعكم لزيادة ثرواتكم ونفوذكم الشخصي، والشعب اللبناني بكل فئاته ومناطقه يدفع فاتورة مرضكم وحقدكم وكراهيتكم وعجزكم وسرقاتكم وأنانياتكم.
يا نواب لبنان وحكامه، دعوا الشعب اللبناني يعيش ويتنفس عبق الحرية والوطنية والأمان، ويتحرر من أمراضكم السرطانية الخبيثه التي ليس لها دواء..
ارحلوا مع مشاريعكم وتحالفاتكم وسلاحكم ومليشياتكم وعصبياتكم وعقدكم وتفاهماتكم السرية والمعلنة ومسرحياتكم.. ارحلوا الى المجهول، والى ما وراء بحر الظلمات، ودعوا الشعب اللبناني يعيش ويعانق بعضه بعضا، فقد سئم من شعاراتكم الجوفاء وكذبكم ليلا ونهارا، ورفضكم للمرة الثانية عشر لانتخاب رئيس للجمهورية وبعدها لتشكيل حكومة، وحتى لعقد جلسة لمجلس الوزراء، باسم حقوق هذه الفئة أو تلك؛ وكل الفئات والشرائح في لبنان تفتش عن حليب الأطفال ولا تجده، وعن الدواء لكبارها وصغارها ولا تتلمّسه، وتُذلّ وتُهان على أبواب المستشفيات ان وجدت سريرا أو طبيبا، وتدفع كل يوم دما ودموعا وآلاما وجوعا وبطالة وفقرا.. وأنتم لاهون بخلافاتكم، فاسدون بأوراقكم البيضاء والصفراء والسوداء لا فرق فكلكم في الاثم سواء.
وبئس من هكذا نواب لا يفهمون ولا يقدّرون مشاعر شعبهم.
دعوا لبنان يعيش ليعانق بعضه بعضا، ودعوا الشعب العربي الشقيق من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي يحتضن لبنان وشعبه، وارحلوا غير مأسوف عليكم مع مشاريعكم وتحالفاتكم، وكتلكم النيابية، وتفاهماتكم الى ما وراء الحدود، وحتى الى ما بعد البحار والمحيطات، فللبنان شعب حر شريف يحميه، وللقدس رب يحميها، ولفلسطين أجيال غضب قادمون، قادمون من وراء شجر (الغرقد) وغاباته المنتشرة على ربى الأرض المقدسة لا محالة.
فارتاحوا وأريحوا الشعب منكم ومن آثأمكم وشعاراتكم المريضة بسرطان المذهبية والطائفية والمناطقية، وفكرة الأقلوية والأكثرية الوافدة الى ثقافتنا؛ فكلنا أبناء هذه الأرض الطيبة، وهذا الوطن المبتلى بأمراضكم وحدكم، فدول الوطن العربي تسارع الخطى الى الأمام حضاريا وعلميا وصناعيا وغذائيا وقوة ومناعة وطنية، وحده لبنان العربي الهوية والجذور بإرادة أكثرية نوابه وحكامه الآثمين يُسارع الخطى الى الوراء، فهل من يتعظ ويعمل لإخراج لبنان مما هو فيه وتحريره من كل ادرانه، ليعود سيدا عربيا مستقلا؟!

* رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام