بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 نيسان 2021 12:00ص أيها الشعب اللبناني فرصتكم الان لا تفوتوها

حجم الخط
استمعت الى كلمة فخامة رئيس الجمهورية الى اللبنانيين شعرت وكأني اسمع ما قاله الرئيس فؤاد شهاب في ستينات القرن الماضي عن اكلة الجبنة.

اكثر من ذلك، فإن الرئيس عون تكلم وكأنه اعطى الاشارة مجدداً ولو متأخرة لانطلاقة ثورة 17 تشرين الاول /2019 ثورة الشرفاء.

لقد اكد الرئيس ان التدقيق المالي الجنائي هو مطلب اللبنانيين جميعاً وليس مطلب فئة من هذا الشعب، ونقول معه لماذا اكلة الجبنة يعرقلون التدقيق بشتى الوسائل والاساليب انهم يقومون بذلك كي لا ينكشفوا وما فعلت اياديهم من فساد.

فيا ايها المنتفضون الحقيقيون وليس المزيفون الذين حاولوا اجهاض الثورة نقول ان فخامة الرئيس عبر عنكم بكل الجرأة والوضوح ما تطالبون به كل يوم فعليكم تلقّف هذا الموقف بكل الشجاعة والاصرار.

لقد اكد فخامة الرئيس الذي اصبحت السلطة التنفيذية في مجلس الوزراء اللبناني بعد اتفاق الطائف وتعديل الدستور اي سلطة الرئيس ما قبل اتفاق الطائف هي غيرها بعده حيث قال بانه لا بد من «كشف اسباب الانهيار وتحديد المسؤوليات تمهيداً للمحاسبة واسترداد الحقوق».

 وبأن «الشعب اللبناني ينتظر معرفة مصير امواله ويخشى من سرقة الوقت بعد ما سرق منه جنى العمر».

كلمة وضع فيها الرئيس كل المسؤولين تحت المجهر دون استثناء مهما كبرت مراكزهم ام صغرت ولم يستثني احداً منهم، واضاف لهم ايضاً المصرف المركزي والمصارف الخاصة ووزارة المال.

فيا ايها الثوار ويا ايها المودعون لقد اكد الرئيس ما كان يؤشر عليه دائماً ولكن لم يتلقّف احداً منكم للاشارات المتعددة منذ بداية الولاية في طلب المساءلة والمحاسبة حيث يقف معكم ويتقدم صفوفكم ايضاً لاسترداد الاموال المنهوبة والمحولة منذ الانتفاضة، داعياً هذه المرة الدول التي تدعي التضامن مع الشعب اللبناني بالمساعدة على كشف عمليات التحويل.

ونحن نطالب مع الكشف استردادها والقوانين اللبنانية الحالية كافية من اجل ذلك ولسنا بحاجة للتلهي بمشاريع قوانين جديدة.

هذه الصرخة التي اطلقها الرئيس مناسبة لكم جميعاً ومن الواجب التجاوب معها موحدين وبكل قوة خاصة ان الرئيس لديه صلاحية الصرخة والصلاحيات التنفيذية لدى مجلس الوزراء مجتمعاً، ونشدد بأن التجاوب والتحالف مع الرئيس فقط وليس مع اي حزب او تيار، وذلك للوصول معه الى اقصى درجات الضغط لتحقيق المطلوب وقبل الانهيار الكبير.

اننا ندرك تماماً ان الموقف الذي ندعو اليها قد يزعج البعض المتحزب والمنتصر لطائفته ومذهبه وحزبه، لكن الموقف الوطني يتطلب الترفّع عن المواقف المسبقة والمشبوهة من اجل انقاذ الوطن.

ايها الثوار، وايها المودعون اعتقد ان الوقت قد حان لاعلان العصيان المدني الشامل باعتبار ان الشعب هو مصدر السلطات، وهذا يتطلب وضع البرامج التنفيذية من اجل ذلك بحيث تكون شاملة لكل القطاعات وحتى رضوخ الطغمة السياسية للمطالب الشعبية.

وهنا نقول اننا نحن بدون اي تحفظ مع موقف «غاندي»: «العصيان المدني اصبح واجباً مقدساً عندما ينعدم احترام القانون، ويعمّ الفساد في الدولة، والمواطن الذي يتعامل مع هذه الدولة يصبح مشاركاً في الفساد وتغييب القانون».

 * الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب