هل أن استنكاف هذه النسبة المرتفعة من البيارتة عن الاقتراع في الانتخابات النيابيّة هو عادة بيروتية متأصّلة، ولماذا؟
وهل هو دليل ومؤشّر تململ وقرف من جميع القوى السياسية على اختلافها؟ وهل يعود الى الاقتناع العميق المتأصّل بعدم جدوى المشاركة لاستحالة التغيير؟ وهل سبب ذلك أنّ نسبة كبيرة منهم تقطن خارج نطاق بيروت، أو موجودة في بلاد الاغتراب، وبالتالي لا يعنيهم المُشاركة في الانتخاب؟
مهما كان السبب أناشدكم أن تساهموا في إحداث التغيير (مهما كان حجمه) بحيث يكون يوم 15 أيار هو يومكم... ومصيركم تُمسكونه بيدكم عبر أصواتكم.
تعالوا ننتقم من قوانين الانتخابات التي فُصّلت على مقاس بعض السياسيين في انـتخابات 1992 و1996 و2000 و2009، و2018، والتي لم تراعِ العدالة أو التمثيل الصحيح، والتي استثنت الكوتا النسائيّة، واقتراع العسكريين، وإغفال خفض سنّ الاقتراع للشباب إلى 18 سنة.
أيها البيارتة اثأروا لأنفسكم وأولادكم وأحفادكم ... اقترعوا بوعي وضمير وإدراك.
أحسنوا الاختيار في 15 أيار، واجعلوه يوماً تُثبتون فيه أنكم لستم في حالة كوما مُستعصية، بل أنتم أحياء واعون، وذلك عبر الاقتراع الصحيح.
يا بيارتة ... لا تنُقّوا ... عرِفوا نَقّوا!
ولا تنتقلوا من النقّ على الأمور قبل الانتخابات، إلى الدّق على الصدور واللطم على النُحور بعد نتائج الانتخابات!
يا بيروتي حاجي تنُقّ وتشَارع ... اقترع وانزل عا لشارع، واسترد قرارك كي تسترجع كرامتك وبيروتك!
اقترع ولو من باب الانتقام أو النكاية بمَنْ أوصلنا إلى هذا الدرك الأسفل!
بيروت تغيّرت هويتها، وتغيّرت ديموغرافيتها ... فهل ستقف أيها البيروتي جانباً، لا مبالياُ، تُشاهد نهايتها!
ويا بيروتي إذا مش قادر تزبِّط الأوضاع ... خربِط خُطط الفاسدين!
أيها البيارتة دعونا نصنع معاً نتائج هذه الانتخابات ولا نخرج بنتائج الخيبات!