بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تموز 2023 12:00ص إعادة تأهيل خلية شهاب برأس بيروت مثال ناجح للعمل الجماعي

حجم الخط
سررت كثيرا بالمشاركة بحفل إعادة إفتتاح خلية الحاج خليل شهاب في راس بيروت، بعد الانتهاء من ترميمها وتجهيزها، لتكون حاضرة في خدمة ابناء المنطقة، في مناسباتهم الاجتماعية، بأفراحهم واتراحهم وبحلة جديدة،تتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة. 
كانت المناسبة مؤثرة عاطفيا لي،لما ترمز اليه الخلية الملحقة بمسجد خليل شهاب،والمدرسة التي تحمل الاسم نفسه والتابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، وهي المدرسة التي اكملت دراستي الابتدائية فيها،كما العديد من ابناء المنطقة.
تأخذك افكارك سريعا الى ايام الدراسة، بمتاعبها، بشغب وشقاوة البعض وذكرياتها الجميلة، والمزايا التربوية والاخلاقية الرفيعة التي غرزتها في نفسي واعتز فيها بحياتي.
 لم يكن بالإمكان انجاز اعادة ترميم الخلية، لولا الاصرار من قبل لجنة المسجد،على ايلاء هذه العملية الاهتمام اللازم والجهد الاستثنائي والعمل الدؤوب، وبدعم من رئيس الجمعية فيصل سنو، وتضافر جهود الخيِّرين واصحاب الايادي البيضاء من ابناء المنطقة، الذين قدموا ما تيسر لهم من مساعدات مادية، لتعود الخلية، مكانا جامعا،ليس للمناسبات الدينية والاجتماعية فقط، وانما للنشاطات الثقافية والتوعوية، ولتأخذ دورها الطبيعي في تحصين أبناء الجيل الطالع من المؤثرات والمخاطر الناجمة عن فورة عالم التكنولوجيا والاعلام المتفلِّت،والحد من اضراره قدر الامكان. 
 تأملت وانا اجول بناظري على الحضور المشاركين بحفل الافتتاح،من رؤساء جمعيات وفاعليات وشخصيات المنطقة، واردد في نفسي، لو تكون مناسبة اعادة ترميم وتجهيز هذه الخلية، بتكاتف الخيِّرين، وحرصهم على اعادتها إلى مكانتها ودورها الديني والاجتماعي في رأس بيروت، مثالاً، لنواب العاصمة ووزيريها بالحكومة، ومحافظ العاصمة وبلديتها ورؤساء الجمعيات،القدامى والمستحدثين منهم على وجه الخصوص وفاعلياتها، ليأخذوا عبرة من هذه الخطوة المتواضعة بحجمها،والكبيرة برمزيتها وابعادها، ليبادروا بوضع سُلَّم اولويات، للاهتمام ومعالجة المشاكل التي تعاني منها بيروت في هذه الظروف الصعبة، للتحرك على اساسه،والبدء بما يمكن حله منها. وهي ليست بالمشاكل المستعصية، وغير قابلة للحل، او التخفيف منها قدر الامكان على الاقل، انطلاقا من الاهتمام بترميم الطرق والارصفة، والحد من الفوضى واجتياح شوارع العاصمة وارصفتها بالدراجات النارية غير الشرعية بمعظمها، ومكافحة ظاهرة التسول النافرة، ووضع حد لاستباحة الارصفة والشوارع والساحات العامة من الباعة والمتنفذين،انارة بعض الشوارع الرئيسة والمهمة منها، بمبادرات جماعية او فردية، الضغط على المسؤولين، لتوفير التغذية بالتيار الكهربائي والمياه،أسوة بمناطق اخرى محظوظة ومن لون سياسي وطائفي معين. 
لم يعد السكوت ممكنا عما تعانيه عاصمة لبنان من مشاكل واهمال متعمد، ولا تكفي مواقف رفع العتب من اعفاء القيِّمين والموظفين والسياسيين، من مسؤولياتهم بما تعانيه العاصمة، بحجة عجز الدولة واداراتها عن القيام بمهامهم لحل المشاكل المستفحلة. 
فهل يبادر هؤلاء الذين يمثلون بيروت بالحكومة او بالمجلس النيابي، بالبلدية او الجمعيات السياسية وغيرها من الفاعليات، او بعضهم للتلاقي والاتفاق على تحرك ما، والقيام بأي عمل محدود، لحل مشكلة ما،او تحقيق انجاز معين ، على نسق اعادة ترميم خلية شهاب في زمن اهمال العاصمة، ام يكتفون بمناسبات البهرجة وحب الظهور الاعلامي والاجتماعي وعدم اللامبالاة، كما حالهم اليوم،وكأنهم غرباء عن مدينتهم،ولا تعنيهم معاناتها ؟