بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2018 12:46ص التفاهم على الحصص المرحلة الأكثر صعوبة نسبة لأحجام الكتل والأسماء باتت معروفة

مشاورات تأليف الحكومة تدخل عطلة عيد الفطر واستبعاد ولادة وشيكة لها بعدها

حجم الخط
مع مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري لبنان مساء امس الى موسكو ومنها الى المملكة العربية السعودية لتمضية عيد الفطر السعيد هناك، يكون البلد دخل  فعليا في العطلة، مما يعني ان الحركة السياسية ستكون شبه مشلولة داخليا، بما في ذلك المشاورات والاتصالات بشأن تشكيل الحكومة العتيدة، بعد ان كان الرئيس الحريري اودع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصورا لتوزيع الحصص الحكومية وذلك عشية سفر الاول الى روسيا.
وفي هذا الإطار، استبعدت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان تكون ولادة الحكومة وشيكة، اي بعيد عطلة العيد مباشرة كما كانت توقعت مصادر عدة، خصوصا ان الامور لا زالت بحاجة الى الكثير من البحث والنقاش في ضوء استمرار العقدتين المسيحية والدرزية على حالهما، ولفتت الى انهما بحاجة حسب المصادر الى مزيد من المشاورات الداخلية من اجل فكفكتهما، لا سيما ان موقف حزب «القوات اللبنانية» اصبح معروفا على صعيد تمثيله داخل الحكومة، كذلك موقف «التيار الوطني الحر»، كما ان العقدة الدرزية لا زالت على حالها بالنسبة الى رفض اللقاء الديموقراطي ان يحسب الوزير طلال ارسلان على الحصة الدرزية، بانتظار استئناف المشاورات والاتصالات مع النائب السابق وليد جنبلاط العائد من المملكة العربية السعودية. 
من هنا تشدد المصادر على ضرورة اعادة النظر من قبل الاطراف للمطالب والشروط الكبيرة التي كانت اعلنتها عقب المشاورات التي اجراها الرئيس المكلف، وهي تؤكد على اهمية تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد وذلك من اجل مصلحة الجميع، وتشير الى ان الوزير غطاس خوري المكلف من قبل الرئيس الحريري بإجراء الاتصالات من اجل تذليل العراقيل امام الحكومة يعمل على قدم وساق على الموضوع، لذلك ترى المصادر وجوب تقديم التنازلات من قبل جميع الاطراف، مستبعدة ان تتبلور الصورة النهائية للتصور الذي اودعه الحريري في عهدة رئيس الجمهورية النهائية قبل الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، لا سيما ان فكفكة العقد الموجودة امر غير سهل وهي مرتبطة مباشرة بموعد ولادة الحكومة، والتي تعتبرها المصادر بأنها هي الاساس في عملية التأليف وهذا امر طبيعي، وتشير المصادر الى انه  في حال تم التوافق والتفاهم على حصص القوى السياسية التي يجب ان تتمثل في الحكومة بالنسبة الى العدد والحقائب، يكون الرئيس المكلف تخطى المرحلة الاكثر صعوبة ونكون عندها امام ولادة وشيكة للحكومة، وترى المصادر ان لا مشكلة بعد ذلك بالنسبة الى الاسماء التي ربما اصبحت واضحة بشكل اولي لدى كل فريق سياسي، ولكن هذا الامر لا يعني ان كل الاسماء المتداولة هي صحيحة. وتشير المصادر الى ان الرئيس المكلف يعكف على دراسة الاسماء التي ستمثل «تيار المستقبل» في الحكومة، خصوصا ان موقفه واضح من حيث فصل النيابة عن الوزارة وقد تتم تزكية بعض الاسماء التي لم تخض المعركة الانتخابية بطلب من الرئيس الحريري او بمبادرة شخصية منها.
وتعود لتؤكد المصادر الى ان صورة الحكومة المقبلة لن تختلف كثيرا بالشكل ولا في المضمون من حيث البيان الوزاري عما هي عليه في حكومة «استعادة الثقة» والذي لاقى توافقا من جميع الاطراف السياسية دون اي استثناء ونالت الحكومة ثقة كبيرة من المجلس النيابي على اساسه، ولكنها تشدد على ضرورة التفاهم على الاسراع في التشكيل خصوصا ان الاوضاع الاقليمية والمحلية السياسية والاقتصادية تحتاج الى سرعة في التأليف.
وعن تصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني الأخيرة، والتي شكلت مفاجأة  وأحدثت تأثيراً على تأليف الحكومة، تشير المصادر الى ان ما قاله سليماني دليل على محاولة ايران تغطية فشلها بالعراق وفي سوريا، مستبعدة ان يكون لهذه التصاريح اي تأثيرات سلبية على ملف التأليف، خصوصا ان الرئيس الحريري رد على الموضوع بشكل واضح من القصر الجمهوري خلال تصريحه بعيد لقائه الرئيس عون الاخير، مشيرة الى ان ما قاله غير مقبول لبنانيا ولا عربيا ولا دوليا، لان الجميع بما فيهم «حزب الله» يعتبر ان الاولوية اليوم هو تشكيل الحكومة من اجل انقاذ البلد سياسيا واقتصاديا، لأننا جميعا في النهاية بمركب واحد علينا المحافظة على سلامته.