بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آذار 2023 12:00ص الثنائي: ماذا تريدون مقابل فرنجية؟

حجم الخط
فرض الثنائي الوطني إيقاعا رئاسيا مختلفا بعدما تبنّى رسميا ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية... ثمة أسئلة كثيرة حول التوقيت والتكتيك الذي اعتمده الثنائي في الإعلان عن ترشيح فرنجية قبل أن يعلن هو ذلك بنفسه... إلا ان الحقيقة الثابتة هنا كما يرويها قيادي بارز في الثنائي تقول بأن ترشيح زعيم المردة بهذه الطريقة جاء لوضع إطار رسمي للمبادرات الرئاسية «الاقليمية - الدولية - العربية» ولحركة سفراء بعض الدول، وفي التفاصيل أيضا، فان اتخاذ الثنائي قرارا بحجم الإعلان عن تسمية فرنجية فرض على التحالف الخماسي ومن يؤيده في لبنان الإعلان عن المقابل الذي يبحثون عنه للمضي قُدما في انتخابه رئيسا للجمهورية.
على أرض الواقع، لم تكن المبادرة التي طرحتها باريس مؤخرا إلّا مجرد حركة جس نبض إذا صح التعبير... صحيح انها لم تفشل ولم تنجح، ولكنها وضعت إطارا عاما للتسوية المقبولة من محور المقاومة، أي رئيس للجمهورية محسوب عليه ومحسوم أيضا وهو سليمان فرنجية، ورئيس للحكومة تابع للمحور الآخر في لبنان والإقليم.
المفارقة هنا، انه قبل إعلان الثنائي موقفهما المعروف من تبنّي ترشيح فرنجية للرئاسة الأولى، كانت هناك ازدواجية في المواقف الدولية والعربية... مثلا، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا تنصلت من مواقفها حول عدم ممانعة بلادها السير بفرنجية ووضعت كلامها في إطار اللياقات الدبلوماسية... طبعا وفقا للثنائي فهذا الكلام «لا طائل منه» طالما ان مرحلة التفاوض الجديّ لم تبدأ بعد، وبالتالي فان كل ما يقال عبر بعض المنابر وفي الصالونات السياسية ومن أي جهة أتى من رفض قوى التحالف الخماسي لفرنجية هو مجرد كلام «لا طائل منه ولا يعول عليه»... نقطة على أول السطر. وفقا للقيادي... فان الكلام الجدّي سيكون عبر مبادرة «إقليمية - دولية - عربية» جديدة تتولاها فرنسا ويجري البحث فيها بمطالب محددة لإبرام تسوية توازن بين الإتيان بفرنجية كمطلب نهائي للمحور الذي يمثله الثنائي الوطني مقابل تسوية سياسية حكومية واقتصادية شاملة ترضي الجميع... طبعا، لا يسقط أي طرف من الحسبان ان اتفاق الطائف بثقله السياسي بالنسبة للسعودية يشكّل أحد أركان التسوية التي يجري البحث في تفاصيلها...
وفي الانتظار، يبدو ان الملف الرئاسي بات يسير الى الخلف ودخل في دوامة تعقيدات جديدة، ووفقا للقيادي، فان الأمور على مختلف الصعد مرشحة الى مزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة.