بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 كانون الأول 2022 09:57ص الحوار الضروري للتوافق على الرئيس والحكومة دونه عقبات خارجية

حجم الخط
كان لافتاً للإنتباه امس، كلام وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب العائد من واشنطن "أنّ الأميركيين أبدوا تخوفاً كبيراً من الفراغ الرئاسي في لبنان، وأشاروا إلى أنّ عدم انتخاب رئيس جديد سيؤثر سلباً على مصلحة لبنان والأمن الإقليميّ". وكذلك قوله: الأميركيون ليس لديهم أي فيتو على اسم أي شخص، كما أنهم لا يدعمون أي أحد أيضاً، والمهم بالنسبة لهم هو انتخاب رئيس".

هذا الكلام "الاميركي التحذيري" من ان عدم انتخاب رئيس يؤثر على مصلحة لبنان والامن الاقليمي، يحمل في طيّاته إقراراً ضمنياً بأن الوضع اللبناني بكل تفاصيله السياسية والامنية مرتبط بالوضع الاقليمي المتوتر، وان الخوف الاميركي يكمن في انتقال التوتر الى لبنان وبخاصة الى الحدود الجنوبية، نتيجة الفوضى التي يمكن ان تعمّ لبنان بسبب غياب مؤسسات الدولة عن ضبط الامور وغياب الانتظام العام.
  لكنه يحمل ايضاً إعترافاً بعدم وضع لبنان على لائحة الاولويات الاميركية. وإلّا ماذا يفسّر مراقبة الادارة الاميركية للوضع اللبناني من بعيد، وتركه يغرق في مزيد من الازمات المعيشية والانمائية والخدماتية والاقتصادية والمالية، ومنعها وصول الكهرباء مثلاً من الاردن والغاز من مصر بحجة العقوبات وفق "قانون قيصر"، وهي القادرة بقرار واحد وبسيط على  شموله والدول الراغبة بمساعدته بالاستثناءات من العقوبات، فلا يضطر لبنان الى "تسوّل" الفيول من هذا البلد وذاك من دون ان تكون لديه القدرة الكافثة على إيفاء اثمانه بسهولة؟
تركت الدول التي تقول انها معنية بمساعدة لبنان امر رئاسة الجمهورية الى اللبنانيين انفسهم، وهي تدرك انه ليس بمقدورهم او لايريدون اولا يستطيعون الاتفاق على انتخاب رئيس، نتيجة الانقسامات والخلافات على كل الامور الكبيرة والصغيرة. وتدرك ايضاً ان الحوار المطلوب والضروري للتوافق على الرئيس وعلى تشكيل الحكومة دونه عقبات خارجية اقليمية ودولية اكثرمما هي داخلية. والحوار الثنائي الذي تقوم به بعض القوى السياسية كالحزب التقدمي الاشتراكي لن يصل الى نتيجة طالما ان الخلاف والانقسام قائمين. وهوممكن فقط بقرار كبيردولي واقليمي لم تتوافر ظروف إنضاجه بعد بحسب تقدير اغلب القوى السياسية الداخلية. والدليل ان لقاءات رئيس الحزب الاشتراكي برئيس التيار الوطني الحر، وقبله مع المرشح الرئاسي ميشال معوض وسواهم، والتنسيق الدائم مع القوات اللبنانية، والعلاقة الوطيدة التنسيقية بين جنبلاط ورئيس المجلس نبيه بري، كلها لم تصل الى نتيجة. 
لكن هذه الحوارات الداخلية قد تخفف من حدة التوتر الداخلي، بإنتظار تبلور التسوية الكبرى الاقليمية والدولة، وقد تصل الى خواتيمها السعيدة فوراً اذا سمحت الظروف الخارجية بتوسعها وشولها كل الاطراف الى طاولة واحدة او تحت قبة البرلمان كما دعا الرئيس برّي.