بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آذار 2023 01:11ص المقاصد الأبيّة ستبقى القوة الدافعة للأمّة (1/10)

حجم الخط
منذ قرابة قرن ونصف القرن أي 150 سنة وتحديدا منتصف عام 1878م بزغ شمس كتاب الفجر الصادق وهو البيان التأسيسي الأول لجمعيّة برئاسة الشيخ الجليل عبد القادر القبّاني و25 رجالاً من كبار البيارتة هم: أحمد دريان، بديع اليافي، بشير البربير، حسن بيهم، حسن الطرابلسي، حسن محرم، خضر الحص، راغب عز الدين، سعيد الجندي، سعيد طرابيه، طه النصولي، عبد الله غزاوي، عبد القادر سنو، عبد اللطيف حمادة، عبد الرحمن النعماني، محمد ديّة، محمد الفاخوري، محمد اللبابيدي، محمد أبو سليم المغربل، محمد خرما، محمد رمضان، مصباح محرم، مصطفى شبارو، هاشم الجمّال.
أطلقوا على هذه الجمعيّة إسم: جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة، جمعيّة لا تبغى الربح، جمعيّة خيريّة تعمل وفق المبادئ الإسلاميّة وعلى الشريعة السمحاء وإتباعاً لهدي النبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم وعملاً بسنّته الشريفة، ذات رؤية واضحة، وهدف سامي، وهو نشر التربية الإسلاميّة والتعليم الأساسي وكافة الخدمات التربوية لأبناء المسلمين لتمكّنهم من فهم رسالة الإسلام والتمسّك بقيمه العليّة فيسيرون على هدي القرآن والإلتزام بما فيه من الأخلاق الحميدة وتركهم ما نهى عنه من مساوئ الأخلاق والرذيلة وتنشئتهم على الخصال العربية وتربيتهم على التمسّك بالهوية العربية والإعتزاز بدينهم وعروبتهم وتطوير روح العمل الجماعي لديهم والتحلّي بالمسؤوليّة الوطنية والإجتماعيّة، وتمتّعهم بالثقة بالنفس لبناء مجتمع متكامل متكافل، يحب بعضه البعض.
عرف المؤسسون الأتقياء والأنقياء دور المرأة في المجتمع فصبّوا أول إهتمامهم بالفتاة المسلمة لمعرفتهم أن أحسن وسيلة لنشر العلم والوعي والتقدّم والرقيّ بالمجتمع المسلم هو تعليمهنّ، إذ هنّ المربيات الأُول وبهنّ ينهض المجتمع أو ينهار، لذلك أنشأوا لها مدرسة وكانت تلك باكورة أعمال الجمعيّة، وقد بلغ عدد طالبات المدرسة 230 طالبة موزعين على 6 مدرّسات يدرّسن أصول الكتابة والقراءة والحساب والدين الحنيف.
ونظراً لإقبال العائلات البيروتية الشديد على المدرسة تم تأسيس مدرسة ثانية للبنات تبعها أول مدرسة للصبيان وذلك بعد سنة من مدرسة البنات.
كان يترأس الجمعيّة من هو أهل لذلك، بل من الرجال الرجال من البيارتة كالشيخ المؤسس والمفتي بيروت العظيم الشيخ محمد نجا، وعمر الداعوق وصائب سلام وكلّهم حافظوا على هويّتها وهدفها ولم يضيّعوا البوصلة والغاية التي أنشأت جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة لأجلها.
أين نحن اليوم من كل ذلك، ممّا يوجب علينا إحياء القيم الأصيلة هذه التي تأسست عليها جمعيّة المقاصد المرتكزة على المبادئ الإسلاميّة وعلى التمسّك بالهويّة العربية المتجسّدة بتنشئة الأجيال على هدي القرآن والأخلاق الحميدة وتمكينهم من علوم ومعارف العصر، وجعلهم القدوة في سبيل تحقيق المجتمع المعرفي التعاضدي العمراني الذي يرضي رب العالمين.
تعاضدوا ولا تنابذوا والتفوا حول جمعيّتكم قبل فوات الأوان ولات ساعة مندم.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب