بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2023 12:56ص المقاصد الأبيّة ستبقى القوة الدافعة للأمة (5/١٠)

حجم الخط
هل تحقق البيان التأسيسي لجمعية المقاصد؟؟؟..
إذا ما تابعنا سير عمل المؤسسة منذ انطلاقتها حتى تاريخه، يتبيّن لنا ان قيادة المؤسسة حققت كثيراً من الانجازات حتى بداية الحرب المشؤومة في لبنان وما بعدها إلّا في السنوات الأخيرة، نعم لقد حققت ما جاء في البيان الأول الصادر عن المؤسسين الذي «أكد على المحبة لخير الناس عموماً» حيث قاموا بافتتاح مدارس للذكور والإناث وطوّروا مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية وبقية المرافق وأطلقوا الجامعة شعوراً منهم بالواجب تجاه أبناء الوطن بعامة والمسلمين بخاصة، معتمدين على أوقافها، وما يتبرع به المحسنون، وكذلك على المساعدات المالية الأهلية من داخل لبنان وخارجه والأصدقاء ومن الصناديق العربية والإسلامية والمؤسسات الخيرية من خارج لبنان.
غير ان ما حصل لاحقاً من أضرار بالمؤسسة نتيجة الحرب الأهلية سواء على صعيد أبنيتها، وتفاقم حجم الدين العام، وغياب خطة مالية لاحقاً لدعم صندوقها، مما أدّى الى العد التنازلي، بحيث وصلنا الى ما هي عليه اليوم.
هذا مع الإشارة أيضاً الى ان الهيئات والجمعيات الدينية الإسلامية التي تَعزّزَ وجودها أثناء الحرب فأنشأت مدارس وجامعات لأبناء المنتسبين إليها، وأقامت نشاطات خاصة لكل منها، مما كان له التأثير المباشر السلبي على أعداد التلاميذ والطلاب لدى المؤسسة، حيث كانوا يشكّلون الخزان البشري لمدارسها وجامعتها.
وفي هذه الحلقات التي نضيء بها على هذه المؤسسة العريقة نشير أيضاً بأن المقاصد كانت تُصْدِر الكتب الدينية، وكتب اللغة العربية التي اعتمدتها الى جانبها مدارس كثيرة في لبنان.
كما ولا بد من التذكير أيضاً بأن مدارسها كانت تُعرف بأسماء مديريها من الرجال والنساء لشهرتهم التربوية (المشنوق، النقاش، المحمصاني، دوغان، شامل، العطار، الجميل، الغزال...) نتساءل أين أمثال هؤلاء اليوم، مع الاحترام الكلي للمدراء اللاحقين؟!
ونسأل أين التشاور مع دار الفتوى الذي كان يحصل بشكل دائم؟ أين حضور سماحة مفتي الجمهورية في كل احتفال من احتفالات المقاصد بالأعياد والمناسبات الدينية التي كانت دائماً بشعبية حاشدة؟
ونذكر أن الصلاة كانت إلزامية في المدارس، حيث بجانب كل مدرسة جامع، ويشارك الطلاب في المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية، وَهَمْ المقاصد تخريج وطنيين ومؤمنين وربّات بيوت الى جانب العلوم والبرامج التعليمية، والتأكيد دائماً على المواطنة، وكانت المقاصد أُم الجمعيات الشقيقة (دار العجزة، دار الايتام، الكشاف المسلم...).
أين نحن اليوم من كل ذلك؟؟؟...
والجدير ذكره نشير الى التقصير الواضح لجهة استثمار مباني المقاصد، فنرى البناء الذي كانت تشغله ثانوية البنات في الباشورة وثانوية عبد القادر قباني في المصيطبة والبناء الذي كانت تشغله إذاعة صوت الوطن وسواهم شاغر، علماً ان داخل مبنى صوت الوطن أرشيفاً مهماً جداً يقتضي المحافظة عليه من الرطوبة والعفونة. فهل يجوز أن تبقى الحال على ما هي عليه اليوم؟؟؟
إن ما أوردناه يتطلب إعلان حالة طوارئ تبدأ بوضع دراسة شاملة عن كل المرافق واقع ومرتجى، وبعده التنفيذ الفوري، ونعتقد أن أبناء المقاصد هُمْ على استعداد لتقديم ذلك تبرّعاً وبينهم الخبراء الناجحون وما على القيادة المقاصدية إلّا تمتين العلاقة معهم وهذا رهن توفر الثقة بقيادة المؤسسة.
هل نصل إلى اليوم المنتظر؟!..
نعم سنصل مهما كانت المعوّقات، وتستعيد المقاصد موقعها ودورها الخيري والتعليمي والتربوي والوطني.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب