بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 أيار 2023 12:30ص المقاصد الأبيّة ستبقى القوة الدافعة للأمة (8/١٠)

حجم الخط
نقول لمن لا يعرف ونؤكد لمن يعرف بأن للمقاصد هوية إسلامية دينية ومجتمعية، ورسالة تحملها منذ تأسيسها في العام 1878 لا يمكن محوها، ووجهتها غير ربحية لتقديم خدماتها الاجتماعية والإنمائية لبيئتها، فهي بسبب ذلك ليست شركة تدار لتحقق أرباحاً من حساب الفقراء ومتوسطي الحال، ولا يجوز أن لا تكترث إدارتها بمبدأ التآذر الاجتماعي، وهذا ما نراه ينطبق على ما يحصل في الواقع الصحي والمدرسي والجامعي وسوى ذلك.
نتساءل هل زيادة الأقساط 300 بالمائة بالليرة اللبنانية و560 بالمائة على الدولار نحافظ على هوية ورسالة المقاصد؟؟؟ هل زيادة قسط الصف التاسع البريفيه من 23 مليون و500 دولار الى 65 مليون و3200 دولار يحقق رعاية أبناء الفقراء ومتوسطي الحال؟؟؟
هل فتح ملف للطالب الجديد بـــ 2000$ هو لإدخال الفقراء ومتوسطي الحال أو هو لإبعادهم عن المقاصد ورسالتها؟؟؟
 لا تقولوا لنا ان سبب ذلك لزيادة رواتب المعلمين، ولا تقولوا لنا لصيانة المدرسة، ووضع الغازون بالملاعب، وتحسين المباني، هذه كلها ضروريات تقتضي أن تؤمّن مائة بالمائة، لكن كلفتها لا يجوز أن تكون من الفقراء ومتوسطي الحال، بل من مواقع الخير وهي كثيرة في لبنان وخارجه، لكن ذلك يتطلب وضع برنامج وخطة تفصيلية لكيفية الوصول إلى هذه المواقع الخيرية التي همّها تحقيق رسالة الخير، وتعمل من أجلها، بكل إيمان ومحبة بلا حدود للجنس أو العمر أو اللون، لكن يبدو لنا وبوضوح ان القيّمين على المقاصد لم يضعوا البرنامج والخطة التي تمكّنهم من تأمين الدعم اللازم للرسالة المقاصدية، حيث لو كان ذلك متوفراً لما كان يحصل ما يحصل اليوم من تعديلات على الأقساط وسواها، علما ان المغفور له دولة الرئيس صائب سلام كان في قيادته للمقاصد يُشكّل بنفسه البرنامج والخطة معاً وبالتعاون مع مجلس الأمناء وكان بذلك ظاهرة قيادية ومؤسساتية عاملة للخير، ومن أجل ذلك لا بد من رفع شعار «دعم المقاصد أولاً» في المجتمع الإسلامي في لبنان وخارجه.
إن المؤسسون شدّدوا على أموال الزكاة، وأموال الوصايا وفق تعيين طريقة صرفها وإن أطلق عمل البر والخير فللجمعية الخيار في تعيين نوع هذا الصرف أو يشترك فيها لأجل التعليم العام أو الخاص وغير ذلك.
نعتقد جازمين بأن ما يحصل اليوم يؤكد بأنه لا توجد خطة للحثّ على الزكاة والوصايا والتبرع وطرق صرفها، فالأمر من أجل ذلك يتطلب وجود هذه الخطة مترافقة بإعادة النظر بالهيكلية الوظيفية ومهماتها، وتطبيق الشفافية في كل النشاطات التعليمية والتربوية والصحية وسواها، والانتقال من الشخصنة والفردية إلى المأسسة كما أكدنا دائماً والتي تلتزم بالأنظمة والقوانين.
فعليكم أيها السادة العمل على إحياء المجتمع التعاضدي في الاعتماد المالي على أهل وبيئة المقاصد أولاً، والانتقال الى تشجيع التبرعات الخارجية ثانياً، وإن ما يحصل ليس بتسهيل لسبل العلم لأبناء المسلمين عن طريق المدارس والمعاهد والجامعات التي يقتضي أن تنشئها المقاصد وتديرها، وعلى أن تكون المساعدات التي تقدمها في هذا السبيل وخلافه وفقاً للأصول المرعية الإجراء.
ونتساءل هل تعمل مقاصد اليوم على تنشئة التلاميذ والطلاب التنشئة التربوية الدينية الصالحة على هدى الإسلام ومصالح دنياهم؟؟ أين الرعاية الصحية لأبناء المسلمين؟ وأين إنشاء وإدارة المستشفيات والمستوصفات؟ أين الاهتمام بمساعدة المعوزين منهم؟ هذه الأسئلة في الإجابة عليها تساعد على بيان ما نحن عليه بدقة وفي وضع البرنامج والخطة المطلوبتين.
من هنا نرى ان مجلس الأمناء عليه واجب الإحاطة والبحث والاقتراح في كل هذا لتأخذ المقاصد دورها القيادي في البيئة الإسلامية مرة أخرى، وذلك انطلاقاً من مسؤوليته الدينية والاجتماعية والتربوية والصحية، وكذلك مسؤوليته للعمل في الدعم المالي على كل المستويات الداخلية والخارجية.
المقاصد تحت المجهر من المسلمين جميعاً، وإننا نرى أن تنظيم العلاقة وسيادة الثقة بينها وبين بيئتها هما الأساس.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب