بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 حزيران 2023 12:00ص المقاصد الأبية ستبقى القوة الدافعة للأمة (10/١٠)

حجم الخط
ان المسيرة الطويلة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية كان هدفها دائماً « تربية أبناء الأمة وتثقيفهم بالثقافة الحديثة التي تتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والتي تُعدّهم ليكونوا رجالاً عاملين نيرين في تفكيرهم، أقوياء في عقيدتهم الدينية والقومية»، نتساءل أين نحن من ذلك اليوم؟؟؟
كما كان هدف المسيرة أيضاً الاهتمام بالحالة الصحية في المدارس حيث كان « يطوف أطباء الجمعية على المدارس في أوقات معينة فيشرفون على الحالة الصحية فيها ويقومون بفحص دقيق لكل طالب وطالبة ويسجلون النتائج على سجلات خاصة» نتساءل أيضاً أين نحن من ذلك اليوم؟؟؟
وعُنيت الجمعية في تربية  بنات الامة عناية خاصة بأن جعلت هدف تهذيبهُنّ تهذيباً اسلامياً صحيحاً ينطبق على تعاليم الشرع الحنيف. ونتساءل أيضاً وأيضاً من يتابع هذه التربية ونتائجها؟؟
أين نحن من البعثات العلمية والمساعدات للطلاب لإتمام تحصيلهم في المدارس العالية في أوروبا، وفي بيروت ومثلاً على ذلك سنة 1932- 1933 المدرسية ساعدت الجمعية 74 طالباً لإتمام تحصيلهم في المدارس الثانوية والعالية، في سويسرا، وفرنسا والجامعة الأمريكية في بيروت واليسوعية والحقوق الفرنسية، والكلية العلمانية، وستين طالباً في كلية المقاصد الإسلامية وثماني طالبات في كلية البنات الاسلامية طبعا دون التمييز بالطائفة أو المذهب أو المنطقة أو الاسم أو اللون أو العائله أو سوى ذلك، فماذا هم فاعلون اليوم؟؟
إننا نرى ما يحصل هو العكس تماماً غياب للمساعدات، زيادة في الأقساط، وتطبيق بدعة جديدة في الاعفاء لاسماء معينة وهذا اقصى درجات العنصرية غير المسبوقة في الكرة الأرضية، هل يجوز شرعاً وإنسانية أن يعفى من بعض القسط من اسمهن خديجة وفاطمة وعائشة وزينب ويحرم منهنّ حامِلْنَ اسماً آخراً؟؟؟ كيف نسيتم حفصة وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟
هل يجوز أن يعفى بعض من البنات من جزء من القسط ولا يعفى منه الشباب دون النظر الى الاسم حيث يقتضي ان يكون المعيار حالة البنت او الشاب المادية وليس اسم اي منهم.
هل يجوز أن يعفى من يحمل اسماً محدداً ولا يعفى من هو من غير طائفة المسلمين خاصة إذا راجعنا أسماء الأعضاء لعام 1933 الذين تتألف منهم الهيئة العامة نرى بين صفوفهم اسماء « سركيس بقاليان، وأميل رباط، وإبراهيم سبون، واميل وجاك ثابت، وهذا أمر نفتخر به يدل على مدى الثقة في جمعية المقاصد وطنياً، على مر السنوات، فأين الثقة اليوم؟؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير يقتضي وضعها على جدول أعمال مجلس امناء المقاصد حيث المسلمون يسألون أين أصبحت جمعيتنا ليأخذوا الرد الصحيح والجازم والشامل عن أعمال الجمعية من خلال بيان أعمالها وميزانيتها المدققة التي لم توزع منذ سنوات على الهيئة العامة أولاً وعلى المسلمين لمن يريد ثانياً، وذلك للإطمئنان واعطاء الثقة أو حجبها على ضوء ذلك. 
أما مهزلة المهازل فهو محاولة استغباء الناس وهذا أمر خطير خاصة في جمعية خيرية إسلامية وطنية حيث ان ما قصده البيان الصادر في 22/5/2023 هو ليقول للمسلمين ما يأتي:
انتم اخذتم علينا اننا شطبنا اسم عائشة وخديجة عن مدارس المقاصد وها نحن أصدرنا هذا البيان فتبين لنا أن عدداً ضئيلاً جداً لا يتجاوز أصابع اليد يحملهن الأسماء المحددة في البيان. 
وقصدكم في ذلك أن تبرهنوا أن المسلمين تركوا هذه الأسماء، وتتساءلون لماذا هذه الاحتجاجات على ما فعلته ايدينا، وردنا عليكم ان الموضوع غير شكلي وتمسكنا بالاسماء الشريفة على مؤسساتنا المقاصدية أمر مهم جداً يتعلق بالخلفاء الراشدين وبأمهات المسلمين الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من تراثنا الإسلامي وتاريخنا الذي يقتضي أن نحترمه ونحافظ عليه، ولا علاقة البتة فيما اذا كان يطلق ام لم يطلق على البنات والأبناء، وخطورة هذه المهزلة لإستهدافها أيضا بشكل غير مباشر الإشارة لغياب اسماء لدى الطلاب المسلمين هي: محمد وبكر وعمر وعثمان وعلي وحسن وحسين وأسماء ذريتهم، وبالتالي الطعن بذاكرتنا ومقدساتنا وتاريخنا بصورة استهزائية مرفوضة رفضاً باتاً.
ولا يجوز أن يختبئ من أصدر القرار وراء متبرع او اكثر وضع شرطاً لذلك، وهذا إذا صح وجود هذا التبرع فإنه يدخل بدعة على مسيرة المقاصد إذ لا يجوز ان نقبل تبرعاً مشروطاً مهما بلغت قيمته ومصدره، مع شرط مناف لعقيدتنا الإسلامية والوطنية.
من أجل ذلك كله لا بد من القضاء على الخطة الممنهجة التي ترمي إلى تغييب روح المقاصد وتاريخها لمصلحة الشيطان.
آن الأوان ليتراجع كل مسؤول يؤمن بهذه الطريقة والأسلوب ويحمل هذا الفكر الجهنمي في العمل إلى حيث كان يعمل، وعليه أن يأخذ دروساً في الدين والشريعة والمبادئ الاسلامية لأنه على ما يبدو تنقصه هذه الثقافة ولا يجوز أن يبقى حيث هو أياً كان هذا فرداً أو مجموعة.
وآن الاوان ان يصل التحرك الإسلامي الذي بدأ، واخذ مساره الصحيح قضائياً وإدارياً ونظامياً لإنقاذ المقاصد اليوم قبل الغد. 
  
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب