بيروت - لبنان

6 تموز 2023 12:00ص انسداد في أفق الرئاسة... والدولة مطالبة للعب دورها بعد حادثة القرنة السوداء

حجم الخط
كل المؤشرات تدلُّ ان الأبواب لا زالت موصدة في وجه أي توافق داخلي لانتخاب رئيس للجمهورية، وان الانقسام والشرخ بات أوسع بين كافة الأطراف المحلية، بالتزامن مع استمرار تدهور الأوضاع على كافة المستويات بما فيها الأمنية، لا سيما بعد حادثة القرنة السوداء وما تلاها من مواقف، ولكن هذه الحادثة لم تحجب النظر عن جملة استحقاقات تنتظر لبنان في المرحلة المقبلة، من بينها شغور بعض المراكز الحساسة وتحديدا حاكمية مصرف لبنان.
وفي الوقت الذي يبدو فيه ان الشغور سيمتد لفترة غير قصيرة خصوصا مع الحديث المتداول عن إمكانية تأجيل زيارة الموفد الفرنسي  جان ايف لو دريان بانتظار نضوج الاتصالات، لا يزال الثنائي الشيعي متمسّكا بمواقفه الداعية الى الحوار ولكن وفق «أجندته الخاصة» وكلام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد واضحا في هذا الإطار، حيث جدّد دعوته للحوار والتفاهم، الذي اعتبره المعبر المتاح وطنيا ودستوريا في ظل عدم إمكانية أي فريق أن يؤمّن وصول مرشحه بمعزل عن تعاون الفريق الآخر.
مصادر نيابية وسطية اعتبرت عبر «اللواء» ان المطالبة بعقد طاولة حوار، هو مطلب من مطالب عدد كبير من النواب، ولكن شرط ان يكون الحوار عادلا يعالج هواجس الجميع، دون أن يلغي أي طرف أو يفرض رأيه على أي فريق آخر، لذلك فان أهمية الحوار هو أن يتم تحضير جدول أعماله مسبقا، وأن يكون واضحا وصريحا ومبنيا على أساس العدالة لكل الشرائح السياسية دون استثناء.
وفي السياق، تأسف المصادر لاستمرار فريق «الثنائي الشيعي» بتمسّكه بالدعوة الى حوار يخدم «أجندته السياسية» فقط، من خلال فرض مواقفه وقراراته على الكتل النيابية الأخرى، بطريقة التهديد والابتزاز، وهذا أمر مرفوض وغير قابل للنقاش من قبل جزء كبير من النواب، لذلك لا يمكن بأي شكل من الأشكال السير بدعوته هذه.
وتشدد المصادر الى ان الوقائع تؤكد على وجوب اعتراف جميع الأطراف بعدم إمكانية فرض إرادتها على أي فريق مهما كانت قوته أو حجمه، معتبرة ان المطلوب هو أولا وأخيرا، التمسّك بدستورنا أي اتفاق الطائف الذي هو ضمان العيش المشترك، والمحافظة على البلد الذي يمرّ بأزمة كبيرة اجتماعية واقتصادية تطال جميع اللبنانيين، إضافة الى ان الشعب هو من يدفع الثمن وقد ملّ من المشاكل السياسية.
وإذ أبدت المصادر تشاؤما حيال إمكانية انتخاب رئيس في وقت قريب، تمنّت في المقابل أن يثمر الحراك والاهتمام الدولي بالوضع اللبناني شيئا إيجابيا، علما ان المسؤولية الأساسية تقع على اللبنانيين أنفسهم والحل هو بيدهم، ولكن علينا الاستفادة من الحراك الدولي.
متوقعه انه إذا لم تحمل المرحلة القادمة حلول سريعة، قد يذهب البلد الى تطورات قد لا تحمد  عقباها، آملة  أن يكون هناك صحوة لدى الجميع لإنقاذ من يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
وأسفت المصادر لما حصل في القرنة السوداء، مشيرة الى ان كل الأطراف أكدت رفضها للانجرار الى الفتنة بأي شكل من الأشكال، خصوصا ان جميع اللبنانيين عانوا من الحرب الأهلية التي امتدت على مدى سنوات، ولم تحصد إلّا القتل والدمار والخراب، لذلك على كافة المسؤولين التحلّي بالوطنية وعدم السماح للفتنة بدخول الى أي منطقة، لا سيما الشمال المعروف بتنوعه الطائفي المميّز.
من ناحيته، اعتبر عضو كتلة «الاعتدال الوطني» سجيع عطية لـ«اللواء»: «ان لا أحد يريد إيقاظ الفتنة المرفوضة من الجميع، خصوصا من أهالي الشمال».
متمنيا على القضاء القيام بواجباته ولعب دوره، وأن تُظهر التحقيقات حقيقة ما حصل في القرنة السوداء والسبب الذي أدّى الى مقتل الشابين طوق، لتتم محاسبة الفاعل باعتبار اننا  نتمسّك بالعيش الوطني الواحد، خصوصا ان ردات الفعل لا يمكنها أن تحل المشاكل بل تزيد الاحتقان، داعيا الدولة للقيام بواجباتها عبر مؤسساتها الشرعية، معتبرا ان هناك أعداء منظورين ومخفيين يتربصون بلبنان للنيل من أمنه، متمنيا على الجميع أن يتحلّوا بالوعي والتحصّن بالوحدة الوطنية والشراكة المسيحية - الإسلامية التي هي أساس لبنان.